شاكر الجبوري
لم يسجل انتماء عراقي الى الجماعات المتطرفة من القاعدة وأخواتها على عكس ” الحج” العربي و الاسلامي لهذه الجماعات ذلك لأن العراقي يكره الغلو في الأحكام ويحب الحياة لذلك يتغنى بها دون أن يتجاوز حدود الله في خلقه، عكس الذين يتنابزون بالقاب الفتنة من مشارق الأرض و مغاربها.
لم تستطع ماكنة الداعية الغربية حشر العراق في زاوية التطرف لذلك لم يتم الكشف عن تنسيق مع القاعدة لا قبل ولا بعد حرب الخليج الثانية كما لم يكشف سجل التنظيمات المتشددة عن متطوعين عراقيين ولو على اصابع اليد الواحدة ما يكشف عن تأثير الحضارةعلى تفعيل التسامح، وانعكاس ذلك على السلوك الطبيعي للافراد ، الذين يغرفون من نهرخير لا يورد السياسيون منه إبلهم.
المسيحي و السني و الشيعي يجتمعون على حب العراق عكس أولويات دويلة المكونات المصابة بكساح الولادة لذلك ، تتعكز” على الفشل و ” صخام الوجه” في محاولة دفع العراقيين الى محرقة الطائفية عديمة اللون وكريهة الرائحة
يجب التمييز بين داعش الاجبار ونقصد به النتيجة الطبيعية للضغط السياسي والنفسي ، و التفريق الذي يجبر الناس على ركوب عكس التيار الوطني وبين الولاء بالفطرة للتشدد مثلما يحصل في دول خليجية و افريقية، ما يحدد ملامح الفتنة التي يحاول البعض فرضها على العراقيين باستغلال الأداء غير المتوازن لدفة الحكم، لذلك تبقى فوهة البندقية لسان حال الأحداث، بينما الموجبات تُبيح المحظورات كما يقول العقلاء، ما يستدعي استراتيجية غير شمولية تُخرج البلاد من مفترق طرق الظلام ، الذي يقود الى مجهول مخيف لا يختلف كثيرا عن إلهاء المواطنين بالشعارات الطائفية لمنع التفاتهم الى المشروع الوطني بصيغته الحقيقية.
ولو تحكمت ارادة السياسيين بوحدة العراق لاكتملت حالة التقسيم منذ وقت ليس بالقصير، لكن انتصار العقلاء من الأكراد و العرب و التركمان و باقي ابناء الشعب العراقي الى هويتهم الوطنية هو ما يعرقل مشاريع التقسيم و الفتن بمختلف مسمياتها، وذلك بشهادة سياسي عراقي يقول ان رفض العراقيين للتفرقة يشكل عبئا على السياسيين الحالمين بدويلات على مقاساتهم الحزبية.
ويتفق هذا الرأي مع تأكيدات بأن بعض الفصائل العراقية التي تختط لنفسها مشروعا تقسيميا لذلك تثقف جماهيرها على المخاوف الطائفية اكثر من الحرص على سيادة الوطن قناعة منها بأن مستقبل مجهولا ينتظرها في حال استعادة الهوية العراقية عافيتها من جديد، و لأن الطائفية و الارهاب صنوان لايفترقان فانه ليس من الانصاف قذف العراقيين بهما بقدر تحميل السياسيين مسؤولية تشظيهما على خارطة الأهواء و المصالحة الضيقة، وبما يُبريء العراقيين من الشحن الطائفي و الطروحات المتشددة، بعد أن تفقهوا في مدرسة التسامح و الأخوة الحقيقية، التي ما تزال بخير رغم المعاول السياسية بمختلف صناعاتها، بدليل أن الحرب الأهلية اصبحت من الماضي رغم توفير مختلف اصناف حطبها من خارج العراق.
لا يجوز تحويل لون الدشداشة أو شكل العقال الى مشروع طائفي أو نهج متطرف، مثلما لا يحق للشعب السكوت على تجاوزات السياسيين وهي أيضا مسؤولية المرجعيات في التثقيف على حب العراق على حساب الطائفية و التطرف لأن البنيان لا يستقيم الا بارادة تترفع عن الظنون وآخذ الناس بالشبهات تحت عباءة مذهبية و أخرى متشددة ، حيث البيت العراقي متعدد الأركان لكنه عامرا بالخير و طيبة القلب و الكرم التي يفتقدها سياسيون لذلك يتقاطعون مع المجتمع!!