: لم تكن السنوات التي أعقبت رحيل حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين عن السلطة والعرا،الذي حكمه على مدار 35 عاماً بقبضة حديدية، بارقة أمل للعراقيين الذين لطالما كانوا يحلمو بزواله، وبعد مضي ثماني سنوات منذ إعدام الزعيم العراقي، وما تلاها من سنوات انتشرت فيها إراقة الدماء، والفوضى والفساد، والحرمان، وانعدام الأمن والخدمات، ترتفع أصوات ملايين العراقيين الناقمين من ظلم الحكومة الشيعية الجديدة، فيما يترحم كثيرون على زمن صدام ويحنون إليه بحسرة لأنهم كانوا يشعرون بقدر أكبر من الأمان والاحترام، حتى أولئك الذين ممن قتل وسجن أحد أفراد عائلته، يتمنون لو أن عقارب الزمن تعود بهم إلى ما قبل عام 2003.
ويقول خلف جواد الأسدي
أتمنى لو أن صدام حسين تُبعث فيه الروح ثانية، ويخرج من قبره ليحكم العراق من جديد، وحين ذاك سأرفع له القبعة احتراماً، حتى يقود سفينة البلد الخربة إلى شاطئ الأمان وينجينا من القتل المجاني، وعصابات ما يسمى بسياسيي العملية السياسية التي تسلطت على رقاب الناس القابعة خلف جُدران المنطقة الخضراء المحصنة، بحماية الولايات المتحدة الأمريكية، ويحاسب كل من جاء على ظهر الدبابة مع المحتل الأمريكي الذين عاثوا في أرض الرافدين فساداً وإفساداً، وجعلونا طوائف متناحرة باسم حكم الدين».
وأضاف: أنا واحد من السجناء السياسيين السابقين، أعتقلت عام1988، وقضيت سنوات في غياهب سجون أجهزة المخابرات العراقية، وبعدها قتل صدام زوج أختي، مع ذلك فإن الحياة كانت أفضل بعشرات المرات بزمنه من الآن، على حد تعبيره.وتابع الأسدي وهو يستعيد ذكريات الماضي عندما كان العراقيون على قلب رجل واحد تحت حكم راية قائد واحد اسمه صدام، وينعمون بالاستقرار السياسي والأمني، والخدمات، لا يعرفون الطائفية المذهبية، ولا يعرف غالبيتنا هل كان جاره سنيا أم شيعيا.
أما واثق حسين فيقول: هاهو صدام قد ذهب بلا رجعة، ونحن اليوم ننعم بالحرية والانفتاح، تحسن الوضع المعاشي للموظف العراقي، وزاد دخله الشهري ضعفين إذا ما قورن مع فترة الحصار في تسعينيات القرن الماضي والسنوات الأخيرة قُبيل احتلال العراق، لكن المال والحرية كانا بديلين من غياب الأمن، وراحة البال، وتدهور الكهرباء، وانتشار الأمية والجريمة المنظمة، وتهجير مئات آلاف من العراقيين داخل وخارج البلاد، وسلسلة التفجيرات تضرب العاصمة بغداد وباقي المحافظات، ويذهب ضحيتها البسطاء قربانا لفساد المسؤولين في وزارتي الدفاع والداخلية، أصبح العراق بلداً ممزقاً، كلها أسباب جعلتنا نترحم ألف مرة يومياً على ساعة حكم من أيام عهد صدام حسين.
ومن جهته قال فواز محمد 28 عاماً، الذي فقد ثلاثة أشخاص من عائلته قتلوا قبل شهرين، ومن بين القتلى زوجته في انفجار سيارة ملغومة هزت أحد أسواق مدينة بغداد عندما كانوا يتبضعون استعدادا ًلاستقبال شهر رمضان، «يقولون عن صدام إنه كان ظالماً ديكتاتورا، ولكنه كان ديكتاتورا واحداً، أما الآن فلدينا الكثير من الديكتاتوريين، نشروا الفساد والتدمير والدم، وفتحوا أبواب العراق مُشرعة أمام التغلغل الإيراني» كما قال في حديثه مع «القدس العربي».
وينهي حديثه قائلاً: إذا ظل وضع العراق هكذا متدهوراً وضائعاً ويسير من سيىء إلى أسوأ؛ فإن العراقيين سيرفعون صور صدام حسين مجدداً في شوارع بغداد، وسيشهد الضريح المدمر الذي يحوي جسد صدام حسين في بلدة العوجة بالقرب من مدينة تكريت في الأعوام القادمة توافد آلالاف من حشود الزائرين، وفي مقدمتهم الطائفية الشيعية، بحسب قوله.