السياسة الدينية ومخاطرها على الأمة ..التغيير في العراق مثالاً….

السياسة الدينية ومخاطرها على الأمة ..التغيير في العراق مثالاً….
آخر تحديث:

 بقلم:عبد الجبار العبيدي

لا يمكن للباحث ان يرسم خطاً فاصلا بين الناحية الدينية وغيرها من النواحي السياسية والاجتماعية ، في المجتمعات التي نشأت وفق القاعدة الدينية.حيث تخضع كل هذه الجوانب للعقيدة الدينية ، وحين تجتمع كل السلطات في يد الخليفة أو الرئيس دون استشارة الناس وبلا قانون، لذافأن أي تغيير يحصل في مجال السياسة ولا يتلائم والمنطق الديني السائد يُعد خروجا على النص ،وبالتالي يعتبر صاحب السلطة السياسية منحرفاً عن الدين. فهو بنظر الاخرين المتمسكين بتلك العقيدة الدينية يستحق الوقوف بوجهه وعزله عن السلطة، أو الثورة عليه وأزاحته من ساحة الحكم بالعنف والقوة .لكن هذا المبدأ أنتهى بنهاية الراشدين حين اصبح النص الديني لا يشكل المعيار الوحيد للسلوك السياسي كما هو اليوم.. وظلت الشورى عنوانا لم يطبق ، حين بدأت رياح التغيير تهب على الخلافة منذ وقوع الفتنة في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان (رض) لاستغلال الولاة سلطة الخليفة لصالحهم ولظلمهم الرعية في ولاياتهم. (اليعقوبي،تاريخ ج2 ص165).

نحن هنا نعالج اشكالية دينية سياسية وليس كتابة مقال تاريخي لذا فأن فلسفة التاريخ يجب ان تكون حاضرة في راس الكاتب لينقلها للناس لنبين مامعنى كلمة لماذا؟.من يتحرى الدقة ويتابع الحدث عندها يعجب للذي حدث ؟ لم أقرا في تاريخ كلٍ من الدولتين الاموية والعباسية محاولات جادة للعثور على قواعد تحكم سير الحوادث ونظام الحكم المنقول اليهما من العصر الراشدي بلا تقنين، اومعرفةاسباب قيام الدول ،و لم نلمس حركة علمية جادة بتحقيق استقرار الدولة وقوننة القوانين واحترام البشر،سوى محاولات ضعيفة ارادوا من ورائها ان يبنوا مجتمعا انسانيا اكثر امنا واستقرارا لتوفير اسباب الرخاء او ما يسمى بالسعادة للبشر لضمان استمرارهم في حكم الدولة لكن الفشل لازمهما منذ البداية في التطبيق العملي للنظرية ، لبعدها عن عقيدة التغييرالتي جاء ت بها وثيقة المدينة المغيبة الى اليوم ، وطالبنا بتنفيذها اليوم لنخلق المجتمع المغاير لما كنا عليه في عصر قبل الاسلام .

ان الدولتين الاموية والعباسية لم يظهر فيهما من الرجال المصلحين السياسيين الذين دخلوا في صراعات مع النظرية السياسية المطروحة في المجتمع والقائمة على سياسة السيف والنطع والمال في مجتمعهم لاصلاح الخلل فيها تجاه المجتمع،بأستثناء عهد الخليفة الاموي عمر بن العزيز والخليفة العباسي ابن المعتز الذي لم يدُم حكمه سوى أيام، واذا وجدوا وهم قلة صغيرة كانوا يرون الخلل بانفسهم دون ان يراه غيرهم،لقربهم من صاحب السلطة دون حق الاعتراض منهم ،كعبد الحميد الكاتب

2

الامويين وعبدالله بن المقفع عند العباسيين لا بل أستخدموا هؤلاء كمطايا لتنفيذ ما يوجه اليهم دون ان يكون لهم فيه حق من رأي.الأثنان ذهبا ضحية الاخلاص للحاكم دون تفكير.. لذا بقيت الحركة الاصلاحية بعيدة عن الاصلاح فلا دستور يبين سلطة الحاكم وشكل الدولة ،ولا قانون يحاسب المقصرين.،بل حكم مستبد صرف حين هيأ الفقهاء الاذهان دينيا لقبول الخطأ بفبركة اللسان لا بمنطق الانسان، فظل القديم على قدمه ، وبقي الحاكم يتغير لا القانون ولا الانسان،والفرق بينهما كبير.وحين طرحوا التأسيس القرأني للمجتمع ،لم يبحثوا في ظاهرة ميلاد مجتمع بالقانون الذي يحكم الظاهرة،متمسكين بالعودة للسلف _والعودة عبر الزمن مستحيلة كما أخبرنا التاريخ ،رغم ان التطبيق الرسولي سيبقى المثل والاسوة،وهدى الانبياء قدوة.ان من حقنا ان نسئل هل كان أهل الطموح والجرأة والنظر البعيد لديهم القدرة على تصور مستقبل افضل في حكم الناس ليحتلوا مكانا عندهم ولهم رأي مسموع ؟ مثلما كانوا في عهد الراشدين كأبي ذر الغفاري وحبيب بن عدي الاوسي وسالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب وغيرهم الذين واجهوا نظرية الاستبداد عند الولاة بقوة المعارضة الشديدة لها بالحجة والمنطق، ونادوا بضرورة الابتعاد عن نظرية أصول الضعف وشعرة معاوية ودس السم بالعسل والغاية تبرر الوسيلة ،ومبدأ الغالب بالشر مغلوب،والجواب :

نعم، كانوا موجودين ،لكن سياسة السيف الصارم اخفتهم من الظهور ،فمن كان مع الدولة ظهر وعمل وتبوأ مركزاً،ومن كان مخالفاً لها هرب وأنزوى وسفيان الثوري مثالا،أما من لان وخضع فقد نام في بيته وسكت. ان التاريخ يعود بنا اليوم الى الوراء ليسجل لنا ما يحدث اليوم في بلداننا بالذي حدث ،وفي الحالتين دروس وعِبَر .التاريخ لايعيد نفسه لكن الاحداث تعود متشابهة رغم اختلاف الزمن..؟

فالتغيير يحدث سلبا عندما يختفي اصحاب الهمم الغيورين على الوطن لظروف القهر والمطاردة والقتل والتشريد كما عمل معاوية بحجر بن عدي في الكوفة والمنصور بالنفس الزكية العلوي في بغداد والمآمون في احمد بن حنبل بسجنه الرهيب في بغداد والحاكم بأمر الله االفاطمي في مصر.فقد ابيدت المعارضة واسكتت الاصوات الا من قال نعم.كما يحصل اليوم في أمة العرب .

أو ان واقعا اخر يحدث، اثر هزة قومية كبرى نتيجة نصر عظيم مفاجىء ، كما في الفتوحات المنتصرة عندهم كما حدث في عهد الامويين،فأستعاضوا عن القانون بالنصر المبين،فامتصوا رغبة الاصلاح، فأسكتوا أصوات المعارضين والمطالبين بالاصلاح ،فظلت الدولة تمشي مثلما يريدون فلا حقوق ولا قوانين.وبمرور الزمن تعقدت الامور حتى لم يعد بمقدور الدولة حماية نفسها والحدود حين ظهرت المعارضة العباسية اقوى من قوة الدولة الموجود،فأجتاحوها واسقطوها دون ان يبقى لها من آثر في الوجود. انه

3

جزاء الخطأ والعناد المقصود. وحالة الوطن العراقي اليوم تتشابه مع تلك الحالةا البعيدة الحدوث.

وحين جاء العباسيون كرت السبحة من جديد فلا حكم الا لهم فهم الحاكم والدولة والقانون،وكأن كل الذي حدث من قبلهم للاموين وما وعدوا به الناس صار هباءً بلا وجود،ولم يدركه العباسيون أو تغافلوا عنه ، الا حينما حلت بهم الهزيمة الكاسرة ،حين اسقطهم المغول فأصبحوا وكأنهم لم يكونوا الا آثراًً بعد عين في قاموس الوجود،انها نقمة القدرالذي حذرهم منه القرأن في التجاوز على الحدود ،لكن لم يكن منهم اي مردود،حين ظلوا في غيهم سادرون بلا حدود. والمرافقون اليوم للاحتلال بعد 2003سيحل بهم نفس الوجود..فنظرية العدالة المطلقة تبقى ثابتة رغم تبدل الزمن في الوجود …هل يدركون ؟

ان وصول الاحوال السياسية والاجتماعية الى درجة من السوء تصبح معها مواصلة السير مستحيلة ، كما في احتلال العثمانيين للوطن العربي حين سخروه لهم ارضا وانسانا وكل مافي الوجود،كارثة تحاكي في صمتها الرهيب كل أخطاء الماض السحيق .،فعادوا بأسلافهم دون حدود.وكل الذي عمله العثمانيون بنا من قتل للحرية واغتصاب للمال والارض والانسان،نقرأ اليوم من يطالب بعودة خلافتهم الينا مجددا ،أفكار ميتة لايقبلها العقل ولا ترتضيهاالحياة, وكأن الدين ما جاء للصلاح والفلاح ،بل جاء للعادة والتقليد والاستعباد،عقول نخرة افسدت الدين والانسان والاصلاح.وهكذا رجال الدين على مدى تاريخهم تخلف وفساد .

. هنا يكون المخاض من وجهة نظر فلسفة التاريخ، ثورة عارمة تقلع البناء الهش من الجذور ليبدأ في حياة الامة عصر جديد ،وفعلا هذا الذي حدث بازاحة العثمانيين ومجيء المحررين على حد قول الجنرال مود- وان لم يصدق- الذي دخل العراق عام 1918 حين قال للعراقيين(نحن جئناكم محررين لا فاتحين). فلسفة التاريخ علمتنا ان في كل الاحوال بقاء الحال من المحال حتى لو وصلت احوال الجماعة الى ما سمي بالحضارة الموقوفة، فالتحرك التاريخي لابد ان يصحبه تحرك حضاري والا فلا فلسفة ولا تاريخ.

حالة التغيير التاريخي كان يجب ان تطبق على الامة العربية لتزيح من على صدرها هذا الثقل الكبير،والا ستموت الامة والحكام وتنتهي الشعوب مثلما انتهت اقوام اخرى قبلها، وفي القرآن شواهد كثيرة ما دام همها المال والجاه والمنصب بأيديهم دونما رادع من دين او ضمير.وحينما فسدت الناس هيأ الله لها صرصرا عاتية فقلبت عاليها سافلها ليريح الناس من ظلم الاخرين كما في عاد وثمودا فما أبقى؟.

.لكن الذي حدث عندنا له تاريخ حين جاءتهم الفرصة ولم يستغلوها بعدالة القانون، فراحوا يظلمون ويقتلون ويعزلون ويسرقون بحجة مساوىء القديم ،ويعزلون انفسهم عن الناس ويسخرون اولادهم ومن يقربهم للفساد وها هم اليوم اصبحوا محاصرين. يستخف بهم الغريب وهم سكوت دون صدى ،وكانهم اموات بلا روح.انه ضعف

4

اخلاقي كبير،حين لم يفهموا فلسفة التغيير ،فظلوا بينن المتشكك المتردد وبين المقتنع الراضي الذي لا حراك فيه.ولاشك ان أزمة الفقه والمصالح الضيقة كانت هي الاساس في التدمير منذ البداية، كيف؟ ولماذا ؟.

ثلاثة آمور لابد من ان نذكرها بألم:-

———————————–

الاول- انهم لم يفهموا عالمية رسالة التغيير بالمفهوم الحضاري فحولوه الى فتوحات ومكاسب بقوة السيف دون الفكر. والقرأن يرفض القوة ويطرح الاقناع والحوار ،فالقرأن يحذرهم من التجاوز على النص حين يقول الحق: (لكم دينكم ولي دين) اي انشروا دين الله بالحق والفكروالمنطق و يحذرهم بصيغة الآمر، يقول الحق: ) أدعُ الى سبيل ربك بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ وجادلهم بالتي هي احسنُ …) هنا يرفض الاسلام سياسة السيف بالمطلق ،واذا ما اعترض احد على غزوات الرسول فليراجع الواقدي قي المغازي ليرى ان الرسول كان بموقف الدفاع عن الدعوة المكلف بها دون الهجوم ،داخل شبه جزيرة العرب وفي كل غزواته لن يخرج عنها . والدليل عندما فتح مكة، قال( من دخل دار ابو سفيان فهو آمن،أذهبوا انتم الطلقاء ) نظرية جديدة لم تعرفها الشعوب من قبل ،بينما الرفاق الجدد بعد2003 اصدروا قوانين الأجتثاث والقتل للعلماء والضباط والطيارين ،وسمحوا للغريب ان يتدخل في الوطن،وكأن الذي قيل البارحة منهم اصبح بعيد.وكأن الوطن صار لهم ملكا لا لكل العراقيين؟ .

واذا اردنا ان نفلسف الحالة الجديدة ،هو ان الرسول بعد الفتح اصبحت القوة بيده فلماذا جاء بهذا النص لحماية وتكريم اعدائه؟لان النظرية الاسلامية في التطبيق لا تبيح له السيف الا دفاعاً وتدعو للمسامحة والاخاء والامن والكفاية والعدل بين الناس، اذا ما آمنوا ورضوا وهو اسلوب ناجح في الترغيب لا الترهيب كما حصل من بعد فتح مكة . وفي كل مواقفه وحوارته كان يقول(ص) “خلوا بيني وبين الناس ودعوهم يسألون”؟ أنظر سيرة أبن اسحاق. نظرة فاحصة متأنية في واقع التحريك التاريخي لفلسفة الحكم في الاسلام،لا كما ارادوها لنا السيف والنطع وحرمان الحقوق على هوى الحاكم اوالسجن الرهيب. من قال لك ان المسلمين طبقوا نظرية الاسلام ففشلوا ،أنهم هم الفاشلون.

والثاني – الذي لم يفهموا ان الرسالة كانت خاتمة الرسالات فصوروا لنا ان الاسلام جاء ليحيا بالناس وما دروا ان الاسلام جاء ليحيا الناس به،والا ما الفائدة من وجوده على الارض. فاماتوا دفعه الحضاري. فتحولت العقيدة الى تقاليد ،صوم وصلاة وحج وزكاة دون معرفة باصولة واهدافه وقوانينه ،،اما حرية التعبير عن الرأي وحرية الاختيار فقد اصبحت عنهم في خبر كان كما يحدث للمعارضين من امثال الشحماني وهادي المهدي والاخري.فأدخلوا الخطأ في المنهج الدراسي ، فقتلوا الفكر والحضارة معاً ليبقى السلطان رافعاً رايتة (أطيعوالله والرسول وآلوا الامر منكم ) اطيعوا طاعة عمياء مبررة من فقهاء

5

السلطةلاغير. حتى جعلوا الاسلام وقوانينة الحتمية يعيش في لغة الناس لا في واقعهم الحياتي فتحولت العقيدة الى تقليد لتبرئة الذمة وكأن الاسلام اصبح جسرا لعبور المشاة دون تمييز. وما دروا ان الرسالة الخاتمة المؤكدة والمصدَقة اصبحت القاسم المشترك التي تعطي جُماعاً لما تفرق في الرسالات الاخرى،فكانت مهيمنة عليها ،والقرآن الكريم مصدقُ لما قبله ومهيمن عليه.

ثالثاً- من هنا كانت ازمة الفقه الاسلامي وازمة الحضارة الاسلاميةحين اصبح الفقه الموروث والمفسرترادفيا خاطئاً يشكل عبئا ثقيلا علينا حتى اصبح يتعارض تماما وفلسفة التشريع ،فالخطأ هنا ينطلق من المنهج لا من ضعف في اللغة او قلة في التقوى. موضوع فلسفي شائك بحاجة الى تحليل واجابة واضحة تماما لنضع الاصبع على الجرح ونقطع نزيف الدم.

اما ما قيل لك من الفقهاء القدامى والمحدثين ان التشريع دخلت فيه الاختلافات حين ظهرت الفِرَق والسُنة والقياس والاجماع فهذا آمر مردود عليهم. فكل شيء في القرأن والسُنة النبوية الشريفة جاء واضحا تماما،لكنهم لم يميزوا بين الايات الحدية والحدودية وايات التعليمات والنصح والاشاد فعدوها كلها ملزمة دون مناقشة في رأي لعدم أدراكهم التأويل .واعتبرت اقوال الرسول الشرعية المُلزمة وتصرفاته اليومية والشخصية على حدٍ سواء في التفسير، فوقعوا في خطأ التقدير مرة اخرى من حيث لا يعلمون.

منهج خاطىء فرض علينا وقرر في اذهاننا الخطأ ،فكيف العودة للصحيح؟ لا عودة الا بأرادة التغيير.وحتى نخرج من الازمة المستعصيةعلينا ، ان نتبع الصحيح ونترك ما عداه لهم دون أكتراث:

علينا واجبا دينيا وأخلاقياً هو ألغاء الترادف اللغوي من القرآن الكريم والتخلى عن التفسير اللغوي لنتحول الى التأويل العلمي الصحيح من قبل جماعة علماء التخصص كما أمُرنا في الاية( 7 ) من سورة آل عمران، وسحب التفسير من المجامع العلمية الحالية وفقهاء الدين ،وعلينا وبقوة الفكر والنقاش المستمر ان نفهم الحاكم في اي دولة عربية يتوفر فيها الحاكم الناضج فكريا ان يتجاوز المذهب الفقهي التاريخي مهما كان نوعه ،ولتكن هي بداية الاصلاح والتغييرفي المجتمع الاسلامي الذي لازال تحت رحمة الاخرين..والاسلام لا يعترف بالمذاهب ولا برجال الدين .

توفير جو الحرية المطلق للحوار مكفولا بالقانون وبالتالي نصل الى ألغاءالمبدأين القائلين 🙂 سد الذرائع وباب درء المفاسد أهم من جلب المنافع). حين أوصلونا بهما الى الانغلاقية الفكرية المميتة.

و المبدأ الاخر هو ألغاء التقية في السياسة وقول الحق، لان التقية وولاية الفقيه الوهمية لأنهما تراجع عن قول الحق والحقيقة ودرس في التخاذل ، تعلمناه وفرض علينا من الكتلة الساكتة في الاسلام في الحد والحدود.كما يهاجمنا اليوم نائب المرشد الايراني ونحن دون حراك ساكتون ،وهذا عيب ونقص حضاري على المسئولين العراقيين كبير..

6

فهل نحن مستعدون لخوض المعركة كما خاضها أبو ذر الغفاري وسفيان الثوري،ام سنبقى نحن هاهنا قاعدون. لقد قتلتنا الردة ويئسنا من الاصلاح الا بشق الكفن والخروج من القبر رافعين رايات الحق والنصر المبين بعد ان تحكم فينا الاوغاد من زعماء الاحزاب الاسلامية الفاشلة سراق المال العام ،فهل من نصير مخلص يدعي الاصلاح والتغيير والقانون في وطننا الجريح اليوم ؟،اخرج يا مخلص الوطن المجهول على المعهود يا من أمنت بالاصلاح وفزت برضى الشعب….. ان كنت تؤمن بالذي تقول؟ وسترى الجموع كلها ترفع راية الحق والهدف الرصين.وليبرهن العراق ان شعبه لن يموت كما خطط له الطامعون به من أعدائه من خلف الحدود بضمه لامبراطورية خراسان الوهمية وبلا حدود .

وهذا يصور لنا باختصار الاسباب الاساسية في تدهور الدولة وسقوطها،لان كل دولة من الدول لها طبيعة خاصة بها ،أذ هي تخلت عنها ،خرج زمام أمرها من ايديها ،وتغير كل شيء في طبيعتها لذلك لم يعد بمقدور الحاكم حمايتها.فهل حكامنا الجهلة اليوم يعلمون ؟

هذا ما حصل للامويين والعباسيين ومن جاء بعدهم من المسلمين ،ولكل الدول الاسلامية التي اتبعت طريقتهم في حكم شعوبها كما نلاحظ في طالبان وداعش الاجرام اليوم والفرق المتشددة التي لا تعرف من الاسلام ونظمه الا التقليد وفرض الرأي بقوة السلاح .وسيقى القانون وحقوق الناس هي المعايير التي تتصف بها دول الحضارة والتقدم ويرضاها الله ونحن عنها بعيدون.فهل ستتحق عندنا ايها الواعدون؟

نحن والزمن طويل …؟

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *