الحضارة السومرية

الحضارة السومرية
آخر تحديث:

محمود قنديل

العلامة التراثية في الأزياء السومرية .. رموز وخبايا ” هو العنوان الذي اختاره الكاتب العراقي صباح محسن كاظم لكتابه حبًا للحضارة السومرية واحتفاءً بها ، وبهدف إبراز شذا تاريخها وأريج ماضيها، وكونها مشهدًا مضيئًا في سماء التاريخ البشري مازال أهل العراق يستمدون منها المدد والعون وهم يخطون بخطوات حثيثة نحو المستقبل .ولنا هنا أن نستأنس بكلمات د. حسين مؤنس عن مفهومه للحضارة بشكل عام حين قال: إنها ثمرة كل جهد يقوم به الإنسان لتحسين ظروف حياته سواءً أكانت الثمرة مادية أم معنوية وثمار الحضارة لا تظهر إلا بإضافة الزمن إلى جهد الإنسان .والكتاب الذي بين أيدينا يعانق المعمار السومري ( زقورات ، قصور ، صروح ، مدافن ملكية ) ، ويصافح الإبداع ( محلمة كلكماش ) ، ويصادق الأزياء التراثية بألوانها الخلابة وأذواقها الراقية وزركشاتها المتميزة .ولم ينس كاتبنا محسن كاظم أن يرينا مدى اهتمام السومريين بالمرأة وجمالها وزينتها وأزيائها ، وولعها بالوشم كعلامة تضفي عليها مزيدًا من سمات الأنوثة الرقيقة، وهي في كثير من الأحيان كانت ملهمة للشعراء والمبدعين . ولعل الرموز والخبايا عن تلك الحضارة من أهم ماورد في الكتاب، حيث يتم تسليط الضوء على المسكوت عنه من التزيي والتزين وبعض الحلي والمعمار والمعارف والإبداع.وعودة إلى عالم المرأة فإن الكاتب يؤكد بقوله : ” فلقد كان السومري يهتم بالمرأة وبالطبع  كل اهتمام بها ينسحب على كل الاهتمامات بما يعزز حبه لها في مجالات التشريع والنظرة والسلوك وإبراز قيم الجمال الروحي والاعتقاد بأنها واهبة الحياة ” وهي نظرة لا تخرج عن قيم الإسلام وعدالته للمرأة كأم وأخت وزوجة وابنة من حقها أن تحيا حياة كريمة بجانب شريكها على الأرض ألا وهو الرجل .لذا فقد حملت طقوس الزواج ملامح القداسة في العهد السومري كما في كل العصور والأزمنة تؤيدها وتباركها مشيئة الله تعالى .ومن الجميل أن يفلسف محسن كاظم الألوان في حضارة سومر متكئًا على آيات القرآن الكريمإننا بصدد كتاب قيم يدعونا إلى التجوال داخل أروقته المفعمة بعبق التاريخ ، بحديثه عن السومريين كرواد للحضارة وإنجازاتهم وجماليات عمارتهم وفنونهم ورفعهم من قدر المرأة كإنسان كرمه الله.ولابد أن أذكر – هنا – أنني بعدما فرغتُ من قراءة الكتاب عرفتُ وبجلاء سر التلاقي بين حضارتي سومر العراقية، والفراعنة المصرية من حيث القوة والجذور ، كما استطعتُ تبيان سر الحب بين المصريين العراقيين منذ القدم وحتى يومنا هذا.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *