العراق خارج الخدمة

العراق خارج الخدمة
آخر تحديث:

بقلم:ابراهيم المحجوب

في بلدي الوحيد كل شيء مختلف .بلدي باد العجائب والطرائف.رغم مساحته الصغيرة وتعداد سكانها القليل قياسا بدول كبيرة إلى أننا نختلف عن كل دول العالم بكل شيء ..

ففي بلدي تقتل الإنسانية .وفي بلدي اغلب الحكام والسياسيين مزدوجي الجنسية .

حتى القانون في بلدي مزدوج فالفقير له النصيب الأكبر بتطبيق العدالة والقانون بينما الغني وابن المسؤول مستثنى من ذلك …

حتى الموت في بلدي مختلف فقسم منا بالامس استشهد بدافع وطني اوقومي أما اليوم فالدوافع مذهبية أو دينية ..الطبيعة نفسها تغيرت فالنباتات في السبعينات تختلف كلياً عن الموجود في عصرنا هذا…

اليوم انتشرت في بلدي ظاهرة جديدة وهي ظاهرة خارج الخدمة فعندما تتصل بمسؤول أو موظف كبير وظيفيا ً يرد لك المجيب الآلي بأنه خارج الخدمة …

وعندما ينزل المطر في بلدي بغزارة لننتظر الربيع بلهفة تفاجأنا وسائل الإعلام بأن جسر العبور الفلاني أصبح خارج الخدمة …

وان المنطقة اوالمحلة التي تقع في وسط المدينة أصبحت بسبب انسداد المجاري خارج الخدمة وعلى أهلها النزوح فوراً…

وان ابراج الكهرباء قد سقطت بسبب العواصف وأصبحت الكهرباء خارج الخدمة..

وان شبكة الاسالة للماء الصالح للشرب بسبب الامطار أصبحت خارج الخدمة..

وان المدارس والجامعات بسبب غرق البعض منها أيضاً خارج الخدمة….

كل شيء في هذا البلد مختلف وعجيب .

اليوم نصف مدن العراق اقضيتها ونواحيها وقراها وكل مخيمات النازحين الذين لم تجد لهم الحكومة اي حلول وكل وسائل الاتصالات .وكل الطرق المعبدة والجسور المشيدة فوق نهري دجلة والفرات ..وكل تلفونات المسؤولين في الحكومات المحلية والمركزية أصبحت خارج الخدمة ..

وعليه اطلب من نقابة السادة المحامين المحترمون تقديم دعوة إلى هيئة الأمم المتحدة يعلنون أن جمهورية العراق أصبحت خارج الخدمة وعلى الدول سحب سفاراتها وممثليها من هذا البلد المنكوب …وابطال كل العقود الموقعة معى الحكومة العراقية من عقود نفطية مهمة وعقود أسلحة وعقود أيدي عاملة من الخارج ..

فاهل هذه البلاد أصبحت حياتهم اعتيادية واغلبهم خارج الخدمة بسبب العطل وقطع الطرق وانعدام تام للخدمات .وإعلان الحكومة عجزها عن تقديم اي شيء لهذا الشعب وبهذا أصبحت الحكومة بمجالسها الرئاسية الثلاث أيضاً خارج الخدمة !!!!!!!!!!!!!!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *