العبرة في النهاية

العبرة في النهاية
آخر تحديث:

بقلم:محمد حسين المياحي

رحم الله أمرئ عرف قدر نفسه. هذا الحديث النبوي الشريف لابد من ذکره ونحن نورد تصريح القيادي في الحشد الشعبي العراقي بالاسدم والمظهر فقط وهو يرد على تقرير وزارة الخارجية الامريکية الذي اتهمت فيه عناصر الحشد بالتورط بأعمال قتل وممارسات تعسفية. فقد صرح الحسيني وبصراحة الذي يرمي کراته کلها في سلة واحدة هي سلة أولياء نعمته في طهران عندما قال:” ان الحشد هو من قام بحماية المواطنين الذين لايرفضون للوجود الايراني في العراق”!! أما الذين يرفضون نفوذ ودور ومشروع خميني فإن مصيرهم القتل والاعدام والتهجير وتهديم دورهم وجرف بساتينهم!

علي الحسيني ومعظم أولئك الذين ينفخون في قربه المثقوبة، يتصرفون وکأنهم يجلسون على أرضية صلبة لايمکن أن تتأثر بأي شئ، وهم بذلك يراهنون مراهنة الحياة والموت على النظام الايراني الذي يقف خلفهم ويوحي إليهم کما توحي الشياطين لأوليائها، والحسيني ورهطه لايعلمون من بٶسهم وجهلهم تماديهم في عمالتهم المفرطة، بأن الارض التي يقف عليها”أولي نعمتهم”في طهران هي أرض”رخوة”، بدليل إنهم منهمکون منشغلون ليل نهار بقرع هذا الباب وذاك الباب من أجل التفاوض مع من يسمونه”الشيطان الاکبر” رغم إن الشيطان يعتبر مجرد تلميذ وتابع ثانوي لهم!

هذا التهافت في التبعية والعمالة والخضوع لنظام مرفوض من قبل الشعب الايراني بصورة خاصة وشعوب العالمين العربي والاسلامي بصورة عامة، عندما يکون موجها ضد دولة لولاها لما حلموا ليس هم”کعملاء صغار”وإنما حتى النظام الايراني نفسه أن يطئوا أرض العراق، فإنه أمر محفوف بالمخاطر خصوصا وإن دول عظمى تتجنب التصادم بهذه الصورة الفجة وغير العقلانية التي يقوم بها الحشدويون الذين خرجوا من تحت عباءة رجال الدين في إيران، لکن هٶلاء الذي يصرون على على”التعنتر”وإبراز العضلات فإن العبرة ليست في هذه اللحظات وإنما في النهاية، عندما تصبح الامور جدية.

من يتصور بأن المواجهة الحالية المحتدمة بين النظام الايراني والامريکيين، هي مواجهة سطحية وتکتيکية ستنتهي في أية لحظة کما إنتهت غيرها، فإنه مخطئ تماما، لأن الطرف الاهم الذي دخل المواجهة ضد هذا النظام هو الشعب الايراني والمقاومة الايرانية اللذان يشکلان معا جبهة موحدة ضد هذا النظام وهما متفقان على إسقاطه في نهاية المطاف، وإن العالم کله صار يراهن على حتمية التغيير الذي صار ينتظر هذا النظام بعد أن صارت أوراقه محروقة وصار مکشوفا ولم يعد بوسعه أبدا أن يخفي حقيقته البشعة التي خارت معروفة للعالم کله.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *