بغداد/شبكة أخبار العراق- ملتقى الأكاديميين الثقافي في اتحاد الأدباء نظم ندوة خاصة عن السياب وأثره الأدبي في النقد العربي . قدم لها د.سعد ياسين الذي قال أن ريادة السياب قادته للتأثير في أجيال عدة من شعراء العراق والعالم العربي، ولم يزل السياب يمارس سطوة تاثيره بالرغم من مرور خمسين عاما على وفاته، مما يدلل على أهمية وعبقرية هذا الشاعر الكبير.وشارك في تقديم البحوث عن السياب مجموعة من الاساتذة الأدباء منهم (د.نادية هناوي) حيث قدمت بحثا عن السياب بعنوان (المنجز النقدي حول شعر السياب) وهي دراسة سبق للباحثة أن نشرتها في مجلة كلية التربية .وتقول فيها :لا يختلف اثنان في مدى شاعرية بدر شاكر السياب وجدارته في الابداع الشعري. وقد كثرت القراءات النقدية حول هذا الإبداع ,حتى صار عالم السياب الشعري عالما متعدد المستويات ومتغير المحاور ومعقد الدلالات, وكأنه متحف لكل ما عرفه النقد من مذاهب واتجاهات ابتداء من (التاريخية) وانتهاء بـ (البنيوية) و(ما بعد البنيوية). وقد أكد الوضع حالة من التناقض والتعارض تارة والمفارقة والتعدد والتنوع تارة أخرى . واضافت : هذا ما جعل المنجز النقدي عن شعر السياب حالة انموذجية للدرس النقدي ,الذي يصطلح عليه اسم (نقد النقد) او (ما بعد النقد), أي النقد الذي يبنى على نقد سابق للتاكد من فاعلية المنجز النقدي ومدى نجاحه في توصيل المعنى او إعادة الصياغة ومصطلحاته وأبنيته المنطقية ومبادئه وفرضياته التفسيرية وادواته الإجرائية . واشارت الى ان قراءات ما بعد النقد تكشف عن تصارع التفسيرات او تعدد التأويلات او التباس الطروحات. كما تحدد إشكالية التحكم في عمليات التفسير والتأويل وان عملية استقراء تلك القراءات وتحليلها يسهم في تنظيم عمليات قراءة النص ونقده ,والكشف عن المعوقات أو الإمكانيات أو الأنظمة والتوجيهات ,التي ينطوي عليها النقد العربي المعاصر . مثلما تكشف عن المدارات القرائية التي يتحرك الناقد العربي في خضمها فتحدد أقواله وتوجه تفسيره وتتحكم بشكل واع أو غير واع في تاويله للنص المقروء شكلا ومضمونا أو دالا ومدلولا وقد أوضحت مدارس ونظريات التلقي والاستقبال ونقد استجابة القارئ أن قيمة النص الأدبي تتوقف على القراءة ولا يمكن تصور انفصال النص الأدبي عن القارئ بأي حال من الأحوال .. فهناك (النص – الشيء) والذي يمثل العمل الأدبي في مظهره المألوف والممكن .وهناك ثانيا ( الموضوع الجمالي) الناتج عن (تحقق) العمل الأدبي بواسطة القارئ وقال د. كريم حسن اللامي في بحثه :ـحظي شعر بدر شاكر السياب بآراء العديد من النقاد العرب ,الذين حاولوا وضعه في الساحة الشعرية المناسبة ، عبر مجلة شعر، تلك المجلة التي أدت دورا كبيرا في تشكيل افق الحداثة الشعرية العربية ، التي تدعي دائما بان الحداثة تنطلق من ارض محروقة لم يسبقها إليها احد ، فكانت أن جعلت من الشعر قضية ، فنقلته بذلك من اعتباره انفعالا أو وصفا أو حكمة إلى اعتباره رؤيا في الإنسان والوجود يستشف العالم ويرسم أبعاده .من يتصفح مجلة شعر يجد أنها ساهمت في تكوين رؤية أولية ناضجة لكثير من المفاهيم الحداثية في منتصف الخمسينيات ،وعالجت هذه المجلة التغيرات التي طالت بنية القصيدة الجديدة ، فأشاعت بذلك مناخا شعريا نقديا عزز الرؤية الشعرية الجديدة .ويمكن الوقوف عند عمل الناقد العربي اسعد رزوق في كتابه الموسوم (الأسطورة في الشعر العربي المعاصر) الصادر عن دار مجلة شعر اللبنانية . حيث عمد إلى تتبع تجسيد الأسطورة التموزية في الشعر العربي ، وما تقوم عليه من (موتٍ وانبعاث) في شعر خمسة من الشعراء العرب هم جبرا إبراهيم جبرا – ادونيس – خليل حاوي – يوسف الخال والأخير بدر شاكر السياب. إذ يرى رزوق أن الأسطورة في شعر السياب هي محاكاة لقصيدة اليوت، على الرغم من البون الشاسع الذي يمتد بين الخلفية الحضارية والفكرية , التي يستند إليها اليوت في توظيفه للأسطورة ، وتلك التي يستند إليها السياب ،إذ يشترك الشاعر في تصوير الواقع ارضا خرابا ، ويرى أن العالم الجديد الذي يتوق إليه لا يكون إلا بالفناء الكامل الذي يعقبه الانبعاث المتجسد بالرمز الأسطوري تموز .** وقال الناقد د. حسنين غازي :ـأشارت دراسة الناقد (معاذ السرطاوي) مختارات من الشعر العراقي إلى تقسيم حياة السياب إلى ثلاثة أقسام أو مراحل ,المرحلة الأولى الرومانسية الفردية، والمرحلة الثانية مرحلة مشتركة بين الواقعية والاجتماعية ,والثالثة هي مرحلة الواقعية الجديدة, إذ اتخذ مسارا قوميا عربيا وإنسانيا .ومن الدراسات التي اتخذت منهجا تاريخيا لها مسارا دراسة (بدر شاكر السياب حياته وشعره) للناقد عيسى بلاطة. وتعد دراسة الناقد يوسف الحنايشي الموسومة(التوجه الملتزم في شعر السياب ديوان أنشودة المطر أنموذجا) تتبعا لأنماط الانحراف في الخطاب الشعري السيابي .
السياب في النقد العربي
آخر تحديث: