السياسة الحمقاء والاهمال الحكومي..اهالي الموصل بين خيارين الموت أو النزوح!

السياسة الحمقاء والاهمال الحكومي..اهالي الموصل بين خيارين الموت أو النزوح!
آخر تحديث:

بغداد/شبكة اخبار العراق- يواصل النازحون دفع ضريبة سياسات حمقاء وغدرعشائري واهمال حكومي بدءا من سقوط الموصل من جراء فساد وسياسية وادارة “القائد الضرورة نوري المالكي”، وبعد ان راود الأمل نازحي محافظة الانبار بالعودة الى ديارهم ومازالوا يعدون الأيام لتحقيق ذلك ، ستبدأ ازمة نازحي مدينة الموصل وستتحول الى كارثة انسانية كما تشير الى ذلك بوادرها فعلى الاتربة الساخنة ترتمي الاجساد التي لاتجد لها مكانا في الخيام اذ فاق عدد العوائل النازحة عدد ماوفرته لها المنظمات الانسانية من خيام ، وفي حر الصيف اللاهب الذي تجاوز ال50درجة مئوية سنجد بين النازحين من لم يستحم لاسابيع ، ولن نجد لديهم ماء باردا ولاأدوية كافية تعالج امراضهم القديمة والمستحدثة بسبب النزوح كالتهابات الامعاء لدى الاطفال والجرب وسوء التغذية.في اتصال هاتفي مع عائلة مازالت تسكن في مدينة الموصل قال رب العائلة مصطفى يعقوب انه لن يترك منزله ولن يخرج مع عائلته من المدينة لكي لايتعرض لما حل بالنازحين الذين خرجوا من قضاء الشرقاط واطراف الموصل حتى لو كان الموت بانتظارهم لأن النزوح رديف للموت في رأيه .ويرى يعقوب ان الحكومة لم تضع خطة محكمة لاستيعاب نازحي الموصل كما ان داعش تتربص بهم وتنوي استخدامهم دروعا بشرية في حال دخول الجيش الى المدينة او قصفه لها فهو يفضل الموت في مدينته على خوض مغامرة مع اسرته قد تقضي عليهم اصلا .من جهته ، يروي عدنان سرحان الذي تمكن قبل اشهرمن الافلات من قبضة داعش بصعوبة ليتوجه الى بغداد المغامرة القاسية التي عاشها خلال رحلته التي استمرت عدة اسابيع فقد القت القوات الأمنية القبض عليه وخضع لاستجواب استمر لاكثر من اسبوع وعانى فيه كثيرا قبل ان يثبت كونه من سكنة بغداد وانه ذهب الى الموصل ليجلب عائلة اخيه الاصغربعد سقوط الموصل واحتجز هناك من قبل داعش ، وفي النهاية غادر الموصل عائدا الى بغداد في أول فرصة تمكن فيها من الهرب ودون ان يجلب عائلة شقيقه معه اذ رفضوا مرافقته لخشيتهم على حياة اطفالهم.اما شقيقه الذي رفض مغادرة الموصل قبل اشهرفقد غادرها مؤخرا خوفا من خطر معركة تحريرها ووجد نفسه في مخيم ديبكه التابع لقضاء مخمور الواقع جنوب شرق محافظة نينوى حيث يعيش النازحون ظروفا لايمكن وصفها اذ لايكفي المخيم لاستيعاب اعدادهم الهائلة ويضطر من لايملك خيمة منهم الى النوم في العراء على الرمال الساخنة كما لايتوفر في المخيم الماء الكافي للشرب والاغتسال وتنتشر امراض عديدة كالجرب والتهابات الامعاء لدى الاطفال وكبار السن وسوء التغذية وغير ذلك يقابلها شحة في الأدوية والمستلزمات الطبية فالمساعدات الانسانية التي تصل الى المخيم من قبل المنظمات الانسانية وهيئة الامم المتحدة لاتكفي لسد كافة احتياجات النازحين ، فضلا عن رفض القوات الامنية لمغادرة النازحين للمخيم وارغامهم على المكوث فيه حتى لو كان لديهم رغبة بالذهاب الى محافظات اخرى اذ يتم فصل الرجال عن عوائلهم لاستجوابهم ، وهذه الاسباب مجتمعة دفعت بقية الاهالي الى المكوث في الموصل وتحمل ماسيحصل لهم او المشاركة في قتال داعش للموت بشرف وانقاذ مدينتهم .

ومنذ احتلال مدينة الموصل وتواصل العمليات العسكرية فيها ، نزح منها مايقارب 500 الف شخص –حسب تقرير اعدته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي ) .ويشير التقرير الى احتمال نزوح اكثر من مليون شخص بعد بدء عملية تحرير الموصل خاصة وان سكانها عانوا الكثير من ممارسات داعش اللانسانية معهم ، بعد ان استولى التنظيم الارهابي على المدينة وفرض عقوبات قاسية على سكانها بلغت حد جرائم الابادة الجماعية كالرجم بالحجارة وبتر الاطراف وقطع الرؤوس وحرق الاشخاص وهم احياء ورمي البعض من اعلى المباني فضلا عن الاختطاف واغتصاب النساء وتزويجهن قسرا ..أما من افلت من قبضة داعش من الأسر ونزح الى اطراف الموصل فهو يواجه حاليا ازمات رهيبة بسبب شحة الماء والغذاء والادوية والمكان الملائم للعيش .ويقول الشيخ محمد القره غولي الذي نزح من مدينة الرمادي واستقر في بغداد منذ اكثر من سنتين ان كل نزوح جديد يقابله متاجرة بأزمات النازحين مشيرا الى انتفاع جهات عديدة من ازمة نزوح سكان الانبار كالسياسيين الذين استلموا ملفات النازحين وانفقوا الاموال الطائلة التي خصصت له او تجارالمواد الغذائية والنقل فضلا عن بعض العناصر الأمنية التي استغلت ضرورة مرور النازحين على جسر بزيبز وساومتهم لقاء ذلك ماديا .
ويتهم القره غولي ايضا بعض منظمات المجتمع المدني التي حازت على مكاسب على حساب معاناة العراقيين فهم يزورون مخيمات النازحين لتصويرها لأهداف اعلامية فقط حاملين لافتات تحمل اسماء منظماتهم ويوزعون مساعدات بسيطة لاتكفي لاغاثة النازحين وتخفيف معاناتهم ، متوقعا ان يتم استغلال ازمة نزوح اهالي الموصل ايضا من قبل تجار الازمات مالم تسارع الحكومة الى توفير اماكن مناسبة لاستيعابهم او السماح لهم بالانتقال الى بقية المحافظات وقبل كل ذلك تسهيل اعادة نازحي الانبار الى ديارهم ليخف الزخم الحاصل على بغداد وبعض المحافظات ويمكنها بالتالي استيعاب نازحي اهل الموصل.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *