الدستور أولاً يا اهل الانبار … ومن ثم السجون

آخر تحديث:

مرت اكثر من ثلاثون يوما على الانتفاضة العراقية الباسلة والحكومة العميلة لم تلبي شيئ من مطالب المعتصمين غير تشكيل لجان تسويفية من قبل شخصيات حكومية تدور حولها الشبهات بل هم جزء من احزاب ظالعة في جرائم القتل والتعذيب ولم يعد ينفع الصوت الناعم لرئيس اللجنة الحكومية المشكلة لتسويف مطالب المعتصمين وهو يبث السموم في تصريحات مليئة بالاكاذيب والمغالطات، هل كانت الحكومة في غفوة وصحت على انين الابرياء المعتقلين منذ سنوات حتى تقوم باطلاق سراح اعداد متواضعة منهم لذر الرماد في العيون وهناك الالاف في السجون السرية يعذبون بابشع الاساليب بدون وازع ضمير ولا يعلم بهم احد، بل اين كانت تلك الحكومة من الانتهاكات والفضائح في السجون لولا الانتفاضة الشعبية التي كشفت المستور والمستخبي عن جرائمها البشعة نتيجة الاعترافات المتوالية من قبل البعض وهم يوجهون الاتهام لشركاء لهم في التحالف اللاوطني لانهم باتوا على علم بان يوم الحساب قد اقترب بعون الله.

   مرت ست سنوات على حكومة المالكي ولم يلمس الشعب العراقي منها غير الكذب والخداع وخلق الازمات الواحدة تلو الاخرى، وهذا لايعني ان الحكومة التي سبقتها او التي ستليها افضل منها بل انة مخطط لتنفيذ اجندات طائفية ومصالح شخصية وفئوية واقليمية ديدنها الانتقام وسرقة المال العام، لذلك نطلب من اخواننا المعتصمين في ساحات البطولة والفداء التمسك في الامور التالية التي نعتبرها في غاية الاهمية للحفاظ على وضوح المطالب وتماسك وحدة المعتصمين وكما يلي :-

1 ــ ندعوا ان يكون شعار اسقاط الدستور في قمة المطالب واعلاها بل هو المطلب الرئيس للمعتصمن لان هذا الدستور باطل بموجب القانون الدولي كونة صدر في ظل احتلال غاشم وفية من الالغام التي اسست للفرقة والخلاف، وكان سبب للتهميش والغبن لصالح فئة معينة ضد اطياف اخرى من الشعب العراقي، هذا الدستور الذي شرعن قانون المسائلة والعدالة لتجويع الملايين من العراقيين وقانون الارهاب الذي فتح النار على الشعب، وبسقوط هذا الدستور يسقط الارهاب الذي تمارسة الحكومة ضد الشعب، وبسقوطة تسقط الفئة الظالمة وتسقط معها قوانين الظلم التترية، وبسقوطة تسقط الاجندات الطائفية التي جاء بها الاحتلال البغيض، وبسقوطة تسقط العملية السياسية برمتها وما خلفت ورائها من بؤس وشؤم على العراق، لذلك لابد وان يكون مطلب اسقاط الدستور مطلب رئيسي من بين المطالب المشروعة التي ينادي بها المعتصمين بل وفي مقدمتها.

2 ــ الجميع يعلم مدى حقد الفصيل السياسي الصفوي الذي يتزعمة المالكي على الشعب العراقي وهو المهيمن على مؤسسات الدولة وخصوصا الامنية منها والجميع يعلم الاسلوب الرخيص الذي يتبعة المالكي في المماطلة والكذب للتغطية على جرائمة البشعة فضلا عن قيام اللجنة الوزارية المشكلة من قبلة بتسويف مطالب المعتصمين بالمطاولة والخداع والتبجح امام الاعلام باطلاق سراح اعداد كبيرة من السجناء، بينما تقوم قوات حكومية اقتحام سجن التاجي وسجن العدالة وتسفير قسم من السجناء الى اماكن مجهولة، والانتقام من القسم الاخر بالضرب والاهانة والتعذيب وتجريدهم من الملابس والاغطية في هذا الشتاء القارص، ناهيك عن الجرائم البشعة في السجون السرية التي يشرف عليها رئيس الوزراء بنفسة كسجن المخابرات وسجن المنطقة الخضراء وسجن المطار وسجون سرية اخرى بأشراف مكتب القائد العام وقيادة عمليات بغداد وجهاز المخابرات التي يتم فيها تعذيب المعتقلين وابتزازهم للحصول على مبالغ مالية كبيرة، وقد احيطت بعثة يونامي علماً بما يحصل بالاضافة الى وسائل الاعلام  والمنظمات الاخرى ذات العلاقة ومن المعلوم إن منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان أصدرت تقارير كشفت فيها عن قيام الحكومة بخروقات كبيرة على صعيد حقوق الانسان، وطالبت المنظمة الغاء السجون السرية والكف عن تعذيب السجناء. لذلك ندعو المعتصمين مطالبة الحكومة بتشكيل لجان مشتركة فيها ممثلين عن المعتصمين ومنظمات حقوق الانسان تقوم بزيارات ميدانية لكافة السجون العراقية دون ابطاء لتفقد اوضاع السجناء والتحدث معهم لمعرفة معاناتهم وما يحدث لهم في الخفاء لأنقاذهم من محنة الاسر والتعذيب. 

3 ــ نحذر من المندسين في صفوف المعتصمين وخصوصا ممن تدفع بهم الحكومة لأثارة اعمال الشغب ورفع شعارات طائفية وافتعال مواجهات جانبية مع القوات الحكومية من اجل تحريف مسار تلك الاعتصامات واعطاء مبرر للتصادم معها، وهناك مندسين من نوع اخر من الذين اتقنوا لعبة القفز على التناقضات وهم اعضاء في الحكومة والبرلمان ونراهم اليوم يحاولون ركوب موجة الغليان بوضع قدم مع الحراك الشعبي تحسباً للانتخابات القادمة واخرى مع الحكومة للتمتع في بريق السلطة والتنعم بغنائم الحكم، فلا بد من وضع النقاط على الحروف فأن سقف المطالب بعد شهر من المماطلة والتسويف لابد وان يرتفع الى مكانة الفرز الصحيح وفق الخيار المصيري اما مع الجماهير واما مع نعيم السلطة وهنا نوجة حديثنا الى القائمة العراقية والتيار الصدري والاحزاب الكردية لان من رهن نفسه مع الشعب عليه البرهان اما الاصطفاف مع الحكومة والعملية السياسية او الانسحاب منها فقد بات لزاماً على من يدعي انهم مع الانتفاضة الشعبية عليهم تقديم استقالاتهم بشكل جماعي وبفعلهم هذا سوف يؤدي الى اسقاط الحكومة حسب الدستور المزعوم وعلى رأسها المالكي من دون الحاجة الى التصويت في البرلمان او لعبة جر حبل حجب الثقة لان المالكي ليس من القوة حتى يستطيع مواجهة الشعب وانما هو اسد على شركائة الضعفاء الذين يطبقون الصمت عندما يلوح لهم بملفات الفساد بل يهرعون الى ساحات الاعتصام ويعتلون المنصات كانهم فرسان الميدان والحقيقة انهم متبرعين لاسداء خدمة للمالكي لأحتواء مطالب الجماهير من اجل ابقاء الحكومة لانهم جزء منها ومن غير الممكن التفريط بنعيمها، لذلك نحذر بشدة من هؤلاء وعلى اخواننا المعتصمين عدم الاصغاء الى مقرحاتهم وخصوصاً الحلول الغادرة التي تؤدي الى ضياع فرص تحقيق مطالبكم فهم باتوا يقربون لكم الخلاص بالفدرالية والاقاليم التي ليس من ورائها الا تقسيم العراق ليكونوا امراء على كانتونات ممزقة تجعل منهم حاضنة ومرتع للفساد وسرقة المال العام .

4 ــ بالرغم من ان مطالب الجماهير واضحة المعالم وهي ليست انية او وقتية وانما هي حقوق ولدت من رحم الظلم القابع على صدور العراقيين منذ سنين وهي غير قابلة للمماطلة والتسويف وان ما تتذرع بة الحكومية من حجج واهية منها عدم وضوح تلك المطالب وعدم جود قيادات للتفاوض معها ليس الا مراهنة على المطاولة وكسب الوقت، لذلك نناشد اخواننا المعتصمين اختيار نخبة من بين صفوفهم ومن المشهود لهم بالكفاءة والتزاهة والوطنية كممثلين عن هذا الحراك الشعبي المبارك وتخويلهم بشكل رسمي بالتحدث بأسم المعتصمين والتفاوض بشأن مطالبهم المشروعة من اجل تمييع هذة الذرائع السمجة التي ترددها ابواق مرعوبة من صمودكم، وكذلك لكي لا يتخذ كل طرف لنفسة عنوان ثم يقوم بالتفاوض واطلاق التصريحات الرنانة باسم المعتصمن وهم قطعاً لا يمثلون الا انفسهم والبعض منهم يحلم بمقابلة مسؤول في مدينتهم الى ان وجدوا انفسهم امام رئيس الوزراء وهو يغدق عليهم بالعطايا وهم يكيلونة بالمديح حتى بات ينطبق عليهم المثل الشعبي “سمعتنا طيب وسمعناك اطيب”. احذروا هؤلاء واوقفوهم عند حدهم .

   واخيراً ان ما يحصل اليوم في ساحات الاعتصام انتفاضة شعبية عراقية المنشئ والاهداف وليس من ورائها دوافع شخصية او خصومات سياسية او اجندات اجنبية بل حراك شعبي نابع من غيرة وطنية بسبب جرائم ارتكبت، واعراض انتهكت، واموال سرقت، وازمات فجرت، جميعها بدوافع طائفية ومصالح شخصية واجندات خارجية، لذلك ندعو اخواننا المعتصمين كافة الى التحلي بالصبر والثبات والمثابرة والاستمرار في الاعتصام بشكلة الحضاري والسلمي وعدم الانجرار وراء الاعمال الاستفزازية التي تقوم بها القوات الحكومية لان المالكي وحزب الدعوة وسعدون الدليمي وزير الدفاع وكالة وهو صنيعة رئيس الوزراء يشيعون حاليا بأن من بين القتلى في الفلوجة اثنان ينتميان الى القاعدة بالاضافة الى شهادة محافظ الانبار المعروف بتواطئة مع المالكي الذي ادعى زوراً وبهتاناً بان المتظاهرين هم من اطلق النار على قوات الجيش لكي يؤلبان الرأي العام في الوسط والجنوب ضد المتظاهرين في الانبار والمدن الاخرى لايقاض الفتنة الطائفية لان اعدائكم يريدونها عنف ودماء وانتم تريدونها انتفاضة بيضاء، لذلك سيبقى المالكي يلعب على ورقة الطائفية والبعث والقاعدة لخلط الاوراق على أحقية مطالب الجماهير، علية لابد من الحفاظ على سلمية التظاهرات والمطاولة بالصبر لان صبركم جهاد وانتم المجاهدون في سبيل الله والوطن (يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) وان فعلتم ظفرتم بالنصر الذي بشر الله بة الصابرين.

                                                    

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *