بعد ان تحكم بالعراق اكثر من زعيم وتصدر القرار السياسي والديني اكثر من قيادة جعلت منه بلد ذات مجتمعات عقائدية مشرذمة ومختلفة وزرعت في نفوسهم صبغة الطائفية والتي اخذت منهم مأخذا واصبحت تلك الزعامات توجههم انى شاءت سواء الى الموت او غيره فسيطرت على عقولهم تلك الخرافة المصطنعة بلا دليل او عقل بلا بحث او دراية او معرفة او اطلاع او تساؤل عن كل ما حدث ويحدث من الاخطاء والقرارات والمواقف التي اثرت وتؤثر سلبيا عليهم وعلى حياتهم المعيشية حتى اوصلتهم تلك الزعامات الى حافة الهاوية ، وجعلت المجتمع متفككا منهكا اقتصاديا وسياسيا وامنيا وثقافيا والان يسير من سيء الى اسوء ومن ضعف الى ضعف ولازالت الدماء تسيل والتهجير مستمر والفقر اكثر والموت اشنع واجرم والحياة من بؤس الى بؤس كلها بسبب تلك الزعامات غير الوطنية غير العراقية غير المنتمية انتماءً حقيقيا الى الوطن بل اتخذت من غيره من الدول اهلا وسندا ومدافعا بكل ما يستطيع والهدف الاساسي من ذلك هو المناصب والجاه والاموال والحظوة والهيمنة والتحكم بمقدرات الشعب والجلوس على نعيم وراحة البلد .. رغم اننا نعلم والشعب يعلم ان ما موجود من زعامات قد فشلت فشلا ذريعا في ادارة البلد لكنهم لا زالوا يسيرون كالأعمى خلفهم والمثل القائل وهنا العاقل لا يلدغ من جحر مرتين … والغبي من يعثر بنفس الحجر مرتين …. وما اكثرها لكنها في العراق اصبحت مألوفة والعاقل فيه من يلدغ ثلاثون عاما او اكثر ولا يتعظ مما فاته او يراه ولا تكفي سنة او سنتين وحتى ثلاثة عشر سنة من سيطرة هذه العقول النتنة المعشعشة في النتانة والاحقاد في تهميش العقول الوطنية النقية وما احوجنا اليوم اليها في ارجاع السيادة العراقية المفقودة وارجاع الضمير والشعور بالحب والانتماء الوطني الحقيقي لا الانتماء الى غيره من البلدان وكما نراه واضحا للعيان من هذا منتميا الى ايران وذاك الى اميركا والاخر الى تركيا والاخر الى السعودية وغيره من العمالة المكشوفة والتي دمرت الحياة وبنايات الانسان واحرقت الطفولة فيه وقتلت الموءودة من جديد في عصر الوحوش البشرية التي ترتدي ثياب العفة والزهد باسم الاسلام والتمذهب احرقوا الجميع فعبثت بأرضنا وشعبنا العريق وتاريخنا وتراثنا تلك ايادي الشر في كل جزء في بلادنا العزيزة وهدمت الوحدة والسلم بفأس الطائفية المقيتة فما عادت ترجع الروح الى الجسد بعد ان احترقت مفاصله ولم يبق له الا اهله الاصلاء الذين عاشوا محنته وبؤسه وحياته المليئة بالمعاناة نعم العراق بحاجة الى عراقي الجنسية والانتماء والحياة والممات والمنهج والسلوك والاخلاق والعرف والمبدأ العراق بحاجة الى مرجعية عراقية علمية مهنية وطنية شريفة تؤمن بالحياة والسلم ولا تؤمن بالاقتتال والتطرف وتؤمن بالحرية والثقافة والتنوع والمدنية و لا تؤمن بالتدين الماكر والزائف المخادع المتلون الانتهازي النفعي الفئوي ..تؤمن بحب العراق ولا توجد بقلبها سواه ولا تنتمي الا اليه لا تحمل هوية غيره كما يحملونها الان ولا تتوفر عند أي احد من الزعمات والمرجعيات الاعجمية والتي تحمل الهوية الفارسية او الافغانية او الباكستانية او غيرها هذا من جانب والجانب الاخر مواقفها الخجولة المساندة للفساد والتمزيق والطائفية والعمالة الخارجية والتي لا يهمها في العراق شيئا وهي اول من شرعنت العمالة والخيانة للعراق لانها جميعها عملت لشعوبها وليس للعراق ولم يبق له الا تلك المرجعية العراقية العربية المتمثلة بالسيد الصرخي الحسني والذي طالب ووقف وناشد وبذل قصارى جهده في الحفاظ على العراق وشعبه المظلوم وبتاريخ 26 / 4 / 2005م في بيان 20 قال كلمته الرائعة و المشهورة : (لنحكي لنقول لنهتف لنكتب لننقش لنرسم جميعاً : أنا عراقي …….. أحب العراق وشعب العراق …..أنا عراقي …….. أحب أرض الأنبياء وشعب الأوصياء …….أنا عراقي …….. أوالي العراق … أوالي العراق … أوالي العراق …..) ثم حذر ونصح العراقيين من السير خلف تلك الزعامات غير العراقية التي دمرت العراق وسلبته وانهكته تماما بقوله : (انتبهوا والتفتوا ولا تُلدغوا مرات ومرات , وأعلموا وتيقنوا أن حكومة المصالحة والتوافق المنتَظَرة تعني مجلسَ حكمٍ جديد ، وتعني السلبَ والنهبَ من القاصي والداني لثروات العراق ومياهِهِ ونفطِهِ وأرضِه وسمائِه وشعبِه ، وتعني الضياعَ والتضييعَ والتغييبَ للعراق ووحدته ولشعب العراق وتجانسه و توادده ، وتعني الطائفية والشعوبية والعنصرية ….. وتعني فرّق تسد .) فمنذ تصديه وهو يدافع ويطالب ويناشد ويرفض جميع وسائل الارهاب والمليشيات ودولة العصابات بل يدعو الى دولة مدنية يسودها الامن والامان ففي كل ازمة يجد الحلول ويضعها للعراق وهو يحذر من الفساد والطائفية وسياسة الانتهازيين والسرقات والخيانة العمالة ورفض جميع الاحتلالات والتدخلات التي دمرت العراق من الاحتلال الاميركي والاحتلال الايراني ورفض دستور برايمر المقسم للعراق والمدمر له الذي صنعه برايمر ..وطالب بالتغيير و بالإصلاح الحقيقي وطالب بالمصالحة والمسامحة والاخوة العراقية السنية والشيعية وحرم اسالة الدماء للطرفين وساند النازحين ووقف معهم قلبا وقالبا …….وغيرها من المواقف الوطنية التي لا تحصى ذكرها …