الدين في خدمة السياسة … بقلم علي الكاش

الدين في خدمة السياسة … بقلم علي الكاش
آخر تحديث:

حديث عن الإمام علي حول علامات ظهور المهدي” نعم قتل فظيع وموت سريع وطاعون شنيع”.( الهداية للحصني /31).

المهدي شخصية إرهابية
يعرف التخريب بأنه كل فعل عدائي يستهدف الممتلكات العامة، والأمن الداخلي، والوحدة والسلامة الوطنية، ويهدف إلى خلق حالة من الخوف والذعر بين المواطنين. التخريب من الممارسات التي يمارسها الإرهابيون لضرب المصالح الوطنية العليا. والحقيقية إن الممتلكات العامة ليست ممتلكات حكومية وإنما هي من ممتلكات عامة لعموم الشعب، وُكلت مهمة إدارتها وحمايتها وصيانتها للحكومة. وفي حال إستهداف المخربين المعالم الحضارية والإسلامية سيكون تأثيره المعنوي أشد بكثير من تأثيره المادي. وليس بعيدا عن ناظرنا تدمير جزء من العتبات المقدسة في سامراء عام 2006 من قبل النظام الايراني الذي لم يكتفِ في الإساءة للأئمة العرب في حياتهم فلاحقهم في قبورهم، والحرب الأهلية التي أعقبتها في العراق حيث راح ضحيتها عشرات الآلاف من العراقيين على أيدي الميليشيات الإرهابية الموالية لأيران.
من المعروف إن أبرز الاماكن المقدسة عند المسلمين الكعبة المشرفة والمسجد الحرام والمسجد الأقصى. وهي من المحطات الرئيسية التي يتوقف عندها المهدي لغرض تخريبها. فأول عمل يشرع به هو نبش قبور الصحابة وإخراج جثث ابو بكر وعمر وعائشة فيصلب الشيخين، ويقيم الحد على أم المؤمنين عائشة فيجلدها”. يقول الشيخ أحمد الاحسائي” ويجتمع الناس ويحضر المهدي ويكشف الجدار عن القبرين فيخرجان كما في صورتهما ويأمر برفعهما على جذع فيصلبهما عليه”.(كتاب الرجعة/161). ورواية أخرى للإمام جعفر” ردت إليٌ الحميراء حتى يجلدها الحد وينتقم لأمه فاطمة منها”.(المصدر السابق).
وبعد الإنتهاء من عمله السادي الإبتدائي، يشغل معاوله جيشه الخراساني لتهديم المسجد الحرام من أساسه! دون أن نفهم السبب الكامن وراء حقده على هذا المسجد! فقد ورد في كتاب الغيبة للطوسي عن أبي عبد لله” إذا قام القائم هدم المسجد الحرام حتّى يردّه إلى أساسه، وحول المقام إلى الموضع الذي كان فيه، وقطع أيدي بني شيبة وعلقها بالكعبة”. بالطبع لا يمكن الوقوف بوجه هذا الطاغية وصد إرهابه لسببين أولهما أنه محصن ويمتلك”سلاح رسول الله وسيفه ذو الفقار”. (كتاب الخصال لابن بابويه القمي/105 ). و” يملك الأسم الذي لا يؤثر فيه الرماح والسهام”.( الكافي للكليني). ويبدو ان مكوثه المزمن السرداب لم يتيح له الفرصة لمعرفة التقنية التي وصل اليها عالم التسلح. والسبب الثاني هو طبيعة جيشه الذي تضم نخبة من الملائكة الصفويين” عن أبي جعفر كأني بالقائم على نجف الكوفة قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة، جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره والمؤمنون بين يديه، وهو يفرق الجنود في البلاد وأول من يبايعه جبرائيل” “روضة الواعظين/364).
والخطوة القادمة للطاغية هي البحث عن أحفاد قتلة الحسين ليثأر منهم ضاربا عرض الحائط قوله تعالى في سورة المدثر/38(( كل نفس بما كسبت رهينة)).حيث يذكر شيخهم الصافي” إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين عليه السلام بفعال آبائهم”. (تفسير الصافي 1/172). ويبدو إن كراهية القائم لبيوت الله لا تنتهي عند هذا الحد، بل تتجاوزها إلى هدم كل ما تبقى من بيوت الله بقديمها وجديدها. فقد ورد أيضا في المصادر السابقة “إذا قام القائم سار إلي الكوفة فهدم بها أربع مساجد، ولم يبق مسجد على وجه الأرض إِلاّ هدمه وجعلها جمّاً”. ويبدو إن قيام جيش المهدي الضال الذي يقوده مقتدى الصدر ممثل المهدي في العراق بتدمير جوامع أهل السنة وسرقتها والعبث بها مستمدة من هذه الأحاديث الملفقة. فقد باشروا بتنفيذ خطته قبل أن يظهر القائم ربما إنطلاقا من فكرة تسهيل مهمته المقدسة والتخفيف عن كاهله! إن بيوت الله لها قدسية خاصة في قلوب المسلمين وقد وردت آيات وأحاديث بشأن تعمريها وصيانتها والإهتمام بها. ولايمكن أن يجرأ مسلم له ذرة من الإيمان والغيرة على الإسلام على تدميرها، فما بالك بمن يزعموا إنهم من أحفاد الرسول(ص). وهذا الأمر يقودنا إلى التفكير بأن المهدي لا يمكن أن يكون مؤمنا بالله ورسوله وإنما كافر وحتى الكفار لا يجرأوا على تدمير بيوت الله. الغريب في الأمر أنه يهدم الكعبة والكوفة ولا نعرف سبب إختياره لتدمير الأماكن العربية المقدسة وقتل العرب فقط؟ دون أن يتوجه مثلا لإيران فيدمر قم ومشهد وطوس، ويقتل ويسبي شعبها!
المهدي شخصية كافرة
لنطلع على الأحاديث التالية لنستشف من خلالها مدى إيمان المهدي بالله ورسوله؟ مع الأخذ بنظر الإعتبار إن تأليه القائم هو الكفر بعينه. قدم العلامة( الوحيد الخراساني) نظرية جديدة في الربوية تنص على أن” إمام العصر صار عبدا، وعندما صار عبدا صار ربا”. ويشرح إكتشافه العبقري بأن العبودية جوهرة كنها الربوبية، ومن ملك تلك الجوهرة تحققت ربوبيته. كما إن النعماني في كتاب الغيبة يحدثنا بكتاب جديد غير القرآن يبشر به القائم “عن ابى جعفر قال: فوالله لكأنى أنظر اليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد شديد وكتاب جديد وسلطان جديد من السماء”. ولم يكتف النعماني بقرآنه الجديد وإنما السلطان الجديد! ونسبً للإمام علي” كأني انظر للشيعة قد بنوا الخيام بمسجد الكوفة، وجلسوا يعلمون الناس القرآن الجديد”.( الانوار النعمانية 2/95).
وفي مقابلة تلفزيونية أجرتها( قناة سيما 2 الإيرانية الرسمية) عام 2008 مع هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، قال” أننا معاشر الشيعة الإثني عشرية نعترف بأنَّ هناك قرآناً كتبه الإمام علي بيده الشريفة، بعد أن فرغ من كفن رسول الله وتنفيذ وصاياه ولم يزل كل إمام يحتفظ عليه كوديعة إلهية، إلى أن ظلَّ محفوظاً عند الإمام المهدي القائم، عجل الله تعالى فرجنا بظهوره” اليس هذا شرك بالله الواحد الأحد؟ ولماذا يخفوا كتاب الله الصحيح عن المسلمين كما يزعموا؟ وينسب شيخهم الطبرسي للمهدي القول” كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل؟ قلت: أوليس كما أنزل ؟ فقال: لابل مُحي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آباء آبائهم، وما ترك أبو لهب إلا إزراء على رسول (ص) لأنه عمه”.
المثير في هذا الأمر أن بعض الروايات تزيد من حيرتنا حول هذه الشخصية المقيته. فقد جاء في تفسير العياشي بأن” قريش تقول: اخرجوا بنا إلى هذا الطاغية، فوالله أن لو كان محمدياً ما فعل، ولو كان علوياً ما فعل، ولو كان فاطمياً ما فعل” وهذا وأيم الحق الحق كله غير منقوصا. بالرغم من إن القائم من أحفاد الرسول كما ورد في قول مزعوم للإمام علي” قال رسول الله(ص)المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة”. لكن هذا الرجل خارق ولديه صفات يشارك بها الربوية فهو يحي الميت كذا شأنه مع الشيخين وعائشة ويصلبهم. وله قدرة في التلاعب بالأفلاك كما أشار الطوسي”إذا قام القائم يأمر الله الفلك في زمانه فيبطيء في دوره حتى يكون اليوم في أيامه كعشرة من أيامكم، والشهر كعشرة اشهر، والسنة كعشر سنين من سنينكم”. وهناك حديث غريب أورده المجلسي يجعل من جبرائيل الناطق الرسمي بإسم المهدي ” ينادي مناد من السماء باسم القائم، فيسمع ما بين المشرق و المغرب، فلا يبقى راقد إلا قام، و لا قائم إلا قعد، و لا قاعد إلا قام على رجليه من ذلك الصوت، وهو صوت جبرائيل، الروح الأمين”.(بحار الأنوار52/290).

المهدي شخصية شعوبية حاقدة على العرب
قال المهدي” ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح”. (بحار الأنوار52/349)
يطلق على الجرائم التي تستهدف مجموعة دينية أو عرقية (جريمة الفصل العنصري) وهي من الجرائم التي أشار إليها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي بإعتبارها تخل بالسلم والأمن الدوليين. والحقيقة إن الشعوبية بإعتبارها حركة صفوية عدوانية تستهدف العرب والعروبة، إنما تدخل ضمن هذا الإطار. والشعوبية كما عرفت في الأنسكلوبيديا البريطانية ” كل إتجاه مناويء للعروبة” ويحدثنا المفكر الإيراني المعروف(د.علي شريعتي) عن الشعوبية بقوله “بغية ترسيخ أفكارها وأهدافها في ضمائر الناس وعجنها مع عقائدهم وإيمانهم عمدت الصفوية إلى إضفاء طابع ديني على عناصر حركتها وجرّها إلى داخل بيت النبي إمعانا في التضليل ليتمخض عن ذلك المسعى حركة شعوبية شيعية، مستغلة التشيع لكي تضفي على الشعوبية طابعا روحيا ساخنا ومسحة قداسة دينية،ولم يكن ذلك الهدف الذكي متيسرا ألا من خلال تحويل الدين الإسلامي وشخصية محمد وعلي إلى مذهب عنصري وشخصيات فاشية تؤمن بأفضلية التراب والدم الإيراني والفارسي منه على وجه الخصوص” الكلام واضح ولا يحتاج الى تعليق.
لذلك فإن العرب هم أول المستهدفين من المخطط الشعوبي للقائم، ويبدو إنه لهذا السبب أختار المهدي جنوده من العجم والموالي فقط. فقد جاء في رواية النعماني في البحار إن “أصحاب القائم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أولاد العجم”.(إثبات الهداة3/547). ومعه مفرزة طبية نسوية (13) إمرأة من الأموات هن” القنواء بنت رُشَيْد، وأم أيمن، وحبابة الوالبية، وسمية أم عمار بن ياسر، وزبيدة، وأم خالد الأحمسية، وأم سعيد الحنفية، وصبانة الماشطة، وأم خالد الجهنية”.(إثبات الهداة3/575). وأعداء القائم كما حددهم الصادق(13) مدينة وطائفة كلهم من العرب! يقول” يحارب القائم أهلها ويحاربونه: أهل مكة، وأهل المدينة، وأهل الشام، وبنو أمية، وأهل البصرة، وأهل ميسان، والأكراد، والأعراب، وضبة، وغني، وباهلة، وأزد، وأهل الري”. ويلاحظ أن هناك نوع من التداخل بين الأقوام مثل أهل مكة والمدينة، وأهل البصرة وميسان، وأهل الشام وبني أمية. ولكن العجيب هو أقحام الأكراد في هذا الأمر دون أن نفهم سبب عداء المهدي لهم! ثم أهل مكة هم أهل الأمام وعشيرته فلماذا يحاربهم؟ وأهل البصرة والري من أنصار الإمام. فلم يكن كل هذا الحقد الدفين لهم. وفيما يتعلق ببني أمية لماذا يُحمل بقية أقوام الشام جريرتهم.
كما إن هذا الفعل العدواني يتعارض مع حديث الرسول(ص) بحق أهل الشام والذي أخرجه الحاكم وابن ماجة” إِذَا وَقَعَتِ الْمَلَاحِمُ خرج بَعْث مِنَ الْمَوَالِي من دمشق هُمْ أَكْرَمُ الْعَرَبِ فَرَسًا وَ أَجْوَدُهُم سِلَاحًا يُؤَيِّدُ اللَّهُ بِهِمُ هذا الدِّين”. ويزيد المجلسي في بحاره المظلمة حيرتنا من تفسير الباقر لسورة المعارج/1 ” سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ”؟ بقوله” نار تخرج من المغرب، وملك يسوقها من خلفها حتى يأتي من جهة دار بني سعد بن همام عند مسجدهم، فلا تدع داراً لبني أمية إلا أحرقتها وأهلها، ولا تدع داراً فيها وتر لآل محمد إلا أحرقتها وذلك المهدي”. نفهم سبب عدائه لبني أمية لكن لا نفهم سبب عدائه لـ” آل محمد”! ويزيد المجلسي بأن كل العرب أعداء للقائم بقوله” يسير في العرب بما في الجفر الأحمر”. (بحار الأنوار52/318) بمعنى إبادتهم. ثم ينصرف القائم إلى أهل الكوفة ربما ليثأر منهم بسبب خداعهم وولائهم المزيف لأجداده. ويشرع بقتل ملة من العرب أيضا تسمى( البترية- من فرق الزيدية) وقد إندثرت منذ عدة قرون! يقول الشيخ المفيد” إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر آلاف أنفس يدعون البترية عليهم السلاح فيقولون له: إرجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم” ونختتم الحديث في هذا الأمر بقول أورده الشيخ الطوسي” اتقِ العرب، فإن لهم خبر سوء، أما أنه لم يخرج مع القائم منهم واحد”.(الغيبة/248). فأي غل يغلي في قلب هذا الشعوبي على العرب والعروبة؟
المهدي شخصية طائفية مسمومة
علماء الصفوية لهم مواقف عدائية من بقية الطوائف ولاسيما أهل السنة فهذا اشهر علمائهم نعمة الله الجزائري يتحدث بحقد مريب عنهم يفقد فيه صوابه، فيتمادى متهجما على الذات الإلهية والنبي بقوله “إنا لا نجتمع معهم – يقصد السنة – على إله ولا على نبي ولا على إمام، وذلك أنـهم يقولون: إن ربـهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته من بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بـهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر، ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا”.(الأنوار النعمانية1/278). والحقيقة أنه رغم الدعوات التكفيرية التي يتبادلها بعض العلماء من السنة والشيعة لكن لم تصل الأمور إلى هذا المستوى من السفالة والإنحطاط التي تحدث فيها النعماني.
إن حقد المهدي على الشيخين وعائشة زوجة الرسول يدخل في إطار طائفي واضح، ويبدو إن هذا الحقد واسع النطاق يشمل أهل السنة جميعا ” عن سلام بن المستنير قال سمعت أبا جعفر يتحدث، إذا قام القائم عرض الإيمان على كل ناصب، فإن دخل فيه بحقيقة وإلا ضرب عنقه، أو يؤدي الجزية كما يؤديها اليوم أهل الذمة، ويشد على وسطه الهميان ويخرجهم من الأمصار إلى السواد”. (الروضة من الكافي8/227). فالويل لأهل السنة أما القتل أو دفع الجزية لا خيار ثالث. أي النواصب شأنهم شأن اليهود والنصارى! والطريقة الطريفة يوضحها المجلسي في البحار”يسالمهم كما سالمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤدون الجزية عن يد وهم صاغرون”! أما من يخالف فإن عاقبته أشد. ويزيد المجلسي” أما لمن خالفنا في دولتنا من نصيب، إن الله قد أحل لنا دماءهم عند قيام قائمنا”. عجيب أمر القائم فهو يقتل النواصب من العرب المسمين لكنه يحن على غيرهم “يصالح اليهود والنصارى”.
المهدي شخصية صفوية
ورد في معظم الروايات بأنه” نَظَرَ عَلِيٌّ رَضِي اللَّهم عَنْه إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ فَقَالَ إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ كَمَا سَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَيَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ رَجُلٌ يُسَمَّى بِاسْمِ نَبِيِّكُمْ يُشْبِهُهُ فِي الْخُلُقِ وَلَا يُشْبِهُهُ فِي الْخَلْقِ ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّةً يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلاً”. بمعنى إن القائم من صلب الأمام علي. لكن من جهة أخرى نجد روايات أخرى تناقضها تشير بأن القائم هو إما يزدجر نفسه يُبعث من جديد أو أحد أحفاده. فقد جاء في (بحار الأنوار51/163) للمجلسي” لما جلى الفرس عن القادسية وبلغ يزدجر بن شهريار ماكان من رستم وادالة العرب عليه وظن إن رستم قد هلك والفرس جميعا وجاء مبادر وأخبره بيوم القادسية وانجلالها عن خمسيين الف قتيل، خرج يزدجر هاربا في أهل بيته ووقف بباب الايوان قائلا: السلام عليك ايها الايوان ها أنا منصرف، لكني راجع اليك بنفسي أو برجل من ولدي، لم يدن زمانه ولا آن اوانه . قال سليمان الديلمي فدخلت على أبي عبد الله فسألته عن ذلك وقلت له: ماعني( أو رجل من ولدي) فقال يعني: ذلك صاحبكم القائم بأمر الله عز وجل فهو ولده”. كما جاء عن الإمام الكاظم” رجل من قم يدعو الناس إلى الحق يجتمع معه قوم قلوبهم كزبر الحديد لا تزلهم الرياح و العواصف لا يملون من الحرب و لا يجبنون و على الله يتوكلون و العاقبة للمتقين” (بحار الأنوار للمجلسي60/216). وفي حديث عفان البصري عن الإمام الصادق قال: أتدري لم سُمي قم؟ قلت الله ورسوله أعلم. قال: إنما سمي قم لأن أهله يجتمعون مع قائم آل محمد (ص)ويقومون معه ويستقيمون عليه وينصرونه”.(البحار60/216). وعن صفوان بن يحيى” كنت يوما عند أبي الحسن فجرى ذكر أهل قم وميلهم إلى المهدي عليه السلام فترحم عليهم وقال: رضي الله عنهم ، ثم قال: إن للجنة ثمانية أبواب، واحد منها لأهل قم، وهم خيار شيعتنا من بين سائر البلاد، خمر الله تعالى ولايتنا في طينتهم”.(البحار60/216). وينسب المجلسي حديثا للإمام الصادق” ستخلو الكوفة من المؤمنين، ويأزر عنها العلم كما تأزر الحية في جحرها ثم يظهر العلم ببلد يقال لها قم. وتصير معدنا للعلم والفضل حتى لا يبقى قي الأرض مستضعف في الدين، وذلك عند قرب ظهور قائمنا عجل الله تعالى فرجه الشريف”.(سفينة البحار60/213) العجب كل العجب إن أحاديث الأئمة العرب تشيد بالفرس وتسيء للعرب.
بلا شك أن تعظيم دور قم لم يأت من فراغ، وهناك دعم مفرط وغير مفهوم من الإئمة لها! وهذا الأمر يفسر لنا أسباب نية العلماء الفرس بنقل حوزة النجف إلى قم، وتمسك الرئيس السابق نجادي بأن المهدي سيظهر في إيران رغم تباين الروايات كما شهدنا. فقد أورد المجلسي عن الإمام الصادق” وان البلايا مرفوعة عن قم وأهلها، وسيأتي زمان تكون قم وأهلها حجة على الخلائق، وذلك زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره”(سفينة البحار60/213). لا يوجد بالطبع مفخرة لمدينة قم عن بقية المدن الإسلامية. وأهميتها لا تصل إلى أهمية الكعبة المشرفة والمدينة المنورة والقدس وكربلاء والنجف. فلماذا رفعت البلايا عنها وعن أهلها، دون أن ترفع عمن أفضل وأقدس منها؟
زيادة في الغل على العرب نجد في كتاب( إلزام الناصب) الوعيد الفارسي للعرب حيث جاء في خطبة منسوبة للإمام علي ” ألا يا ويل بغداد من الري من موت وقتل وخوف يشمل أهل العراق، إذا حل بهم السيف فيقتل ما شاء الله. فعند ذلك يخرج العجم على العرب و يملكون البصرة”.(إلزام الناصب2/119). ولا نفهم لماذا أحل الإمام السيف على أهل العراق؟ فإذا كان السبب خذلانه فإن السيف أولى بأن يحصد من خدعه وخذله وهم أهل الكوفة؟ فلماذا تأخذ بقية الأمصار في العراق بجريرة أهل الكوفة؟ ثم هل نصر أهل الري الإمام؟ وهل كان متيقنا من إخلاصهم له؟ لو كان الأمر هكذا لماذا ذهب للكوفة ولم يذهب للري؟ وهذا أبن حماد ينصر الفرس على العرب”إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة بعث في طلب أهل خراسان، و يخرج أهل خراسان في طلب المهدي فيلتقي هو الهاشمي (أي الخراساني) برايات سود على مقدمته شعيب بن صالح فيلتقي هو وأصحاب السفياني بباب إصطخر (جنوب إيران) فيكون بينهم ملحمة عظيمة فتظهر الرايات السود وتهرب خيل السفياني، فعند ذلك يتمنى الناس المهدي و يطلبونه”.
من الطريف إن المجلسي اضاف سلاحا جديدا لجند المهدي وهي البيضة ذات الوجهين(لربما يعني ذات الصفارين) بقوله” أن جند القائم من الموالي والعجم ويبلغ عددهم اثني عشر ألفًا، ويمنحهم القائم سلاحًا من عنده عبارة عن سيف وبيضة ذات وجهين، ثم يقول لهم: من لم يكن عليه مثل ما عليكم فاقتلوه”. وإذا كنا فعلا في زمن الظهور كما يدعي أحمد نجادي والكتاب السائرين في قافلته، فوجب للإحتياط أن يحتفظ كل من يريد النجاة من بطش المهدي ببيضة ذات وجهين. فهي المنقذ الوحيد من المجزرة الإرهابية القادمة. ولم يكتفِ وعاظ السلاطين بهذا اللغو، بل حشروا يوم ظهوره في عيد مجوسي نقلا عن حديث منسوب للإمام الصادق أورده صاحبا البحار وإثبات الهداة” يوم النيروز هو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا أهل البيت، وما من يوم نيروز إلا ونحن نتوقع فيه الفرج، لأنه من أيامنا حفظته الفرس وضيعتموه”. إذن النوروز وليست الأعياد الإسلامية هي من أيام الأئمة؟ مع هذا يلوم الإمام العربي العرب لأنهم ضيعوا هذا اليوم المجوسي!

علي الكاش

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *