آخر تحديث:
بغداد/شبكة اخبار العراق- بعد طول انتظار وتكهنات، وافق البرلمان العراقي على مرشحي رئيس الوزراء حيدر العبادي لحقيبتي الدفاع والداخلية، بينما رفض المجلس بالأغلبية مرشحيه لوزارتي التجارة والصناعة.وبالرغم من إعلان العبادي عزمه على تخليص الحكومة من المحاصصة وتشكيل حكومة كفاءات “تكنوقراط”، فإنه اختار شخصيتين مرشحتين من قبل كتل برلمانية.فوزير الداخلية الجديد قاسم الأعرجي هو رئيس كتلة بدر النيابية المندرجة ضمن التحالف الوطني واحد عناصر الاطلاعات الايرانية، أما وزير الدفاع اللواء عرفان الحيالي فهو أحد قادة جهاز مكافحة الإرهاب ومرشح من قبل تحالف القوى العراقية.ويبدو أن خطة العبادي ومطالبات الشارع واحتجاجاته ما زالت تصطدم بجدار المحاصصة التي تتحكم في المشهد السياسي العراقي.
وبعد تحييد التيار الصدري عن مطالباته ودعمه لحركة الاحتجاجات في الشارع، لم تعد قضايا محاربة الفساد وبناء الدولة على أسس مهنية ذات قيمة لدى الشارع الذي أصبح يتعايش مع الأمر الواقع على ما يبدو، لا سيما أن الخطاب الذي يسود وسائل الإعلام الموالية للحكومة الآن يرى أن حسم معركة الموصل مقدما على قضية الإصلاحات.وحسب النائب عن كتلة المواطن حبيب الطرفي، فإن اختيار الوزراء الأمنيين هو حلقة ضمن مجموعة خطوات اتخذها العبادي لتنفيذ إصلاحاته، مبينا أن الفساد المالي هو الذي يعيق رئيس الوزراء عن المضي قدما في طريقه.ويرى الطرفي أن ما أقدم عليه العبادي هو خطوة في الاتجاه الصحيح تحتاج إلى وقت لجني ثمارها ورسالة لمنظومات الفساد بالتوقف عن العبث بمقدرات العراق.وقال رئيس لجنة الهجرة والمهجرين البرلمانية رعد الدهلكي إن النواب أرادوا أن يكون اختيار الوزراء الجدد خارج إطار المحاصصة الطائفية، لكن الكتل السياسية تشبثت بمواقفها.وأضاف أنه لم يكن أمام العبادي سوى الرضوخ لهذا الخيار، وعلى الجميع دعم هؤلاء الوزراء للقيام بواجباتهم.
ومضى الدهلكي إلى القول إنه لا أحد في العراق يحمل عصا سحرية يستطيع من خلالها حل مشاكل الواقع شديدة التعقيد، ولذا لم يستطع العبادي أن يمضي في مسار الإصلاح وفق ما يريد.وتابع القول إن القفز فوق سياج المحاصصة الطائفية والسياسية حاليا شبه مستحيل، مشيرا إلى أن الدورة البرلمانية القادمة ستكون مغايرة للوضع الحالي بشكل كبير.ويرى اخرون أن المضي قدما بحكومة تكنوقراط لا يعني تجاوز المحاصصة المتبعة في البلاد بين القوى والكتل والأحزاب، لكنها تعني اختيار الأكثر قبولا من بين المرشحين من حصة كل طرف داخل العملية السياسية.وأوضح أن الأخطاء في بناء العملية السياسية والدولة العراقية بنيوية ودستورية، ولا يمكن إصلاحها ببرنامج حكومي لأن القوى المتحكمة فيها لها سلطة توازي قوة وسلطة الدولة، بل تنافسها وتستهدفها في بعض الأحيان.ولهذا السبب فإن الإصلاح لا يتم إلا عن طريق التوازن السياسي والأمني المتداخل مع بعضه، والمرتبط بالفواعل المحلية والإقليمية والدولية خاصة الولايات المتحدة وإيران.وإن هذا ما قاد لاختيار قاسم الأعرجي عن كتلة بدر لوزارة الداخلية، وهو قائد لجناح مسلح دربته ومولته إيران وعنصر من الاطلاعات الايرانية، والحيالي للدفاع، وهو ضابط بجهاز مكافحة الإرهاب الذي تشرف عليه وتدربه وتموله الولايات المتحدة.وان الاحتجاجات ليست حلا في العراق، ولا آلية أو أداة للإصلاح، لأنها خارج قواعد اللعبة السياسية، وهذا ما أدركته الجماهير التي امتصت الحكومة غضبها بإصلاحات سياسية، وإن لم تتجاوز الأسس التي قامت عليها العملية السياسية ومبدأ المحاصصة وتأثيرات القوى المحلية ومصالحها، على حد قوله.