الحرب على الارهاب يجب ان تشمل المليشيات الشيعية ايضا … بقلم انس محمود الشيخ مظهر

الحرب على الارهاب يجب ان تشمل المليشيات الشيعية ايضا … بقلم انس محمود الشيخ مظهر
آخر تحديث:

الحرب الاقليمية التي بدأها المالكي في العراق بمباركة امريكية ودعم لوجستي وعسكري من ايران هي خطوة في الاتجاه الصحيح ولكنها حرب غير مكتملة الاطراف وتعتبر قصا لجناح واحد من اجنحة الارهاب الذي يتحرك بجناحين مذهبيين في المنطقة .
فالإرهاب الذي تفشى في المنطقة مؤخرا من قبل تنظيمات القاعدة وتشظياته فيما يسمى بدولة العراق والشام الاسلامية او جبهة النصرة يقابله حاليا تنظيمات مسلحة لا تقل خطورة عن تنظيم القاعدة في الطرف الاخر ويجب التعامل معها ضمن نفس سياقات التعامل مع التنظيمات الارهابية .
فتنظيمات كعصائب اهل الحق وحزب الله في العراق ومليشيات حزب الله في لبنان وتنظيمات ابو فضل العباس في سوريا وغيرها كثير تمثل تهديدا مباشرا للاستقرار في المنطقة . وان كان المالكي قد بدء بحرب اقليمية على ارهاب القاعدة والمجموعات المنشقة عنها في العراق فلا بد ان تشمل هذه الحرب التنظيمات الشيعية المسلحة كذلك .
وبمقارنة تنظيم القاعدة والتنظيمات الاخرى الشيعية نتوصل الى ان لا فرق بينهما إلا في بعض النقاط الغير جوهرية وكما موضح في النقاط التالية .
– يعتمد تنظيم القاعدة على افكار مذهبية سنية متطرفة تلغي الاخر بكافة توجهاته وتحاول فرض اجنداتها بقوة السلاح .. وفي الجانب الاخر فان التنظيمات الشيعية تتبنى افكار مذهبية شيعية تلغي الاخر وتحاول فرض اجنداتها بقوة السلاح ايضا .
– يتحرك تنظيم القاعدة خارج اطار الدول الاقليمية وخارج قوانينها ..وكذلك فالمليشيات الشيعية تتحرك خارج اطار الدول الاقليمية وخارج قوانينها .
– يعتبر تنظيم القاعدة تنظيم دولي عابر للحدود والقارات مثلها مثل التنظيمات الشيعية العابرة للحدود والدول مثل حزب الله العراقي واللبناني وتنظيمات ابو فضل العباس العراقية الموجودة في سوريا .
– يتبنى تنظيم القاعدة العنف نهجا للوصول الى اهدافه .. وكذلك تتبنى التنظيمات الشيعية المسلحة العنف نهجا للوصول الى اهدافها .
– ان كانت القاعدة تستخدم لتطبيق اجندات دول اقليمية ودول كبرى في بعض الحالات ( بشكل غير مباشر ) فان التنظيمات الشيعية المسلحة ايضا تستخدم من قبل دول اقليمية في الطرف الاخر ( وبشكل مباشر هذه المرة ) لتطبيق اجندات خارجية في دولها .

– ان كانت القاعدة تستخدم العنف وأسلوب التهديد لدول المنطقة فان ما قامت به بعض المليشيات الشيعية قبل فترة في ضرب الاراضي السعودية بالصواريخ من داخل الاراضي العراقية يعتبر تهديدا مباشرا للاستقرار في المنطقة خارج خيارات دولها , والتهديدات التي سمعناها لأكثر من مرة من قبل هذه المليشيات لدول مثل الكويت والبحرين تعتبر خرقا للقوانين الدولية وتهديدا للاستقرار .

هناك نقطتان تجعلان من التنظيمات المسلحة الشيعية اكثر خطورة وهي :-

– ان التنظيمات الشيعية في المنطقة متغلغلة في مؤسسات الدولة وفي نفس الوقت لها تنظيمات مسلحة مستقلة كما هو الحال مع حزب الله في لبنان , بينما لا يمتلك تنظيم القاعدة تواجدا رسميا في مؤسسات دول المنطقة .
– التنظيمات الشيعية في المنطقة تنظيمات خارجة عن القانون بمباركة حكومات تتبنى الفكر الشيعي كما في العراق و ايران بينما لا توجد دولة سنية تحمي تنظيم القاعدة او تأويها ( بشكل رسمي ) على اراضيها .
اعتمادا على ما سبق فان على دول الخليج وتركيا الدخول وبقوة الى هذه الحرب حفاظا على التوازنات العسكرية والسياسية في المنطقة والتنسيق المباشر مع الجانب الامريكي والدولي لفرض اجنداتها بالتوازي مع اجندات حكومة المالكي وإيران , وان تدفع باتجاه القضاء على كل المليشيات المسلحة في المنطقة بما فيها المليشيات الشيعية .
ان هناك مشكلتين في القضاء على المليشيات الشيعية …
– المليشيات الشيعيه المسلحة في العراق تحتمي خلف المؤسسات العسكرية والأمنية في العراق ما يصعب تميزها وتحديدها .
– المليشيات الشيعية في لبنان المتمثلة بحزب الله لها قوة عسكرية وأمنية تضاهي قوة الحكومة اللبنانية عسكريا وامنيا .
وما يميز المليشيات الشيعية عن تنظيم القاعدة هي نقطتين … فالقاعدة تنظيم هلامي لا يمكن تحديد قياداتها وأعضائها إلا بعمل استخباراتي وعسكري بينما المليشيات الشيعية مشخصة القيادات ولكنها هلامية التنظيم في قاعدتها خصوصا بعد تغلغلها في مؤسسات الدولتين العراقية واللبنانية .
على هذا الاساس فان فالقضاء عليها يحتاج الى جهد وتدخل دولي مباشر وليس محلي لعدم قدرة الحكومة اللبنانية على نزع سلاح حزب الله , وكذلك لانعدام الثقة بالحكومة العراقية في جديتها لأي نزع سلاح محتمل لهذه المليشيات في العراق . هذا الجهد يجب ان يكون جهدا عسكريا وأستخباراتيا حقيقيا من قبل المجتمع الدولي لضمان الاستقرار في المنطقة وعدم الذهاب الى مصير مجهول تتحول فيه حكومات المنطقة الى حكومات تديرها المليشيات المتطرفة من الجانبين .

انس محمود الشيخ مظهر
كردستان العراق – دهوك
[email protected] 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *