العراق ووصاية النظام الايراني

العراق ووصاية النظام الايراني
آخر تحديث:

بقلم:مثنى الجادرجي

سٶال بسيط ولکن مهم وعميق جدا في نفس الوقت وهو: هل إن العراق قد إستفاد حقا من النظام الايراني وإن دوره في العراق عامل سلبي أم إيجابي؟ من الواضح إن کل عراقي حر غير واقع تحت ضغط النظام الايراني وميليشياته العميلة، ستکون إجابته سلبية، أما أولئك الذي يعتبرون ولائهم للمرشد الاعلى الايراني فوق کل شئ، فإنهم سيصدعون الرٶوس بذکر مثالب ومناقب وفضائل النظام الايراني بحق العراق وإنه لولا هذا النظام لکان العراق يعاني الان من مآسي ومصائب وکوارث عديدة وکأن الشعب العراقي حاليا غارق في النعيم!

أوضاع العراق لم تکن سيئة أبدا ومنذ عام 1921، کما هي عليها الان، خصوصا وإن هناك کل أسباب الخلاف والانشقاق والتفرقة والتشرذم بين مکونات الشعب العراقي، والذي يلفت النظر کثيرا إن کل مکون أو طرف أو فئة من الشعب العراقي يسعى للعمل من أجل مصالحه الخاصة وليس العامة، وإن الطرف الاکبر المستفاد من هذه الحالة السلبية کان ولايزال النظام الايراني الذي يجد في هذه الحالة ملائمة لبقاء وإستمرار نفوذه وهيمنته التي هي أساس کل المصائب والبلاء في العراق.

النظر في العلاقات القائمة مع النظام الايراني ومن مختلف النواحي، نجد إن العراق الخاسر الاکبر فيها وهو ليس إلا کتابع لهذا النظام، وإن العلاقات السياسية والاقتصادية وحتى الامنية يعلم کل متمعن فيها بأنها في صالح النظام الايراني 100%، ذلك إن السياسة الخارجية والاقتصاد العراقي والامن العراقي، صارت کلها ملفات تحت يد النظام الايراني ويتم توجيهها کما يريد ويرغب هذا النظام، ولعل النظر الى قضية تدخله السافرة في تشکيل الحکومة العراقية التي لم تحسم لحد الان من خلال سعيه لفرض فالح الفياض، المعروف بولائه المطلق لطهران، أکبر دليل إثبات من الواقع على ذلك.

الاصوات المشبوهة التي تتعالى في العراق والمطالبة بإخراج القوات الامريکية من العراق في وقت إن هذه القوات”وهذا ليس دفاعا عنها” لاتلعب دورا بمستوى الدور السلبي المشبوه للنظام الايراني في العراق، من المهم جدا أن تتصدى لها أصوات وطنية عراقية تطالب بإنهاء النفوذ والهيمنة الايرانية المشبوهة وتقليم أظافره وعدم السماح له بالتلاعب بأوضاع العراق وتجييرها لصالحه خصوصا وإن في نية هذا النظام جعل العراق جبهة أمامية له في أية مواجهة مع الولايات المتحدة أو غيرها ولذلك فإن المطلب الوطني الملح في العراق وبشکل خاص في المرحلة الحالية هو الوقوف بوجه دور ونفوذ النظام الايراني وطرده من العراق، ولاسيما وإنه قد صار نظاما مکروها من جانب شعبه والعالم کله وإن کل المٶشرات تدل على إنه يمضي نحو أيامه الاخيرة.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *