هايدة العامري
منذ أسابيع طويلة وأنا أفكر في سر الحملة الشعواء والتي شنها جمال الكربولي ومشعان الجبوري ضد صالح المطلك ولم أقتنع بالمبررات التي ساقها الطرفان ضد المطلك لانه ليس من المعقول أن يتحول جمال الكربولي وبقدرة قادر وبين ليلة وضحاها الى رمز يمثل النزاهة وأما مشعان فلاداعي لوصفه لانه معروف للجميع وحتى للطفل الصغير فهو يمتلك القابلية على التلون والتغيير بالمواقف السياسية وسجله الجنائي وسيرته تشهد عليه ولم أجد غير مبررا واحدا وهو أن جمال الكربولي ومشعان طلبوا عقودا ضمن لجنة النازحين ولم يعطهم صالح المطلك هذه العقود ولكن وأخ من كلمة ولكن لم أقتنع بهذا المبرر لان لاجمال الكربولي ولامشعان بحاجة الى عقود ببضعة ملايين من الدولارات لان الواحد منهم يمتلك ثروة على أقل تقدير تقترب من السبعمائة مليون دولار ولكن ماهو السر في كل هذه الحملة وخصوصا أن الجميع ينتمي لتحالف القوى الوطنية الذي يمثل العرب السنة في العراق؟
باديء ذي بدء أنا موقفي معروف من جمال الكربولي ومشعان وصالح المطلك لذلك لايمكن وصفي بالمدافعة عن المطلك وهو حسب قناعتي يجب عليه المثول أمام البرلمان للاجابة على الاسئلة التي سيطرحها عليه المستجوب النائب مشعان خصوصا أن لجنة النازحين فعلا شابها الكثير من الفساد والتبذير وهذا لاخلاف عليه بين جميع المطلعين على هذا الشأن ولكي نعرف الحقيقة يجب العودة الى الماضي القريب
أثناء فترة تشكيل الحكومة وأثناء الصراع على كرسي رئيس مجلس الوزراء تم الاتفاق بين عدد من الساسة السنة والذين تم تسميتهم بسنة المالكي على تأييد المالكي في مسعاه للولاية الثالثة وكان سنة المالكي وعلى رأسهم جمال الكربولي واحمد الجبوري أبو مازن وقتيبة الجبوري ومشعان قد رتبوا المناصب بينهم من وزارة الدفاع الى بقية الوزارات التي يستحقونها وصولا لمنصب نائب رئيس الوزراء ومنصب نائب رئيس الجمهورية وهنا كانت بوادر خلاف أولي بين جمال الكربولي وصالح المطلك على هاذين المنصبين وعندما فشل المالكي في الحصول على الولاية الثالثة اندمج الجميع في أتحاد القوى وكل يأمل في الحصول على وزارات خدمية معينة يعوض بها ماخسره من أموال في الحملة الانتخابية متناسين هموم جمهورهم الذي يتعرض للنزوح والقصف والتشرد ويومها أشترط جمال الكربولي أن يأخذ وزارتين هما وزارة الكهرباء والصناعة ويتذكر الدكتور حيدر العبادي والشعب العراقي يومها الاخبار التي تواردت حول عمليات بيع الوزارات والمزاد الذي حصل في العاصمة الاردنية عمان وقبل رفع الاسماء المرشحة للوزارات تم أبلاغ جمال الكربولي برفض ترشيح أي من أخوته فقام بترشيح السيد أوس الاورفلي وأصر عليه أصرارا عجيبا غريبا وكان السيد العبادي واللجنة المكلفة بأختيار الاسماء المرشحة للوزارات على علم بكل الاجتماعات والاتفاقات فتم رفض كافة مرشحي الكربولي ولم يمنح الا وزارة الزراعة لفلاح الزيدان الذي هو في حقيقة الامر محسوب على صالح المطلك وذهبت أحلام جمال الكربولي في الحصول على الصناعة والكهرباء أدراج الرياح وجن جنون جمال الكربولي يومها فقام ببعض التحركات ومنها دعمه وتمويله لتظاهرات الثلاثين من أيلول التي كانت في حقيقة الامر مخططا لاسقاط حكومة العبادي ولولا تدخل العقلاء وضغطهم على الجهات المنظمة للتظاهرات وكشفهم لحقيقة المخطط يومها لحصلت كارثة في البلد وخصوصا في الشارع الشيعي والمحافظات الوسطى والجنوبية ولكي لانظلم جمال الكربولي فهو ليس وحده من مول ودفع الاموال لتنظيم هذه التظاهرات فهناك عدد من المصرفيين وأصحاب رؤوس الاموال الذين مولوا هذه التظاهرات وبعض الجهات التي كانت تعتبر نفسها قد تضررت من أزاحة المالكي عن رئاسة الوزراء وأعتقد ان الدكتور العبادي يعلم بهذه الاسماء الممولة للتظاهرات
وعندما وجد جمال الكربولي نفسه قد خرج من المولد بلا حمص وأنه لم يأخذ شيئا من الكعكة وأنه لاأمل بأسقاط حكومة العبادي راودته فكرة أسقاط صالح المطلك لكي يحصل على منصب نائب رئيس الوزراء لاحد أشقائه وكذلك الحصول على وزارة الكهرباء لانها وحسب وصف أحد أشقاء الكربولي هي الوزارة الوحيدة التي ستكون الحكومة مجبرة على توفير التخصيصات لها خصوصا أن المحافظات تشهد عمليات عسكرية وتحتاج لحملة أعادة أعمار شاملة وخصوصا في قطاع الكهرباء وذلك يوجب على الحكومة صرف المبالغ المالية حتى من خارج الموازنة وهذا يعني أن وزارة الكهرباء ستكون مليئة بالعقود والعمل والتعاقدات من هنا وهناك ورشح جمال الكربولي هذه المرة أيضا أوس الاورفلي ولكن هذه المرة السيد جمال الكربولي واثق من الحصول على مايريد من مناصب ووزارات وواثق من الموافقة على ترشيح أوس الاورفلي لوزارة الكهرباء ولكن من أين هذه الثقة التي أستغربها حتى المقربون من جمال الكربولي وكيف تحول جمال الكربولي لهذه الدرجة من القوة بحيث أنه يخطط لما بعد تسلم هذه المناصب؟
سأقول ماعرفته ومن مصادر موثوقة ومطلعة على تفاصيل ودقائق الامور أن جمال الكربولي قد وصل لاحد الاشخاص ويدعى أبو ياسر ويقال أنه شقيق الدكتور حيدر العبادي ويقيم في لندن وأنه وصل أليه عن طريق والدة السيد أوس الاورفلي التي تربطها بعائلة السيد العبادي صلة قرابة من بعيد وكذلك وصل لاحد الاشخاص القدامى والمنسوب لحزب الدعوة في لندن وتربطه علاقة صداقة قديمة بالدكتور حيدر العبادي وانا هنا أنزه وأبريء الدكتور حيدر العبادي من هذا الموضوع لعلمي كيف تسير الامور في مكتبه الخاص وأن الامور السابقة التي كانت تحصل في مكتب رئيس الوزراء السابق لن ولم تحصل في مكتب حيدر العبادي مع حفظ الالقاب وأن العبادي فوق مستوى هذه الامور
أنا هنا أخاطب الدكتور حيدر العبادي أن لايسمح بحصول مثل هذه الامور ومايترتبط بها من حلقات وعقول تأمرية وأن لايخاف لامن جمال الكربولي ولامن غيره وأن لايقتنع بفكرة كفى الله المؤمنين القتال وأن يمنح جمال الكربولي وزارة أو منصب نائب رئيس الوزراء أن شغر الموقع بخروج صالح المطلك وهنا أحيي السيد عمار الحكيم الذي رفض الموضوع فكرة وتفصيلا ورفض مساندة مثل هذه الطروحات عندما طرح عليه وأعتب على الدكتور سليم الجبوري الذي حاول جس نبض بعض قيادات التحالف الوطني المعروفة بغية ترويج هذا الموضوع وأعتقد ان الدكتور سليم الجبوري يعرف قصدي وعلى من طرح هذه الفكرة الكارثية التي لااعرف دوافعها عنده
هذا بعض مما علمته ولن أنشر كل الذي أعرفه كي لااكشف مصادري ولكي لاأجرح بعض حلفاء بعض الشخصيات وكلي ثقة وأمل بالدكتور حيدر العبادي وبكل القيادات السياسية بأن لايتم السماح بمرور هذا الموضوع لاننا كشعب عراقي لانستحق أن يحصل كل الذي حصل وحمى الله العراق والعراقيين