الطائفـي الذكـي … بقلم هاشم العقابي

الطائفـي الذكـي … بقلم هاشم العقابي
آخر تحديث:

الغباء صنو الحمق والبلادة والذكاء عكسهما. انه الكارثة التي إن تمكنت من عقل بائع الورد ستحول ما بين يديه من زهور الى أشواك. ومن هنا قالوا ان عدوا ذكيا خير من صديق غبي. لا بل وانا مع من قال ان الدكتاتور الدموي أرحم على الناس من الدكتاتور الغبي. ما اريد قوله باختصار: ان وضع الغباء على أجمل الأشياء يقبّحها واستخدام الذكاء قد يجعل من الضارة نافعة. ولكم ان تقدروا ما يحل بالبلاد والعباد لو ان الغباء والضارة قد اجتمعا معا، والطائفي الغبي مثالا.
كنت قبل كتابة هذا العمود قد ناقشت فكرته مع صديق ذي عقل راجح. كان رده الأول ان الطائفية لو غذيتها بأفضل فيتامينات الذكاء بالعالم ستظل سقيمة لا نفع يرتجى منها ولا تعود بخير على احد. أجبته باني معه فيما يقول لكنها، بالعراق بشكل خاص، صارت واقعا وممارسة يومية سوقها رائج وتدر أرباحا سياسية طائلة على مروجيها. وبما انها العدو الأول لكل ما به خير للبشرية فلا بد من التفكير بتهذيبها على الأقل من باب أضعف الإيمان. كيف؟ ليحكم البلاد طائفي بشرط ان يكون ذكيا! صفن بوجهي وكأنه يريد توضيحا اذ بدا لي انه لم يفهم رأيي.
يا سيدي ان الطائفي الحاكم، من بين كم كبير من مواصفاته واغلبها سيئة، هو من يسعى لتحقيق مصالح طائفته ويضعها في أعلى قائمة أولوياته. فان كان غبيا فسيرى انه لا يحقق ذلك الا بقمع أبناء الطوائف الأخرى وتهميشهم واحتقارهم. وان كان ذكيا فلربما يفكر بعكس ذلك تماما. سألني صاحبي: شلون؟ أن يرعى مصالح أبناء الطوائف ويحترمهم ويسعدهم بكل ما يمكنه. وهنا سينشغل ابن الطائفة الأخرى بما ينفعه ولا يفكر بالانتقام من أبناء الطائفة التي ينتمي لها الحاكم. فالذكاء وان كثرت تعاريفه اللغوية والنفسية والاجتماعية فانه بالمحصلة يعني قدرة الإنسان على التكيف مع ما يحيط به. رد علي ضاحكا: لكن النفس أمّارة بالسوء. هذا يصح ان كانت غبية لانها بلهاء سوداء كما الليلة الظلماء. والذكية؟ هي النقية الصافية المضيئة، وصاحبها كالمشتعل گمرة .. عيني گمرة .. بابا گمرة شگله؟
بالمناسبة فاتني أن أقول لكم بان النفوس الغبية لا تجيد الغناء ولا تحبه.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *