الشخصية اليهودية بين المواطنة والتهميش

الشخصية اليهودية بين المواطنة والتهميش
آخر تحديث:

الباحثة نجاة عبد الحق:
تذكر الباحثة نجاة عبد الحق  انه حتى بداية الألفية لم يتناول الأدب العربي الشخصية اليهودية الا على الهامش. واقتصر تناولها على الأغلب بأسلوب نمطي سلبي .حسب بحثي صدر منذ 2004 اكثر من 23 رواية في العالم العربي ( من المغرب الى الخليج) والتي تشكل فيها شخصية اليهودي العربي الشخصية الرئيسة وليس شخصية هامشية . اما صورة اليهودي فهي بالتأكيد اقل نمطية ومتعددة وأقل سلبية مقارنة مع الروايات في الرواية معالجة قضية خروج وطرد.ولدت عبد الحق لأبٍ فلسطينيٍ وأمٍّ ألمانية ، وتلقت تعليمها في المدرسة الألمانية وأنهت لقبها الجامعي الأول في الاقتصاد، في جامعة بيرزيت الفلسطينية، وانتقلت إلى ألمانيا، لإتمام دراساتها العليا في مجال الاقتصاد، والدراسات الشرق أوسطية، حيث حصلت على الدكتوراه من جامعة إيرلنغن الألمانية صدر لها كتاب “الدور الاقتصادي لليهود واليونان في مصر بين عامي 1885 و1960”

حقوق الأقليات العرقية و الدينية بالشرق الاوسط ، عرفت عبر عقود طويلة محاولات لصهرها ضمن مفهوم ( الوطن الواحد) او ( الوطن القومي). فلماذا هذا الحذر و هذه الحساسية الكبيرة من مشكلة الأقليات بالشرق الأوسط؟
يتعلق ذلك بمفهوم الدولة القومية والتي بنيت على مبدأ القومية الواحدة واعتقاد ان الشعب الواحد هو الشعب الصحيح. وأدى هذا المبدأ الى إقصاء الآخر بغض النظر من هو. وعندما يكون فكر الإقصاء متجذراً ما يحتاجه نظام يقوم على احادية القومية هو مبرر ” مقنع” للإقصاء الجماعي الذي يصل الى التجريد من الجنسية والطرد. وأسهل مبرر وأكثرهم مباشرة هو مسّ الأمن القومي. الاقصاء لم يقتصر على الآخر المختلف عرقياً او دينياً إنما المختلف سياسياً أيضاً. تم طرد أقلية وقمع اقليات ثانية بقوة السلاح، وإعدام او حبس الآخر السياسي. وبذلك أصبحت دول الشعب الواحد والحزب الواحد . التعددية اغناء لأي منظومة اجتماعية وهذا الغنى يعني الاختلاف والاختلاف يطرح تساؤلات اذ انه من طبيعة التعددية ان لا يكون للجميع نفس الرأي. هذه التساؤلات ممكن ان تكون مزعجة من منظور اصحاب الدولة احادية القومية ، الاسهل منع الأسئلة بالإقصاء العنيف.

عبر التاريخ شهدت المنطقة حلولا مختلفة لحل مسألة الأقليات بالشرق الأوسط ، و الأمثلة كثيرة بالعراق ( المسألة الكوردية ) ، ايضا جنوب السودان ، و القضية الأمازيغية بالصحراء الغربية. ما تقيمكم لهذه الحلول و التجارب و هل تراها ناجحة و قادرة على تقديم حلول جذرية لمسألة الأقليات بالشرق الأوسط؟ مع الإيمان بان لكل شعب حق تقرير المصير، الا ان التقسيم او الانفصال وإن كان يشفي الغليل السياسي العاطفي على المدى القصير ولكنه على المدى الطويل حلاً غير مجدياً وغير مستدام. وتجربة دول البلقان ( يوغسلافيا السابقة) دليل على ذلك. وهناك حلول وسيناريوهات اخرى غير الانفصال مثل الكونفدرالية يمكن دراستها والاتفاق حولها. الدعم الدولي للانفصال أيضاً به قصر نظر سياسي. الدول التي دعمت الانفصال في السودان او كردستان لا تدعمه في بلدانها ومناطقها. الاتحاد الاوروبي على سبيل المثال شكّل صِمَام الأمان السياسي لمنع وقوع حرب أخرى بعد تجربة الحرب العالمية الثانية المريرة، دمج الاقتصادات وتقليل عوائق التنقل والجمارك الخ، يساعد على النمو والرفاه الاقتصادي . الحل الجذري هو قبول الآخر مثلما هو بغض النظر ان كان الاختلاف عرقي او ديني وتربية مجتمع يفتخر بتعدديته وبصدق لا ان يخاف منها. وان لا تستخدم السلطة سياسة فرق تسد لبسط سيطرتها.

صورة اليهودي العربي في الأدب العربي ، هل كانت برأيك كافية لتقديم الصورة حقيقية عن الدور اليهود بإعتبارهم مكوناً أساسياً من مكونات المجتمعات العربية قبل قيام دولة إسرائيل و مغادرة أغلب افراد الطائفة اليهودية أوطانهم الاصلية؟ ظهور اليهودي العربي في الروايات العربية المعاصرة بحسب رأي هو معالجة، وإن أتت متاخرة، لحقبة تاريخية سوداء وسيطرت الرواية الرسمية ( رواية الدولة ) على سردية هذه الأحداث ولَم تتم اي مراجعة او معالجة نقدية لما حدث. لا على المستوى الرسمي او على المستوى الأكاديمي . أخذ الأدب هذا الدور وكان سباقاً. قد لا يعكس الأدب جميع الاصعدة التي نشط بها اليهود لانه المعالجة اكبر من ذلك ولكنها بالتأكيد بداية جيدة وخطوة بالاتجاه الصحيح.

ما سبب انفتاح الأدباء العرب على موضوع اليهود ، والبحث في تاريخ اسهامهم في الثقافة والأدب العربي القديم والمعاصر؟ حتى بداية الألفية لم يتناول الأدب العربي الشخصية اليهودية الا على الهامش. واقتصر تناولها على الأغلب بأسلوب نمطي سلبي .حسب بحثي صدر منذ 2004 اكثر من 23 رواية في العالم العربي ( من المغرب الى الخليج) والتي تشكل فيها شخصية اليهودي العربي الشخصية الرئيسيّة وليس شخصية هامشية . اما صورة اليهودي فهي. بالتأكيد اقل نمطية ومتعددة وأقل سلبية مقارنة مع الروايات في الرواية معالجة قضية خروج وطرد….

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *