الحراك الثقافي والأزمات

الحراك الثقافي والأزمات
آخر تحديث:

عالية طالب
في بلد يعيش زمن الأزمات ولا يهتم بالتنمية المستدامة كثيرا، في بلد حيثما التفت تصغي لصوت مأساة وحكايات وحوادث وذكريات ومآس تشبه الأساطير في كثير من مروياتها، وفي بلد يحتدم صراع  الأشقاء والأصدقاء الأقرب والأبعد على تسلل نفوذهم إليه بطرق يعتقدونها مستترة ونراها وضوح الشمس في تموزنا الذي نعرف  سطوة الهته.. في عراق خلق من تحد مهما تعاظمت وتضخمت أزماته، نراه قادرا على إعادة إنتاج الحياة بصور قد لا يعمل على صنعها غيره من الشعوب.لا يمر شهر من  دون أن تقام مهرجانات وملتقيات وجلسات بحثية واحتفائية ونقدية وشعرية وتشكيلية .. وإلى كل ما تتضمنه أفكار الإبداع من تخصصات مميزة تمثل الرد الحضاري الحقيقي لمن يحاول  جاهدا إيقاف عجلة العطاء فيفشل، وهو يحصي أينما تلفت  أنشطة مؤسسات ومهتمين بالفكر القادر على إحداث التغيير الإيجابي إزاء أية محاولات  مهما تمظهرت بلبوس جرى الإعداد له جيدا بالغرف المظلمة.وزارة الثقافة والبيوت الثقافية والمؤسسات واتحاد الادباء والتجمعات.. كلها مناطق إشعاع للتجديد ومنها سيعيد العراق بناء مرتكزاته الإنمائية جيدا، والتي بواسطتها تتوقف كل المحاولات البائسة .مهرجان للشعر وآخر للسرد وبينهما للفلسفة وقراءة المشهد الثقافي للسياسة وتحولاتها ومجالس وصالونات ثقافية وأدبية تسرد قصة الحضارة المستدامة بتنميتها للعقل  الموزع بين كل أرجاء حدود عراق ما عرف يوما النكوص والتراجع.
 تفاجئنا المحافظات بحجم مشغلها الأدبي وجلساتها ومهرجاناتها ومتابعيها فنشعر بزهو نحتاجه  إزاء من يحاول استلاب  تواصلنا مع منظومة العقل الواعي بالعزف على وتر الواقع الأمني والسياسي والعسكري والخدمي والإنتاجي الذي يعاني ازمات أخرى، قد تلتقي مع بعضها لتنتج  خشية من الغد لكنها حين تخضع للتحليل مع الواقع الثقافي فستحقق الأفضلية المثلى لكلمة” التحدي” التي تترابط  دوما مع شعور الإنسان العراقي بأنه مستند على أرضية صلدة بناها من سبق وما عليه إلا أن يكمل الخطوة.همومنا المشتركة هي ما ألمسه بوضوح كلما زرت “وزارة الثقافة” والتقيت بالمسؤولين عن إدارة مرافقها المختلفة التي ألحقت بها الاثار والسياحة فازدادت مسؤولياتها وتشعبت وكبرضغط منتسبيها تضخما “عدديا” وليس “نوعيا” فيما هي بحاجة للصفة الثانية بفعل تواجد عملها في منطقة الابداع وليس “التوظيف”. والفارق كبير ما بين الاثنين، وهائل في نتائج ما يمكن أن يقدم من إيجابيات لبلد ينتظر الأفضل دائما من  مبدعيه الذين التقى عديد منهم داخل أروقة الوزارة، لكن كزائرين وليس كعاملين، ومؤكد لو كانوا كذلك لأصبح واقع الحال بغير ما هو عليه الآن.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *