بغداد/ شبكة أخبار العراق- اثارت تصريحات ادلى بها رئيس ائتلاف دولة القانون الحاكم نوري المالكي ضد السعودية ردود افعال مناؤية من دول الخليج ومنظمات إسلامية، حذرت من خلالها المالكي من ” الانجرار وراء الأجندات الأجنبية، التي تهدف لإحداث الفتنة الطائفية وتصدير التوتر للمنطقة”. وقال المالكي خلال مقابلة تلفزيونية: “جذر الإرهاب والتطرف والتكفير هو من المذهب الوهابي في السعودية.. الحكومة السعودية غير قادرة على ضبط هذا التوجه الوهابي التكفيري.. وبسبب عجزها فأنا أدعو أن تكون السعودية تحت الوصاية الدولية وإلا سيبقى الإرهاب يتغذى من أموال السعودية.. وينمو على حساب السعودية وبيت الله الحرام.. العالم يحتاج لعلاج مشكلة الإرهاب في السعودية كما يسعى لحلها في العالم”. واستنكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف بن راشد الزياني، في بيان له تصريحات المالكي تجاه السعودية، ووصفها بـ”الاستفزازية غير الواقعية”، وأنها “تندرج ضمن مساعي المالكي المعروفة والمكشوفة للجميع لتخريب علاقات العراق بأشقائه العرب، وفصله عن محيطه العربي الطبيعي، خدمة لمصالح أجنبية لا تمت بصلة للمصالح الوطنية العراقية”. وأكد الزياني أن “المواقف والجهود الصادقة للمملكة العربية السعودية ودول المجلس فى مكافحة الإرهاب تجعلها في مقدمة دول العالم في هذا الشأن، ومن هذه الجهود مشاركة المملكة ودول المجلس بفاعلية في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا”. وشدد الزياني على “حرص دول المجلس على تعزيز علاقاتها مع العراق الشقيق بعد سنوات من التوتر الناتجة عن السياسات التي تبناها المالكي”. بدوره أعرب رئيس مجلس الأمة الكويتي بالإنابة، مبارك بن بنيه الخرينج، عن رفضه للتصريحات “غير المسؤولة”، وقال إن “هذا التصريح المستفز للمسؤول العراقي لا يخدم الاستقرار وبناء العلاقات بين دول المنطقة وخاصة بين الدول الشقيقة، لاسيما اتهام دولة كبيرة ورائدة في المنطقة مثل المملكة العربية السعودية”. وأكد الخرينج في تصريح له أن “هذا التصريح المسيء للمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون لا يخدم التعاون العربي الإسلامي وبناء الثقة بين دول المنطقة والعمل المشترك تجاه العدو الواحد للكل ألا وهو الإرهاب الذي يضرب المنطقة بدولها كافة”. ودعا إلى “التعاون من أجل منطقة خالية من الإرهاب من خلال التعاون والتنسيق المشترك بين دول المنطقة بدلاً من القاء الاتهامات جزافاً من أجل أهداف وغايات وأجندات لا تريد الاستقرار والهدوء للمنطقة؛ بل تزيد الاحتقان والتوتر”. إلى ذلك، نددت مملكة البحرين و”بشدة” بتصريحات المالكي التي وصفتها بـ”غير المسؤولة والباطلة والادعاءات الكاذبة”، معتبرة أنها تمثل “تعديا سافرا وإساءة مرفوضة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كافة”. واضافت وكالة الأنباء الرسمية في بيان ،أن “مملكة البحرين تشدد على أن هذه التصريحات تتعارض مع حرص دول مجلس التعاون على تعزيز علاقاتها بجمهورية العراق ومد جسور الثقة والتعاون بين الجانبين في المجالات كافة، كما تتنافى مع الواقع الذي يؤكد الدور الفاعل والرائد الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في دعم ومساندة جميع الأشقاء العرب في مكافحة العنف والتطرف والإرهاب”. وأكدت البحرين أن “مثل هذه التصريحات الفجة لا تخدم مطلقا مصالح العراق وشعبه الشقيق، وتؤكد انصياع بعض المسؤولين العراقيين ومن بينهم المالكي للأجندات الأجنبية، التي تهدف لإحداث الفتنة الطائفية وتصدير التوتر للمنطقة”، معربة عن أملها في “عودة العراق إلى ممارسة دوره الفاعل في العمل العربي المشترك، بعيدا عمن يعملون بكل جهدهم لإبعاده عن محيطه الطبيعي”. على صعيد متصل استنكرت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي تصريحات المالكي واعتبرت أنها تتعارض مع ميثاق منظمة التعاون الإسلامي الذي يدعو الى تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء على أساس العدل والاحترام المتبادل وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء”. وأشارت الأمانة العامة الى أن “هذه الادعاءات تنافى الواقع بالنظر الى ما تضطلع به المملكة من دور فاعل ومقدر في مكافحة الإرهاب والتطرف على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي”. وفي الامارات، قال نائب رئيس الأمن العام في دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، إن تصريحات المالكي “تنم عن حقد طائفي مقيت نسمعها دائما من هذا الحاقد والحاسد الذي يكره العرب والمسلمين، وهو الذي مزق العراق بحقده الطائفي وزرع الفتنة والبغضاء بين العراقيين أثناء حكمه الطائفي بامتياز″. وقال خلفان في تصريح له إن “هذه التصريحات البغيضة مرفوضة ومستهجنة وتنم عن نفس فارسي صفوي حاقد ﻻ يريد أن يقرب العراق من محيطه العربي، ومثل هذه التصريحات المزعجة تزرع البغضاء وتؤجج الصراع الطائفي وتزرع الفتن، وتشجع الإرهاب الذي مارسه المالكي ضد مكون كامل في بلده، ويريد أن يصدر حقده واحتقانه إلى الآخرين كما يؤتمر من قبل أسياده”. واعلنت رئاستا الجمهورية والوزراء تنصلهما من تصريحات المالكي، وأكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، خالد شواني، أنها “شخصية لا تمثل الرأي والموقف الرسمي لرئاسة الجمهورية في العراق”، مضيفا أن “رئيس الجمهورية فؤاد معصوم سعى وسوف يسعى إلى تطوير وإقامة أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية”. بينما جددت الحكومة العراقية، وعلى لسان المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي، موقفها الثابت لتطوير العلاقات بين العراق والسعودية. وقال المتحدث سعد الحديثي في تصريح له إن “العراق كان السباق في تجسيد هذه العلاقة الجديدة مع دول الخليج العربي وفي مقدمتها السعودية من خلال الزيارات التي قام بها كبار المسؤولين العراقيين والتي أسفرت عن خطوات سعودية ملموسة من خلال إعادة فتح السفارة وتهيئة الأرضية المناسبة لذلك وتسمية السفير وزيارة الوفد الفني السعودي”.وفي المقابل، أكد المكتب الإعلامي لنائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، في بيان له أن تصريحات المالكي بشأن السعودية “لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة، وهي جزء من مواقف كثيرة تم تبنيها مسبقاً منها ما يتعلق بالسعودية، ومنها ما يتعلق بدول أخرى في المنطقة”. وأضاف المكتب أن “موقف المالكي، الذي ترأس الحكومة العراقية على مدى ٨ سنوات، من السعودية ناتج عن تجربة طويلة وخبرة بتفاصيل العلاقة الملتبسة بين بلدين جارين”، موضحا أنه “يتمنى على القيادات السياسية في العراق أن تبين مواقفها بشكل واضح إزاء ما يحصل من تدخلات في العراق.
العالم العربي والاسلامي للمالكي: أنت خائن ..مزقت العراق بطائفيتك
آخر تحديث: