بغداد/شبكة أخبار العراق- نشرت صحيفة “اليوم السابع” المصرية، اليوم السبت، مقابلة مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وفيما بين الاخير ان “دولارات ملطخة بالدماء” تريد إثارة الفتن بين المذاهب والقوميات بالعراق وسوريا، اكد ان الإرهاب استخدم “السوشيال ميديا” بشكل بشع وشركات مواقع التواصل الاجتماعي غير مهتمة بالرأي العربي ولم يعملوا على مواجهة هذه الظاهرة.وقال العبادي، بحسب الصحيفة، خلال المقابلة، إن “هناك حملات تريد إثارة فتن في الدول بين القوميات والمذاهب ويصرف عليها دولارات ملطخة بالدماء، الكلمة كما هي تعمر القلب وتوحد الأمم كذلك يمكنها أن تكون رصاصة وعبوة مدمرة عندما تستخدم في الباطل، ونحن مع حرية الإعلام شريطة أن يكون هناك التزام من قبل الإعلام فنحن لا نريد السيطرة على وسائل الاعلام”.
واضاف، أن “العراقيين عانوا لمدة 50 عاما وللأسف لم يسمع الكثير عن العراق سوى قصص الإرهاب والطغيان وحكايات الحرب والدمار، وهو ما يخلق انطباعا سلبيا يجب إزالته وإبراز حقيقة الأوضاع في بلادنا، وهناك من كان لا يريد للعراقيين أن يروا تحرير بلادهم من الإرهاب بل كان يريد أن يمحو العراق من خارطة العالم، والبعض لا يريد أن يتم تعمير العراق لكن صمود ووحدة العراقيين بددت كل تلك المؤامرات التي أرادت ضياع البلد ودفعه إلى الصراعات، وحدة العراقيين وصمودهم حقق النصر بتقديم التضحيات لتحرير أراضيهم وأبنائهم، والعاصمة بغداد آمنة والأوضاع مستقرة في البلاد واختيارها عاصمة للإعلام العربي يؤكد مدى حرية بلادنا”.واستدرك بالقول: “الإرهاب قبل سنوات هدد بغداد وكل المحافظات العراقية لكننا أبقينا حرية الإعلام والكلمة بشكل كبير ونريد أن نحافظ على ذلك، شريطة أن تكون حرية الحقيقة والكلمة الطيبة وعدم الترويج للأكاذيب والشائعات”.
وعقب سيطرة تنظيم داعش على عدة محافظات عراقية وهدد العاصمة بغداد تحرك أبناء الشعب العراقي وتوحدوا لمواجهة التنظيم المتطرف، وتقدم عدد كبير من المتطوعين للقتال بجانب القوات الأمنية، ومع صمود أبناء الشعب ووحدتهم بددنا مشروع داعش الإرهابي، وفقا للعبادي، الذي اكد انه “ومع احتدام المعارك وتسابق القادة العسكريين في ميادين القتال للقضاء على الدواعش، أصدرت أوامري خلال العام الأخير بعدم تقدم القادة في الصفوف الأمامية للمعركة كي لا نخسر أيا منهم ويحقق الإرهابيون هدفهم بتصفية القادة العسكريين، فما يحدث في العراق يحدث في غالبية الدول، وعلينا دعم صمود الناس مع نقل الحقيقة ودعم تطلعات الشعب وإحياء بداخلهم روح الأمل كي تتحول المسيرة بشكل صحيح، فالتجربة الإنسانية مهمة في هذا الإطار وأتمنى أن يركز الإعلام على هذا الجانب”.
الواقع العربي أمام مناطق مشتعلة وخلافات بسبب الاستقطاب وشعرت أن دول تسعى لتحقيق مصالحها وأجنداتها على حساب الآخرين، على سبيل المثال القتال في سوريا عنيف وهو قتال من أجل النفوذ وتحول الأمر لكارثة إنسانية في الدولة الشقيقة، فمأساة سوريا ونزوح الملايين وما يجرى في اليمن وليبيا يجب أن يتم مواجهته بقرار عربى وعدم الانتظار لأى توجيهات من الغرب، فالدول الغربية لها مصالح ونحن جزء من هذه المصلحة، وإذا تم رهن حياتنا ومصالحنا بهم لن يحدث حل لأن دول الغرب لها أولويات غير أولوياتنا.
واستدرك بالقول: “اليوم العالم كله يشهد مشكلة حقيقية في انفتاحه على مواقع التواصل الاجتماعي حتى أصبحت مصدر المعلومة لكثير من الناس بما فيهم السياسيين، وأرى وجود مشكلة في المعلومات بحيث اختلط الكلام الذى يبنى والآخر الذى يريد إسقاط الآخرين ويحرمنا من نعمة الحرية التي لا يجوز التجاوز عليها، وعلينا ألا نسمح بنشر الأكاذيب والشائعات”، مبينا ان “الإرهابيين يرسخون أفكارا خبيثة تستهدف شبابنا وندعو الإعلاميين العرب والصحافة للحذر من ظاهرة التواصل الاجتماعي التي لا يمكن أن تواجهها الدول بشكل كامل، أنا مع إبقاء الحريات لكن لابد من أداة مع الشركات للضغط عليهم كي لا يستخدموا الجريمة المنظمة والإرهاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فالتكنولوجيا الحديثة التي يستخدمها الإرهابيين وتوجيه الشباب عبر القدرات الهائلة التى تمتلكها تلك الجماعات يمكنها تدمير المجتمعات فقد أضحت مواقع التواصل الاجتماعي مثل السلاح، ويجب علينا الضغط على شركات مواقع التواصل الاجتماعي لمنع الخطاب الداعم للإرهاب والمروج للأكاذيب”.وبين، أن “استخدم الإرهاب للسوشيال ميديا، بشكل بشع وشركات مواقع التواصل الاجتماعي غير مهتمة بالرأي العربي ولم يعملوا على مواجهة هذه الظاهرة”.