بغداد/شبكة أخبار العراق- دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي، الخميس، دول العالم الى تطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة بمنع دعم وتمويل وتسليح “المجاميع الإرهابية”، فيما أكد حرص العراق على ارساء الأمن وتحقيق التواصل مع دول المنطقة.وقال العبادي في كلمته التي القاها أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، نشرها مكتبه الاعلامي :إن “أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها السبعين تقام في ظل تحدياتٍ يواجهها العالم على أكثر من صعيدٍ، لا سيما في محاربة الأرهاب وفي مقدمته تنظيم داعش، ونحن في العراق نقف باقتدار وصبر ويقف العالم الخير معنا كي ندفع عن بلدنا وبلدان منطقتنا بل والعالم أجمع شرور هؤلاء”.وأضاف العبادي، “أننا في العراق ننتظر ان تقوم كل دول العالم بتطبيق قرارات مجلس الامن (2170 و2178 و 2199) بجدية ، ذات الصلة بمنع تقديم الدعم والتمويل والتسليح للمجاميع الارهابية، وقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 281 في 25/5/2015 المتعلق بأنقاذ التراث الثقافي العراقي بما يساعد في المضي ببناء البلد وتحقيق التنمية”.واشار العبادي الى أن “العراق شعباً وحكومة يدرك أهمية التواصل مع شعوب العالم وحكوماتها، والحرص على المساهمة في جهود ارساء الأمن وتحقيق التواصل مع دول المنطقة والابتعاد عن التدخل في شؤونها والحرص على تأمين مستقبل الاجيال في بلدنا”.وادناه نص كلمة رئيس مجلس الوزراء….
السيد الرئيس المحترم
السيد بان كي مون السكرتير العام للأمم المتحدة المحترم
السيدات والسادة رؤساء الوفود المحترمين
السيدات والسادة اعضاء الجمعية العمومية المحترمين
الحضور الكرام
ان أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها السبعين تقام في ظل تحدياتٍ يواجهها العالم على أكثر من صعيدٍ، لا سيما في محاربة الأرهاب وفي مقدمته تنظيم داعش، ونحن في العراق نقف باقتدار وصبر ويقف العالم الخير معنا كي ندفع عن بلدنا وبلدان منطقتنا بل والعالم أجمع شرور هؤلاء.
يجري ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الدولية لترسيخ دعائم الأمن والسلام، والعمل على تعميق التواصل بين شعوب العالم وتحقيق التنمية البشرية، التي رعت منظمة الامم المتحدة على نحو لافت الإهتمام بمحاورها الكبيرة في الصحة والتربية والمستوى المعيشي. فمنذُ أن أطلق برنامج الأمم المتحدة الانمائي تقرير التنمية البشرية الاول عام 1990 صارت دول العالم، والعراق واحدٌ منها، تتطلع الى تحقيق تحسن مطرد في مستويات التنمية البشرية فيها وعلى مدى حيث تَحقًّقَ الكثير للناس في ضوء جعلهم هدف التنمية ووسيلتها.
وفي العراق ونتيجة السياسات الخاطئة لنظام صدام الدكتاتوري، تراجع مستوى التنمية البشرية بعد سلسلة الحروب التي أججها ذلك النظام، وما رافقها من حصار وحرمان نتيجة العقوبات الدولية التي فُرضت عليه.
وبعد تغيير النظام السياسي وإشاعة جو ديموقراطي في البلاد، ومع الدعم الذي قدّمته منظمات الأمم المتحدة المتخصصة، والمنظمات الدولية الأخرى، تحسن الوضع التنموي نسبيا.
لقد حاولت مؤسساتنا الوطنية تقليص الفجوة في التنمية اهتداءً باعلان الألفية الثالثة الذي أقره زعماء العالم في اجتماع الجمعية العمومية لعام 2000، في مسارات اهداف محددة وضعت عامنا الحالي (2015) سنة الهدف.
ورغم كل التحديات التي تواجهنا فاننا نفتخر بنظامنا الديمقراطي الذي افرز انتقالا سلميا للسلطة ويوفر هامشا واسعا من الحرية والاعتراض الطبيعي في الديمقراطيات التي تحلم بها كثير من الشعوب وبالتالي فان الخطر الحقيقي ليس داخليا بل تسرّب الينا عبر هذه المنظمة الارهابية المدعومة من بعض من ينتقدنا بدل ايقافهم تمويل وتجنيد الارهابيين
السيدات والسادة الحضور
لقد حققنا في العراق تقدماً ملحوظاً في خفض معدلات الوفيات وفي رفع نسب الالتحاق بمراحل التعليم وتقليل فجوة التباين بين الجنسين وفي تحسين المستوى المعيشي ايضاً.
غير أن ارادة السوء التي تحملها التنظيمات الارهابية وفي مقدمتها تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، ومن لحق بهما من فلول نظام البعث، أعاقت حركة التنمية، وأشاعت القتل والتدمير الذي لم يسلم منهما لا البشر ولا الممتلكات ولا البنى التحتية… وهي في إمعانها بالشّر لم تفرّق بين طفل رضيع أو شيخ كبير، بين رجل أو إمرأة ، كما إنها روّعت السكان الآمنين في مناطق واسعة من العراق بين سبيٍ وتطهير عرقي، حتى تلك التي تدّعي إنها جاءت لنصرتهم. اليوم أبناء مناطق غرب العراق وشماله يتوزعون بين نازحين شردّتهم تلك العصابات بعيداً عن مناطقهم دون رحمة، وبين من يئنوّن من ويلاتهم في مدنهم وقراهم محاصرين تنال منهم مخالب القتلة كل يوم.
إننا إذ نقدر عالياً موقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في مساندتهم لنا، ووقوفهم الى جانبنا ومناصرتنا في حربنا العادلة ضد الأرهاب ، وفي سعيها الحثيث معنا لإعادة الإستقرار في المناطق التي حررتها قواتنا المسلحة والأمنية والحشد الشعبي ورجال العشائر نتطلع الى المساهمة الفاعلة من الدول والمنظمات الدولية من أجل اصلاح البنى التحتية في تلك المناطق، وكذلك في جهود إعادة الأعمار.
الحشد الشعبي هو احد تشكيلات الدولة الرسمية التي تدافع عن البلاد صفا واحدا مع باقي القوات الامنية الباسلة التي تحارب الارهاب والعصابات الاجرامية التي تحاول العبث بالسلم الاجتماعي.
إن العراق، وعلى الرغم من كل ما حصل يواصل نهجه الديموقراطي في إرساء أحترام الدستور، والتبادل السلمي للسلطة، وحرية التعبير عن الرأي والمعتقدات، وإلغاء التمييز العرقي والديني والمذهبي.. ونحن مع كل ما نواجه من تحديات، نرعى بوعي وإحترام المطالب الشعبية في المناطق المختلفة، وقوات الأمن تحرص أشد الحرص على الحفاظ على المتظاهرين واعطائهم كامل حريتهم في المناداة بمطالبهم.. بل أنني شخصياً كلفت فرق عمل تتابع باهتمام كل المطالبات، وتعقد اللقاءات مع مختلف شرائح المجتمع..
السيدات والسادة
انطلاقاً من البرنامج الحكومي الذي تبنيناه أمام مجلس النواب العراقي بصفته ممثلاً للشعب وفي ضوء رؤية متقدمة للمرجعية الدينية العليا في الحث على نهج الاصلاح، ومن وحي صوت ذلك الشعب في تظاهراته خلال الشهرين الماضيين، قدّمنا حزمة إصلاحات سياسية وإقتصادية، وإدارية، ومالية.. كما بدأنا العمل على تنشيط القطاع الخاص في بلدنا، وهيأنا التمويل اللازم لأقرار المشاريع الصغيرة والمتوسطة على الرغم من الظروف المالية الصعبة التي يعيشها العراق بعد الانخفاض الكبير في اسعار النفط.
وقد قابلها أبناء الشعب بالإحترام والقبول وبتشخيص شفاف لما يريدونه هم. كما إن هذا الإصلاح وجد دعماً من المرجعية الدينية العليا ومن فعاليات المجتمع الأخرى ، ونحن عازمون على المضي فيها دون أن نغفل دورنا المهم في إدارة العمليات الأمنية والعسكرية لمحاربة داعش، وهنا لابد أن أحيي بأسم شعب العراق جهود التحالف الدولي معنا والدول الصديقة والشقيقة في تلك الحرب، وأن تقديم المزيد من ذلك الدعم، لاسيما في معالجة مشاكل النازحين وتأمين متطلبات معيشتهم وفي زيادة الدعم اللوجستي والعسكري من شأنه أن يقرّبنا من ساعة النصر النهائي، ويشيع الأمن والإطمئنان في كل دول العالم.
السيدات والسادة الحضور
لقد ادرك العراق أهمية متابعة الاهتمام الدولي بصياغة وثيقة جديدة في التنمية تتبناها الامم المتحدة بعد اعلان الالفية الثالثة.
وخلال السنوات الأخيرة شارك خبراء عراقيون ومؤسسات وطنية في الجهود العالمية في منطقتنا لصياغة مشروع اعلان جديد نحتفي في هذا العام بأنطلاقته الميمونه التي سميت بــ “اهداف التنمية المستدامة
Sustainable Development Goals”
إن أهمية هذا الاعلان لا تقتصر على السعي نحو تحقيق المزيد من التنمية من أجل الانسان ، بل في الحرص على استدامة ذلك، بما يقتضي من مناصرة البيئة النظيفة ، وحفظ حقوق الاجيال القادمة ، وإشاعة الأمن والسلام، والقضاء على الفقر وعلى التمييز، والإرتقاء بالمستوى الصحي والتعليمي للأطفال وتحقيق المزيد من الحريات ومن العيش بوئام.
إن البنود المهمة التي تتضمنها وثيقة “التنمية المستدامة” والأمد الزمني للوصول الى غاياتها المنشودة عام 2030 تقتضي منا جميعاً المزيد من العمل المثابر في بلداننا من جانب، وإشاعة قدر أكبر من التعاون بين شعوب العالم وحكوماتها من جانب آخر، بما يوفر للأمم المتحدة فسحة كافية من التحرك البنّاء لتسريع تحقيق تلك الغايات ولتداول المعرفة والممارسات ضمن برامجها الممتدة بين دول العالم المختلفة وسيكون العراق جاداً ومتحمساً للعمل على تحقيق “أهداف التنمية المستدامة 2030”.
لكننا في العراق ننتظر ان تقوم كل دول العالم بتطبيق قرارات مجلس الامن (2170 و2178 و 2199) بجدية ، ذات الصلة بمنع تقديم الدعم والتمويل والتسليح للمجاميع الارهابية، وقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 281 في 25/5/2015 المتعلق بأنقاذ التراث الثقافي العراقي بما يساعد في المضي ببناء البلد وتحقيق التنمية.
ان العراق شعباً وحكومة يدرك أهمية التواصل مع شعوب العالم وحكوماتها، والحرص على المساهمة في جهود ارساء الأمن وتحقيق التواصل مع دول المنطقة والابتعاد عن التدخل في شؤونها والحرص على تأمين مستقبل الاجيال في بلدنا.
أخيراً أقدم الشكر والتقدير للأمم المتحدة والمنظمات الدولية لدعمهم جهود التنمية والسلام في العراق وأحيي جهود المنظمة الدولية في جمع قادة دول العالم وممثليهم، ونأمل أن نلتقي في العام المقبل في ظرفٍ أفضل تشهد فيه شعوبنا جميعاً المزيد من التقدم والأمن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته