الصدر للشعب العراقي: “انتظروا إني معكم من المنتظرين”

الصدر للشعب العراقي: “انتظروا إني معكم من المنتظرين”
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة اخبار العراق- في خضمّ الأجواء العراقية المتوترة، حيث يعتصم الآلاف أمام المنطقة الخضراء في بغداد، من جمهورٍ قوامه الصدريون بالإضافة الى طيف مدنيّ وعلمانيّ، تتكاثر التسريبات والتأويلات أمام تحوّلات البيانات التي يصدرها زعيم التيار الصدري، فهو يكاد يكون الطرف الوحيد الذي لديه زخمٌ شعبيّ ربما هو الأعلى في العراق، فضلاً عن فصيل مسلح يشترك في الحرب ضد داعش (سرايا السلام)، وليس انتهاءً بفريقٍ سياسيّ وعدّة وزراء، ضياء الأسدي، رئيس كتلة الأحرار النيابية والهيئة السياسية للتيار الصدري أكد وبشكلٍ واضح على عدد من المسائل، منها اقتحام المنطقة الخضراء، ومخاوف العلمانيين والمدنيين من التيار الصدري، وتحوّلات  مقتدى الصدر نفسه.وقال الاسدي في تصريح صحفي : ان برنامج  مقتدى الصدر واضح، وهو يتضمن خطوات مدروسة، وتدريجيا تحاول التصعيد بالموقف تجاه لحظة الذروة، “وما هي لحظة الذروة؟”، حقيقة أنا لا أعلم، لكن بالتأكيد الصدر لديه خطة جاهزة تستوعب الموقف، وبعد الاعتصام هناك ما نوّه عنه  الصدر بأنه “ممارسة ستذهل العالم والمراقبين”، وأعتقد ان بداية التظاهرات وطريقة إدارتها كانت مبهرة للجميع، فيما يخصّ حجم التظاهرة، وادارة الجموع، والشعارات والمطالب، كل هذا كان ملفتا للنظر، بينما كثيرون كانوا يراهنون على ان التيار الصدري لن يستطيع السيطرة على هذه الجموع وإدارة عواطف الناس بطريقة ممنهجة، بحيث يحدد الشعارات والصور والمطالب.بعد التظاهرات اقتضت مرحلة الحراك بتحوله الى اعتصامات، وهذه الاعتصامات رأينا فيها انضباطا عاليا، وطريقة ناضجة لممارسة ديمقراطية، أما مرحلة ما بعد الاعتصامات فبالتأكيد هناك ممارسات عديدة دستورية واخلاقية وشرعية سيقوم بها المتظاهرون، وستكون ذات اثر كبير.واضاف الشعوب تتعلق بالامل، والذي يقدمه اما قائد، او حراك جماهيري، او بادرة، او مخلّص، وبوادر الامل هذه جاءت من رجل ميداني يعرف ما يعمل ولديه خبرة وممارسة، كان يوجه الناس بطريقة عقلانية، وتنبع من برنامج مخطط وفيه سقوف زمنية، وفيه قابلية للتنفيذ، وهو ليس برنامجا مستحيلا.وتابع نحن جزء من الحكومة، لكن من قال اننا نقبل على كل الحكومة؟ المشكلة ليست في اعتراض التيار الصدري على بعض عمل الحكومة، المشكلة الحقيقية هي في تركيب الصورة لدى المتلقي، ما يقوله التيار منطقي جدا، هو جزء من الحكومة، وشارك بها، لأسباب عديدة، ويعترض اذا ما رأى الحكومة تنحى منحى خاطئا، لكن علينا أن نسأل: هل الاعتراض فقط للكلام او التذمر؟ لا طبعا، يكاد يكون التيار الصدري الجهة الوحيدة التي تؤمن بالنقد والنقد الذاتي، وتصحح المسار، وتعترف بالخطأ، وكما يعرف الجميع، في الوقت الذي اشتكت فيه الحكومة السابقة من عدم إمكانية العمل بكابينة وزارية معينة سحب التيار الصدري وزراءه، وفي وقت قالت الحكومة نريد اجراء التعديلات سمح التيار بإقالة نائب رئيس الوزراء وهو استحقاق سياسي، والان نقول: وزراؤنا تحت تصرف رئيس الوزراء يستطيع ان يقيلهم بالوقت الذي يراه مناسبا.واكد الاسدي :أقولها وانا مطمئن، ان مشكلة العراق لا تحلها الاجتماعات، المشكلة تحتاج الى مختص، وخطة عمل، لأنها ليست مشكلة بين عشيرتين، نحن لدينا مشكلة بناء دولة، وبناء الدولة علم يُدرس في الجامعات، وحتى نصحح المشكلة يجب أن نأتي بالناس الخبراء، لكنّ القادة السياسيين بحيث ان بعضهم يتصور انه يستطيع حل مشاكل البلد، ويتحدث وينظر، ومعروف عنا نحن أمة تستهلك الكثير من الكلام، ونأتي في اليوم التالي لا نطبق هذا الحديث، في كل العالم تبدأ اجتماعاتهم وفق نقاش وخطة عمل، لكن هذا لا يحصل في اجتماعاتنا، بالإضافة الى أننا نخرج بدون خطة عمل، وبشكل عام هناك خلل في رسم السياسات في هذا البلد، تُرسم “بالتفاطين”، وتأتي بعد شرب القهوة، وهذه مشكلة خراب البلد.واضاف دعوات  حيدر العبادي إلى الحوار المباشر مع المعتصمين لأن لدينا درسا مهما وهو فشل الحكومة السابقة بالتحاور مع اعتصامات الانبار التي أدت فيما بعد الى كارثة، ولو تم التعامل معها حينذاك بشكل حكيم وعلمي وموضوعي لتجنبنا مشاكل كثيرة، لذلك دعوته الى التواجد بشكل شخصي في قناة التواصل هذه، وأن يكون بشكل مباشر معهم”.وشدد الاسدي ان الصدر يعتز بعروبته  كما يعتزّ الإيراني بفارسيته، ليس هناك مشكلة، أي “انا عربي” بمعنى أنني متصالح مع جميع الاطراف العربية والحاضنة بشكل عام.

هذا واكد مقتدى الصدر، الاربعاء 30 اذار2016 ، ان الاعتصام يجب ان يستمر بوجوده او بغيابه، نافيا وجود اية ضغوط ووساطات داخلية وخارجية لاقناعه بالتراجع عن الاعتصام او الانسحاب من امام بوابات المنطقة الخضراء.وفي حين شدد الصدر، على ان الشعب، هو من يقرر شكل الدولة العراقية، حذر من ان العراق متجه الى “اعلى مراتب الخطر” اذا بقي الوضع على ما هو عليه.وفي تصريح لمكتب الصدر من خيمة اعتصام الاخير قال الصدر، عند سؤاله عن الخطوة المقبلة، التي سيقدم عليها، “انتظروا، إني معكم من المنتظرين”.وما اذا كانت توجد وساطات سياسيّة أو دينيّة لاقناعه بالتراجع عن الاعتصام، او الإنسحاب من أمام بوّابات الخصراء، مقابل ضمانات معيّنة، علق الصدر “لم يجرؤ أحد على ذلك لحدّ الآن”، وبخصوص وساطات ايرانية بينه وبين العبادي، اكد زعيم التيار الصدري، “لم تكُ هناك أيّة وساطة منهم، ولا أظن أنهم سيفعلون”.وعن موقفه اذا ما رفضت الكتل السياسية، التصويت الخميس المقبل، على الكابينة الوزارية المزمع ان يقدمها العبادي الى البرلمان، بين الصدر “سيكون لنا موقف مع البرلمانيين إذا لم يصوّتوا على كابينة التكنوقراط المستقل المنطقية، البعيدة عن سلطة الحزب وحزب السلطة”.وشدد الصدر، على ان “الحراك الشعبي يجب أن يستمر وإن لم استمر، فالحراك مستمدّ الدعم من حبّ الوطن، لا من قراراتي وأوامري فحسب، ويجب أن تُغيّروا ما بأنفسكم، ليُغيّر الله ما بكم”.وعن رؤيته لشكل الدولة العراقية المقبلة، وجد الصدر ان “هذا ما يُحدّده الشعب، وليس أنا”.وبخصوص تعامل العبادي مع الاصلاحات التي طرحها زعيم التيار الصدري، ذكر الصدر، “كأني به يقع تحت ضغوطات الكتل السياسية الطالبة للسلطة والنفوذ، بل هي في صراعٍ مع الوجود – أعني وجودها – أو العدم، فهي في الأغلب ليس لها غطاء شعبي على الإطلاق، وإنما وجودها في أروقة السياسة الفاسدة”.واردف الصدر، قائلا ان “إحدى الأمور التي أفسدت فيها الحكومة والأحزاب المشاركة، هي المحاصصة الطائفية وتأجيج النفس الطائفي، لذا فنحن من الساعين لرفع هذا النوع من الفساد”.وعن رؤيته لمستقبل العراق في ضوء الاوضاع الحالية، رأى الصدر، “إذا بقي الحال على ما هو عليه، فإن العراق يصل إلى أعلى مراتب الخطر من جميع النواحي”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *