هل هناك ديمقراطية حقيقية بالمعنى المتعارف عليه في کل أرجاء العالم؟ في إيران التي يهيمن عليها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإن السلطات الاساسية تتجمع کلها في يد المرشد الاعلى للنظام(الولي الفقيه)، حيث بمقدوره أزاحة أو طرد أي مسٶول منصبه إبتداءا من رئيس الجمهورية کما يحق له الطعن في کل شئ، ونتساءل: هل يمکن أن يکون للديمقراطية من وجود في ظل هکذا نظام؟
إيران ومنذ تولي هذا النظام الحکم، تعاني من قضية حجب الحريات و الممارسات القمعية التي تتخذ أغلب الاحيان من الغطاء الديني کمبرر لها، ولعل الشعار الذي ردده الشعب الايراني في إنتفاضة 28 ديسمبر 2017، (الاستقلال الحرية الجمهورية الايرانية)، أفضل تعبير من جانب الشعب تجاه النظام، بعد أن شعروا بأن النظام يقوم بتقويض الديمقراطية النسبية من أصلها بالغطاء الديني المقصود، وهو ماأکد بأن الديمقراطية بمعناها الحقيقي لاوجود لها في إيران طالما بقي هذا النظام على الحکم.
فاقد الشئ لايعطيه. من هنا فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تفتقد الى الحرية و الديمقراطية بمعناها الحقيقي، لايمکن لها أبدا أن تساهم في نشر الديمقراطية و الدفاع عنها، بل إنها ستشکل حجر عثرة أمامها، ولعل الدور الذي لعبه التدخل الايراني في لبنان و العراق و اليمن، أکد على إستحالة أن يتواجد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الديمقراطية في مکان واحد، فهما عالمان متناقضان.
الدور المشبوه الذي قام به النظام الايراني في العراق بسبب من بفوذه المنتشر فيه بصورة غير عادية، ساهم ليس في تقويض أسس الديمقراطية في العراق بعد الاحتلال الامريکي له وانما على تشويهه و تحريفه بل و حتى تقبيحه أمام الشعب العراقي، خصوصا بعد أن تيقن هذا النظام من وجود تيار شعبي کبير متنامي ضد دوره و نفوذه في العراق، ولازال الشعب العراقي يذکر دوره المشبوه في فرض الفاشل نوري المالکي لدورة ثانية و سعيه”الخائب”لفرضه لدورة ثالثة، وهو الان وبعد الانتخابات الاخيرة التي وجهت صفعة قوية له يسعى من أجل تدارك الامر بأية وسيلة کانت من أجل المحافظة على نفوذه و الحد من تحجيمه و تحديده بعد أن صار مطلبا وطنيا.
تجربة الشعب الايراني طوال أربعة عقود مع النظام الايراني، يمکن إعتبارها دليلا حيا لمعرفة مصداقية الديمقراطية في إيران و التي يتمشدق بها النظام کذبا، خصوصا وإن السلطات الثلاثة التنفيذية و التشريعية و القضائية ليست لها من أي تأثير على المرشد الاعلى فيما إن الاخير و بجملة واحدة منه يجعلها عاجزة عن الحرکة، ومن هنا فإن النفوذ الايراني يشکل خطرا مٶکدا على الديمقراطية في العراق التي لاتکون صحية و نظيفة إلا بإنهاء نفوذ هذا النظام.