العبادي:ديون العراق في موضع “آمن” والحشد سيتحول إلى جهد هندسي للأعمار
آخر تحديث:
بغداد/ شبكة أخبار العراق- طمأن رئيس الوزراء حيدر العبادي، على ديون العراق بعد أنباء تجاوزها الـ 120 مليار دولار” مشيرا الى “مستقبل قوات الحشد الشعبي بعد مرحلة مابعد داعش”.وأستهل العبادي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي بالتطرق الى العمليات الجارية في تحرير تلعفر غرب الموصل التي انطلقت الأحد الماضي قائلا” هناك علامات انهيار للعدو الداعشي في تلعفر” مبينا ان “العملية يشارك فيها الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الارهاب والحشد الشعبي وبعضها تعمل معاً في محاور وهدفها أمن المدنيين والبنى التحتية ونحن مهتمون بالنازحين ووضعت احتياطات لاستيعاب المزيد منهم”.وعن ديون العراق قال العبادي “نعتقد ان الأزمة المالية الخانقة ستستمر لسنوات مقبلة في العراق، وعلينا ديون دولية كثيرة بعضها من النظام السابق واخرى داخلية لاستدانة الحكومة لسد العجز المالي ولكن هذه الديون في موضع آمن ولا نريد التوسع بها”. وأضاف “من يريد زيادة الرواتب العليا للمسؤولين فسيضطرنا للدين”.وأشار العبادي الى ان “مسؤولي الدول الذين يزورون العراق يشيدون بأداء القوات العراقية في مجال حقوق الانسان وهم يعلمون وجود تجاوزات لكنها فردية وليست ممنهجة” مبينا ان “العراق بدأ يأخذ موقعه في المنطقة وصار مصدر استقرار في المنطقة ولأول مرة يقاتل بقواته الذاتية”.ولفت رئيس الوزراء الى ان وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتس الذي زار بغداد اليوم “قال خلال لقائنا اليوم انه لم يكن أحد ان يتخيل تحرير نينوى خلال هذه الفترة القصيرة”.وأكد العبادي “لن نسمح باستخدام العراق للعدوان ضد أي دولة جوار ولا نريد اي صراع بالمنطقة فالصراع سيحرف الاهتمام عن مقاتلة داعش والارهاب”. وعن مستقبل قوات الحشد الشعبي بعد مرحلة داعش قال “مقاتلو الحشد الشعبي قاتلوا بانفسهم وجهدهم من أجل الدفاع عن أرض الوطن وعلينا تكرميهم وهم شيء ثمين للوطن ولا يجوز التخلي عنهم وهم ثروة كبيرة للبلد”.وشدد رئيس الوزراء “يجب التفكير بشيء أوسع في مستقبله فبعد القضاء على داعش سيكون الهم العسكري أقل، ونحن نعمل على استخدام الجيش العراقي في حملات إعمار وبناء استراتيجية كالجسور وخدمات أساسية وهذا معمول به في غالبية الدول”.وكشف العبادي عن “دراسة الحكومة لتحويل الحشد الى جهاد البناء والاعمار والخدمات فلا نريد عسكرة المجتمع العراقي “.وأعلن ان “تعداد الجيش العراقي بين 290 الى 300 الف فرد والداخلية بهذا العدد بالاضافة الى الحشد الشعبي” مبينا “نريد تقليل عدد القوات الأمنية بما يحفظ أمن البلد ومنع عسكرة المجتمع فالزيادة فيها سيؤدي الى زيادة الانفاق والضعف بالامن وعسكرة المجتمع، وهذا هو توجهنا العام ولكن الان نحن في حرب مع داعش وبعدها لايريد الجميع الإفراط العسكري”. وعن زيارة الوفد الكردي في العراق قال العبادي “كان الحوار معهم صريحاً جداً وقلت لهم اننا لن نتفاهم الا على عراق واحد وبهذا الإطار كل شيء خاضع للبحث في المشاكل والملفات العالقة التي يعود بعضها للنظام السابق الذي ارتكب جرائم طالت جميع مكونات الشعب العراقي والكرد في العراق حققوا أكثر من غيرهم بدول المنطقة”.وأضاف “أملنا كبير بالقيادة الكردية وبشعبنا الكردي ان يكونوا في عراق واحد موحد فانها قضية أساسية لاستقرار المنطقة وأمن البلد” لافتا الى انه “دعا الكرد بان يكون نقاشنا صريح أمام المواطنين ونحن نتفهم تطلع الشعب الكردي للاستقلال وهذا أمر محترم ولكن هناك دستور يحكمنا”.وتابع ان “الزيارة والنقاش مع الوفد الكردي امر إيجابي ونأمل ان يكون انعكاسها جيدأ اما التنازل فيكون للشعب” مؤكدا ان “الحكومة منفتحة ومستعدة لمناقشة كل الملفات مع الكرد في إاطار عراق واحد موحد”. وأشار الى “مناقشة مجلس الوزراء مشروع قانون التأمينات الاجتماعية وهو استقطاع من اجل التقاعد للعاملين في القطاع الخاص ويتضمن حتى حقوق عوائل الشهداء المقاتلين ضد داعش وللاسف البعض يعارض ذلك لاسباب غريبة” مؤكداً “نحن ملتزمون بتوجيهات المرجعية في ضمان حقوق الشهداء”.وأضاف ان “هذا القانون يوفر للعاملين بالقطاع الخاص ويمكن ان يعطي حرية لنقل التقاعد بين القطاع الحكومي والخاص والعكس صحيح” مبينا انه “جزء من اصلاح العمل بالعراق ولا يجب حصر الوظيفة والضمان التقاعدي فقط بالدوائر الحكومية والقطاع العام”.وتابع العبادي “لا نريد ان تكون هناك فروقات طبقية كبيرة في المجتمع العراقي ونستغرب ان يكون هناك من يستلم أكثر من راتب وبمبالغ كبيرة كنائب ومسؤولين وغيرهم بالمقابل هو يرفض منح رواتب للطبقات الدنيا وهذا امر مناف للعدالة”. وأشار الى “فتح منفذي عرعر وجنينة مع السعودية بشكل مستمر وليس فقط للحجاج كما قمنا اليوم بممارسة تجريبية بفتح معبر طريبيل وتسيير قافلة برحلة من بغداد الى طريبيل وثم الى الاردن وتعود الى بغداد لاختبار الطريق وبحماية عراقية” مؤكدا “سنعلن قريبا فتح الطريق والمعبر بشكل مستمر لما فيه مصلحة للبلدين”. وتابع العبادي “في إطار الاصلاح الاداري فتحنا الترشيح للهيئات المستقلة وقبل أربع سنوات كان هذا أمراً مستحيلاً بسبب المحاصصة ونقول ان هذا الاجراء ليس ضد الاحزاب ولكن لانريدها ان تكون حكراً على جهة دون جهة معينة ونأمل ان يتقدم الاصلح والافضل”. ودعا “شيوخ العشائر للتعاون ضد من يريد استخدام العشائر لتهديد الكفاءات كالاطباء والمعلمين وحتى المدنيين او يريدون الإخلال بأمن المجتمع” مشددا “يجب ايقاف ظاهرة الاعتداءات والنزاعات العشائرية ويجب حماية المعلم والمدرس لانه اساس لبناء الدولة ومجلس الوزراء شكل لجنة للمضي بتشريع قانون حماية الكوادر التعليمية”.ولفت العبادي الى “توقف كثير من المشاريع في المحافظات بعد ان صرف عليها المليارات ونحن نحقق في أسبابها سواء أكانت من فساد او سوء ادارة” مشيرا الى ان “البصرة أنفق عليها أكثر من أي محافظات لتخصيصات البترودولار لكن من يزورها لا يرى فارقا بها عن باقي المحافظات ونحن مهتمون بواقعها لاهميتها للعراق اقتصادياً”. وعن قرار مجلس محافظة بابل برفض عودة النازحين الى مناطقهم في ناجية جرف النصر شمالي المحافظة رغم تحريرها لأكثر من سنتين قال العبادي “اجتمعنا مع مجلس بابل حول أسباب ذلك المنع ونستغرب من هذا القرار ولا نعرف خلفيته وهم يقولون لاسباب أمنية ولكن نقول ان مجالس المحافظات واجبها حفظ أبناء المحافظة وليس التمييز بينهم ومن أجرم وخالف فيأخذ جزاءه في القضاء ووفق القانون”.وأوضح ان “المناطق التي أعدنا فيها النازحين بعد التدقيق الامني هي أكثر استقرارا من عدم عودتهم ولا نريد هذا الانجذاب الطائفي وانا ضد هذه القرارات ويجب اعادة النازحين في جرف النصر الى بيوتهم”.