العراق ومحور الدفاع عن النظام الايراني

العراق ومحور الدفاع عن النظام الايراني
آخر تحديث:

بقلم:مثنى الجادرجي

على الرغم من تصريحات رسمية عراقية من أعلى المستويات أکدت بأن العراق وفي ظل الازمة القائمة بين طهران وواشنطن سينأى بنفسه عن دائرة المحاور، فإن السعي من أجل”زحلقة”العراق بإتجاه مايسمى ب”جبهة المقاومة”المتمثلة في حزب الله بلبنان وحكومتي العراق وسوريا وأنصار الله في اليمن فضلا عن المقاومة الفلسطينية، يجري على قدم وساق في ظل عدم وجود مواقف جدية وحازمة من أجل الحيلولة دون ذلك وإن ماقد أکد عليه المستشار الأعلى للمرشد الإيراني علي خامنئي اللواء يحيى رحيم صفوي، في تصريحات ملفتة للنظر يوم السبت الماضي من إنه وعلى الرغم مما قد أحدثه تنظيم داعش من خراب ودمار في العراق إلا أنه أدى إلى انتشار مدرسة ونهج المقاومة في العراق وعدد من الدول الإسلامية.

صفوي الذي قال في سياق تصريحات تبدو النية فيها واضحة من أجل توريط العراق في سياق العداء مع الولايات المتحدة، هو أمر يرغب معظم الشعب العراقي تحاشيه وهم ذاقوا ضريبة المواجهة الفاشلة مع ذلك البلد ويعلمون جيدا بأن النظام الايراني ليس بأفضل من النظام العراقي السابق لکي يواجه الولايات المتحدة الامريکية خصوصا وإنهم يعرفون أوضاعه المزرية وأين قد وصل الحال بشعبه، ولاريب فإن النظام الايراني بحاجة ماسة لتوريط العراق بشکل خاص وغير العراق في مغامرته المجنونة مع الولايات المتحدة، وإن مايصفه بجبهة المقاومة ليس في حقيقة أمرها سوى محور وجبهة للدفاع عن النظام الايراني.

التهديدات المتنوعة التي أطلقتها واشنطن ضد الحکومة العراقية فيما لو إتخذت موقفا إنحازت فيه الى جانب طهران، لايبدو إن الحکومة العراقية قد أخذتها على محمل الجد، وکل الذي يمکن إستخلاصه حاليا من حصيلة الموقف الحقيقي للحکوة العراقية من الازمة الامريکية ـ الايرانية، هو إن الحکومة العراقية تسعى نظريا من أجل الظهور محايدة إرضاءا لواشنطن في حين إنها تنحاز عمليا الى جانب طهران، إذ لايبدو أن هناك من يجرٶ على إتخاذ أي موقف عملي يظهر الحياد فعلا وإن الموقف”الهزيل”للعراق في مٶتمر القمة في مکة المکرمة، قد أظهر وفضح مزاعم الحياد الذي دأب الساسة العراقيون على إعلانه نظريا لإرضاء الامريکيين.

من الواضح جدا إن النظام الايراني مستعجل جدا في أمره من حيث حسم وضع العراق ودفعه لکي يبدو علنا الى جانبه وينهي لعبة”نظريا على الحياد وعمليا الى جانب طهران”، ولاسيما وإنه يعلم بأن أوضاعه الداخلية صعبة جدا وقد تنفجر بوجهه في أية لحظة وليس بخاف على أحد إن الشعب الايراني الذي هتف خلال إنتفاضة عام 2009 وإنتفاضة 28 کانون الاول 2017، بالسقوط للنظام والموت لخامنئي وقاموا بإحراق وتمزيق صوره وأعلن خامنئي بنفسه بأن منظمة مجاهدي خلق تقف خلف الانتفاضة الاخيرة في إعترف العديد من القادة والمسٶولون الايرانيون بتعاظم دور المنظمة داخل إيران وحذروا من ذلك، في ضوء کل ذلك فإن النظام بحاجة ماسة للعمق العراقي من أجل التغطية على جبهته الداخلية المعادية له قلبا وقالبا، ولاندري الى أين ستقود الاوضاع بالعراق في ظل هذا الدور الايراني المعادي للعراق والشعب العراقي جملة وتفصيلا؟!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *