الديمقراطية المسلحة

الديمقراطية المسلحة
آخر تحديث:

بقلم:كاظم المقدادي

لنعترف اولا .. ان افضل عملية انتخابية جرت في تاريخ العراق تنظيما وسلاسة وسلامة .. هي هذه التي نحن بصدد الحديث عنها.في هذه الانتخابات ..لم نشاهد فيها اختراقات.. ولم تحدث فها نزاعات .. ولا دافع ولا مدفوع .. ولاسهو ولا خطأ ولا مرجوع .. اللهم الا بعض الاعطال التي حدثت في بعض الاجهزة الالكترونية .. لكن مثلها لم يحدث في الاجهزة الامنية التي ادهشتنا بخططها وتحركها وهدوء معالجاتها .

كانت رسالة حضارية للعالم .. هذا العالم الذي ارسل لنا مئات. المراقبين.. وخرجوا بانطباعات طيبة .. الا من ضعف الاقبال على صناديق الاقتراع .. فقد خرجوا محبطين. مستغربين .

ربما انهم لا يعرفون الذي حدث لانتفاضة تشرين .. تلك الجريمة التي نفذت بحق شباب خرجوا يبحثون عن وطن امين .. لكنهم فوجئوا بعمليات منظمة ، في القتل والتنكيل .. من دون محاسبة القتلة والمجرمين .. فكانت سببا كافيا لامتناع الملايين من التصويت .. من الشباب الذين وجدوا انفسهم امام مستقبل مجهول وحزين .

وكما يبدو ..فان النتائج الصادمة للبعض والتي جاءت بها عمليات الفرز .. كانت رسالة الى الذين وقفوا بوجه شباب الانتفاضة .. غدرا وقتلا واغتيالا .

عمليات الفرز .. سببت صدمة ومفاجأة للبعض ، وبدلا من ان يعترف بالهزيمة ..اخذته العزة بالاثم .. مشككا بمجمل العملية الانتخابية .. واصفا اياها .. نصب واحتيال ومؤامرة امبريالية .. فراح يهدد .. وكأن النصر يجب ان يكون حليفه .. والفوز وصيفه .. وهو الذي لم يكن مستعدا ولا صاحيا ، بل ساهيا لاهيا .. لم يقدم برنامجا متكاملا وافيا .. كان يعتمد على قوته المتخيلة.. وليس على القوة الحقيقية ، وهي قوة الوفاء للعراق ، وقوة الذين يصوتون للعراق .. ان الولاء يجب ان يكون للوطن .. والفوز لمن يحترم شعبه وحركة الزمن .

لكن .. وفي جانب اخر .. لماذا جاءت النتائج منسجمة مع ما تتأمله ارادة الكاظمي ، ويتطلع اليه كل من لايتفق وسياسات كتلة البناء .. الامر الذي زاد من الشكوك والخوف. من البلاء .

هذه النتائج التي لم تكتمل بعد .. بدأت تثير سجالا مرعبا .. وربما ينتهي لنزاع مسلح .. لا قدر الله .

انه جرس انذار .. لكل من لم يدرس في مدرسة الوطن .. ولكل من ارتهن لمنطق القوة ووفرة السلاح .. وترك العلم والاخلاق .. ولم يسلك سبل العلم والنجاح .

لنفهم .. ان محركات الديمقراطية .. لا تعمل بالبارود .. ولا بالسلاح الموعود .. انها تعمل بالتحضر وبالحوار المتمدن .. وبرسم المستقبل المنشود.

الديمقراطية.. لا يمارسها من يؤمن بالشر وبالغوغاء .. والجهل المقدس والخيلاء .

راجعوا انفسكم .. واستعرضوا عقولكم.. بدلا من استعراض اسلحتكم.. وتحاوروا تحت خيمة الوطن.. فهي الوحيدة التي يستظل بظلها .. وبغير ذلك.. فان الاتفاق والبحث عن رئيس وزراء جديد ، وحكومة جديدة ، سيكون كمن يبحث عن ابرة في كومة قش ..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *