العراق إلى أين؟

العراق إلى أين؟
آخر تحديث:

بقلم:موفق الخطاب

إن المتابع للمشهد العراقي يلحظ بوضوح تشابك الاحداث وتعقيدها

فلقد وصل الكثير من الكتاب والمحللين والمراقبين بل حتى جمهور عريض من المواطنين الى قناعة تامة استحالة حدوث أي تغيير في الوقت الحالي في الملف العراقي وفق المعطيات إلا بمعجزة من السماء ،مما حدى بالكثير منهم بالتوقف عن الكتابة عنه و تناول أي تدهور أمني وحالات فساد تزكم الأنوف حاصلة لان ذلك أقرب ما يكون بطبقات جليدية متراكبة منزلقة متشابه في السقوط والانهيار ، وإكتفى الكثير منهم بالاشارة الى الخروقات بمقاطع فيديوية أو تغريدات ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي، لأن طريقة تناول اي حالة أمنية مستجدة والبحث في حالات الفساد التي نخرت كل مفاصل الدولة ان كان هنالك دولة فهي تقع بشكل انشطاري يومي وتناولها في مقال هو مضيعة للوقت وتشويش على الناس! فالشعب العراقي بجميع طوائفه بات يعلم يقينا ما حل به من دمار وخراب وقتل وتشريد ونهب لخيراته وسلب لمقدراته ولا داعي لتذكيره بها، فهو يتطلع لمن ينقذه من ورطته ، وبات يدرك ايضا ان بقاء هذه الطبقة هو بتوافق دولي و أمريكي إيراني قذر لبقاء هذه المجاميع المجرمة ومليشياتها متسلطة وجاثمة على صدر العراق ، كما أن عزوف الدول الكبرى وهيآته ومنظماته عن اصلاح الشأن العراقي وتناول ملفه لم يعد سرا لأنه ليس من أولوياتهم طالما يتواجد من يؤمن لهم مصالحهم ،أضف الى ذلك واقولها بحسرة فقد عجزت المعارضة بشقيها الفكري والثوري في الداخل والخارج من لفت الأنظار لها ولم تتمكن من إحداث أي تعاطف إقليمي وضغط دولي على حكام المنطقة الخضراء لثنيهم وازاحتهم ، وربما لأن اكثر ما مطروح من افكار لا يتعدى حالات إنتقاد ومطالبة بالاصلاح وتحسين الوضع المعيشي التي لا تمثل اهدافا استراتيجية ومشروعا بديلا عن مشروع العملاء . ولغياب أي استراتيجية واضحة وعدم وجود أي مشروع ناجح في الأفق مدعوم دوليا لانقاذ العراق من محنته،، لذا سيزداد الوضع تعقيدا الى أن يصل الخلاف العميق أوجه بين الفرقاء واقصد به تقاطع المصالح مع بقاء وتنامي المليشيات وتسليحها المنفلت وربما سيحدث بعدها صدام مسلح فيما بينهم عند ساعة غرور وغفلة وضعف الامساك بالوضع من قبل الولي الفقيه لظرف قد لا نعلمه ثم سيعقبه خروج عن الإتفاقات المبرمة ليحدث زلزلة وتصدع في النفق المظلم وهذا ما تعول عليه بعض الدول الاقليمية والكبرى وبعض الحركات وتنتظر بعيدا ليكون لها دورا جديدا في اصلاح ما دمرته الحكومات العميلة المتعاقبة .

عليه ما زالت هنالك حلقات تآمرية وتدميرية يخطط لها الفرقاء لابقاء الشعب العراقي منهكا بين وضعه الاقتصادي البائس و ووضعه الأمني المتردي فضلا عن مخلفات الوضع الصحي الذي زادته تدهورا جائحة كورونا وستزداد الحلبة ضجيجا كلما ضاق الوقت واقتربت الانتخابات القادمة لتتشكل تكتلات ولتحدث صراعات ومن نفس الاحزاب ويخيل للمواطن العراقي انها صحوة ضمير واصلاحات لكنها لاتتعدى تغيير في العناوين والمسميات والشخصيات وهدفها الابقاء على عراق مفكك تابع وخانع للولي الفقيه محتميا بالغطاء الدولي التي توفره له أمريكا بالضغط على حلفائها طالما أنه لا يمثل أي خطر على أمن الكيان الصهيوني ويؤمن المصالح الإقتصادية للاعبين الكبار……

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *