الحوار تكاملاً

الحوار تكاملاً
آخر تحديث:

ناصر الموزاني

   إن طريق التكامل في مسيرة الحوار بين الشعوب المتقدمة على مختلف اللغات واللهجات لاسيما حين يتعلق الامر بالعدالة الاجتماعية والتواصل هو وسيلة التطور والتفاهم للوصول الى عوامل مشتركة والحوار هو الانصات الى الرأي الاخر والاخذ بالتوصيات المشتركة على اسس لغة التفاهم، ان الحياة بكل ما فيها يجب ان تبنى على تبادل الاراء واحترام المعتقدات وليس بالضرورة الايمان بما يؤمن الاخر لكن باحترام ايمانه ومن ثم اعطائه مساحة للحرية وللتعبير عن نفسه ومعتقداته لذا علينا ان نفكر كثيرا كي نتخذ القرارات الصائبة ونستمع بصدق الى كل حرف من حروف الاخرحتى نصل الى جادة الصواب عن طريق البراهين ونضعها في جوانب المنطق ولكي نستكمل مسيرة الحياة المبنية على حقيقة البراهين والتعقل وللوصول الى قمة التكامل الانساني وتطور المجتمعات على اسس حديثة نستطيع من خلالها بناء دولة حديثة مبنية على القوانين التي تناسب كل وطن حينئذ تسود العدالة واحترام حقوق الانسان ولا نستطيع الوصول الى ذلك الا عن طريق التعقل وتفهم الاخر حتى لا نقع في مطبات الحروب والاحقاد والتمييز العنصري والعرقي او المذهبي ومهما اندلعت من حروب خاطئة على مثل هذه الاسس ففي النهاية لا بد ان نصل الى الاستقرار والامن والسلام ومن ثم التنمية وكل هذا يجب ان يكون من خلال لغة التصالح والاقرار بحقوق الاخر، وان عدم سماع الاخر كثيرا ما يقود الدول الى الحروب لذا يجب ان نجيد فن التسامح والاعتذار عند الخطأ كي تصلح النفوس ويذهب الغل والحقد وكل انسان خطاء والخطأ ليس شيئاً مشيناً حين يخطأ الانسان ثم يعتذر فهذا انما يدل على الندم والاعتراف بالخطأ، وانما المشين ان يصر الانسان على الخطأ وان منتهى التواضع والثقة والحكمة والاصالة ان يعتذرالانسان للانسان من اجل التعايش السلمي لذا يجب ان تكون هوية الانسان الهوية الوطنية وان يبتعد عن الانغلاق والتكبر وان يتقبل الاخر، انما الحروب التي تندلع اغلبها تفتقر الى التسامح واحترام الاخر وكل الحروب منذ الخليقة انما وقودها الفقراء حينئذ على الدول التي تريد ان تستمر بالامان والعيش الرغيد ان تحترم حقوق الاخر وان تكن لا تؤمن بما يؤمن الاخر فأصل المعتقدات انما هو غالبا ما يكون متوارثاً ومتجذراً في النفوس والعقول فلا يمكن ان تغيره الا في حالة واحدة هي الاقناع بما تؤمن انت بالبراهين والادلة القاطعة وليس بالاكراه والقوة والبطش فان الاكراه لا يولد الا الحقد ولا يولد التعايش السلمي، حينئذ يجب ان نتجه نحو التعايش السلمي ويجب ان ينحني الجميع تحت مظلة السلام وان يعترف الانسان اننا جميعا من أم واب واحد وان كل ما خلق الله في جسدك هوجسد الاخر ويجب ان نحترم بعضنا الاخر كما كرمنا الله حين قال (ولقد كرمنا بني ادم) لذا  يجب طي كل الصفحات السيئة وتجاهل الماضي. 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *