العراق : رياح التغيير هبت على قادة الحراك….. بقلم احمد الفراجي

العراق : رياح التغيير هبت على قادة الحراك….. بقلم احمد الفراجي
آخر تحديث:

لاول مرة وبعد عشر سنوات من الظلم المنظم الممنهج وبعد خروج  القوات الامريكية من الاراضي العراقية عسكريا  وبقاؤهم سياسيا  خرج العرب السنة عن صمتهم  الدائم ليصرخوا بصوت عالي  اما العيش الكريم او الموت ,والرغبة الحقيقية  للخروج هو اجراء تغيير حقيقي في العراق , خمسة اشهر على الحراك اويزيد وعلى مايبدو فان حراك العرب السنة هو يدخل ضمن التوجه نحو التغيير الجذري والتغيير الذي يرمي اليه سنة العراق قد لايكون عاجلا وان حصل بالتأكيد سيكون ذلك التغيير شاملا مفتوحا على النواحي السياسية والثقافية والتعلمية وحتى الاعلامية ,تشير التطورات والتحليلات والمؤشرات مع استمرار هذا الحراك بالرغم من  المؤامرة  التي تستهدفه من اعتقالات واغتيالات وتفجيرات الاانه مازال قويا  صلبا سائرا نحو اهدافه الكبيرة تغيير النظام الحالي واعادة رسم نظام عراقي جديد يتساوى مع الانظمة العربية التي تتمتع بشيء من الديمقراطية والعدالة  والمساواة بين ابناء البلد الواحد والاهم الابتعاد عن الاقصاء والتهميش فعلا هذا الذي يبحث اليوم عنه سنة العراق وكافة العراقيين المغلوب على امرهم ,وهذه الطموحات من التغيير لن تكون كلها بالضرورة في ظل المرحلة الراهنة حقيقيا على الارض والسبب هو اننا اليوم اما حراك حقيقي قوي وجمهور حي شجاع لكن الاعاقة ليس بالحراك وحده انما من يحرك ويتاجر بقضية الحراك وقد يكون هذا الحراك سائرا نحو مزيد من الخصوصة بين  الدين والسياسة ومن ثم بين  السياسة والدين  والمصالح لبعض المتآمرين المتاجرين بالقضية السنية وبقضية الحراك وحقيقة الخلاف هو مشروع الاقاليم الذي بدأ يطفو على السطح منذ الايام الاولى لانطلاق الحراك  حديث الساعة بين السنة  خلف الكواليس وانقسامهم  الواضح الى فريقين الاول الذي يرى فيه خلاصا  ونجاة لسفينة  اهل السنة والجماعة  من قبضة اليد الشيعية الحاكمة ولااقول المالكي لان المالكي بالنسبة للعرب السنة هو راحل وسنواته معدودة الكلام مابعد المالكي والمرحلة القادمة  بقيادة  العراق لرئيس وزراء شيعي  جديد قادم  وطريقة تعامله معهم اما الفريق الثاني فيرى ان فكرة الاقليم هو تقسيم للعراق الواحد الموحد  وكفر بالتعايش السلمي وان اصحاب الاقاليم يقودون مشروعا ومخططا يهوديا  برعاية امريكية  والمخطط له اول وليس له آخر فعلا هذا الذي يسود من شعور  بين قادة الحراك وقسم من الجمهور وهو ما زاد من اتساع الفجوة بين العرب السنة انفسهم وقد لايعلم الرافضون انهم اصبحوا من حيث يدرون او لايدرون  واقفين في خندق واحد مع المؤيدين ومع الموقف المعادي للسنة وتدميرهم وتدمير العراق اولا لان سنة العراق وصلوا الى طريق مسدود اما الحرب او الاقليم سؤال الى الرافضين   بدأ يطرح بين جموع المنتفضين  هو هل تريدون انهار من دماء جديدة على غرار مايفعله النظام السوري  ومازال الكثير يعتقد ان السنة هم تيار صغير ونقول لسنا تيارا بل نحن امة ولايعقل ابد ولايليق مطلقا ان يظل المعبرون   عن الاغلبية المعبرة من الامة صامتين ايضا واعني بذلك النخب الاسلامية من اهل العلم والدعوة رموز الفكر والثقافة والاختصاص فهؤلاء ولاة الامر اذا اختلف الناس في امر معين  مشكلة الحراك السني وهذه حقيقة لابد من الاعتراف بها هو  فقدان الحراك  للمشروع ماذا بعد في حال لم يتم الاستجابة لمطالب الجمهور الثائر  ان فقدان  المشروع والرؤية للحراك  اعطى  مجالا كبيرا وفرصة  للخصم ان يحرك الجماهير الى مايرده واللعب على عامل الوقت من اجل القضاء عليهم  وهذا الذي يحصل الان فعلا ويلعب عليه المالكي هو يرى  تناحرا   واضحا  وتذبذبا بين المتظاهرين  وعدم تحديد الخيار النهائي لمشروع هذا الحراك   تعدد الآراء   والاختلاف بالافكار  شيء طبيعي بالنسبة لقادة الحراك  لكن بالنسبة  للخصم فهي فرصة ثمينة  تقدم على طبق من ذهب  ولااعرف هل قادة الحراك على علم ام هم صمّ   بكم عُمى فهم لايعلمون شيئا

اعقتد ان المتظاهرين الآن هم اكثر وعيا من قادتهم الفاشلين  بعد ان ادركوا جيدا انهم غير قادرين على  مطالبهم  وقضيتهم السنية  والمرحلة القادمة سوف تشهد ولادة جديدة لقادة جُدُد ومشاريع جديدة تجبر حكومة بغداد على تحقيقها

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *