الخليج – إيران : مستقبل غامض وخيارات صعبة..؟! بقلم د. أحمد النايف

الخليج – إيران : مستقبل غامض وخيارات صعبة..؟! بقلم د. أحمد النايف
آخر تحديث:

موقف الخليج العربي هو الأكثر حرجاً في أزمة ملف إيران النووي لأن الوضع العربي والدولي تبدل على نحو تحار معه دول الخليج أيهما أقل خطراً: الصمت القلق أم المواجهة الصعبة عظيمة التكاليف؟

شكل غزو العراق وانهيار نظامه بتواطؤ “فريق عربي وخليجي” كارثة حقيقة للعرب بشكل عام وللخليج خصوصاً. فقد خرجت من معادلة المواجهة القوة العربية الوحيدة القادرة على صد الهجمة الإيرانية. غير أن دول الخليج لا تستطيع أن تظل تندب حظها العاثر على فقدان صدام ونظامه الوطني، ولا بد لها من أن تجد حلاً لمستقبل المواجهتين المحتومتين- العسكرية والمذهبية- مع إيران.
إذن، فالخليج العربي حائر وهو الأكثر شعوراً بالخطر وحاجة لدرئه بالسياسة، فإن أخفق فبغطاء أمني دولي يزيد من ارتهانه فوق ما يرتهنه النفط والقواعد العسكرية المنتشرة على أرضه.
على السطح يبدو أن دول الخليج تحاول أن تمد يد الصداقة لإيران وتداريها وربما تلعب دور الوسيط لإيجاد مخرج من أزمة الملف النووي وغطاءه التوسعي المذهبي، دون أن تخفي هذه السياسة قلقها ومخاوفها. هذه المخاوف ولدت قبل وبعد ثورة الخميني الطائفية، وشكلت لزمن هاجساً خليجياً في البحرين التي كان الشاه يعتبرها جزءاً من إيران وكان يمثلها نائبان في البرلمان الإيراني. في تلك المرحلة حين أطلق الملك فيصل بن عبدالعزيز دعوته للتضامن الإسلامي توجه إلى إيران- فأثار مع الشاه موضوع البحرين ونجح في إقناعه بالاستفتاء مدخلاً لعلاقات عربية- إيرانية حسنة تحت عنوان التضامن الإسلامي، وكان الاستفتاء مخرجاً دبلوماسياً لإيران.
مخاوف الخليج إذن، بين المسالمة وثمنها المكلف، وبين المواجهة وثمنها المهلك. وكلاهما خطر.
لا يتصل الخوف الخليجي من إيران بقوتها العسكرية، لأن الخليج يمتلك ترسانة سلاح متقدمة جداً، وإن هو كان يخشى استخدام هذا السلاح وربما يشتريه لإرضاء منتجيه أكثر مما يشتريه للدفاع عن نفسه.
مشكلة الخليج مع إيران مشكلة مذهبية تتصل بهوية بعض سكان الخليج العربي ويتوجه فريق منهم لإيران بوصفها مركز قوتهم المذهبي وحمايتهم من الغبن السياسي أو الاجتماعي المصطنع (وكُتِبَت عليهم الذلة والمسكنة). فهل تنجح الدبلوماسية التي استخلص بها فيصل البحرين من الشاه تحت عنوان الإسلام في إعادة التوازن للعلاقة العربية الإيرانية بعيداً عن المواجهة..؟.. أم إنها مسكونة بوساوس ونتائج المواجهة أو الحوار الغربية- الإيرانية من خلف الأظهُر الخليجية التي ستقرر مستقبل الخليج العربي ووحداته السياسية والجغرافية.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *