هذا المصطلح الجديد ، أجده يتناسب وشكل وحركة وفاعلية الفساد، التي بدات مختفية ، خجولة .. ثم طفحت واستفحلت ، فإذا بها ظاهرة ، خطرة ، تجاهر وتدافع عن نفسها بصلافة وقدرة ، وكأن الفساد موجود بالفطرة ، و مشرعن من الدولة .
اكتب هذا .. وانا اشاهد السجال الحاصل والاعتراف وبشكل سافر وحافل ، بين أساطين الفساد ، ممن لهم باع طويل في العملية السياسية .
وَمِمَّا يثير الدهشة والاستغراب ، ان وسائل الاعلام تعتاش على هذه التناقضات ، وتعرضها امامنا بلطف و دون نقد ، وكانها حالة طبيعية ، والأكثر غرابة ، ان القضاء والادعاء العام لا يتحركان ، وان رئاسة مجلس النواب ، هي الاخرى رأس بلا آذان . .
اما المجلس الأعلى لمكافحة الفساد ، الذي أسسه السيد عبد المهدي ، اخشى عليه ان يتحول الى مجلس اعلى ، في كثرة اجتماعاته ولجانه وتوصياته و قراراته ، وليس في مكافحته وافعاله .
تذكروا ..ان السيد رئيس الوزراء ، وعدنا مهلة ( اسابيع ) للانقضاض على اوكار الفساد ../ لا تنسوا هذا ( الموعد ) رجاء .. قال اسابيع فقط ، يعني اربعة على اكثر تقدير ، قبل ان تصبح شهورا وسنين ، لا تعد ولا تحصى . .
و الشك هنا و في مثل هذه الحالات ، يكون اساس اليقين ، في حكومة صارت مثل العجين .. الكل يريد خبزها وفق مبتغاه ورضاه ، ويسعى ان تكون له عونا في تشغيل وصيانة ماكنة الفساد ، التي لا يريد احدا ان تتوقف ابدا .
انا .. وغيري ، نشك بمصداقية محاربة الفساد ، لانه وببساطه ايضا / ان من يرفع شعار محاربة الفساد اليوم ، هو الآخر تحوم حوله شبهات الفساد ..وهو الذي سيفلسف الفساد ..الى فاسد صغير وكبير ، و فساد مخير ، واخر مسير ، ومؤجل ومستعجل .. الى ان ينتهي به القول ( هل ان الفساد قبل الدولة . . ام الدولة قبل الفساد…) وان حدث مثل هذا النقاش ، وسط شغب وشجار ، وفضيحة واستنكار ، في التحليل والاستكبار ، فستكون القرارات سرية .. ويكون الفساد عندها مطمئنا و آمنا ، ومؤتمنا .. عند المعممين والافندية .
للعلم ، ستكون هناك اجراءات محدودة ، لضرب صغار الفاسدين ، وليس حيتان الفساد الآمنين ، ومثل هذ الاجراءات ، تكون عادة للاستهلاك الاعلامي ، وليس للفعل القانوني .. لان السمكة كما يقول المثل العراقي ( …….) من رأسها الى ذيلها… واذا كنّا نريد فعلا القضاء على الفساد .. فلنبدا من الراس ، لكن و ببساطة متناهية ، سنكون امام معزوفة قديمة جديدة .. / هذا رمز .. وهذا تاج راسك .. عندها لا نتوقع ان الفأس ستقع في الرأس .
لقد أصبحنا واصبح الملك والبلاد .. لأرباب الفساد .
وأسألكم.. وتسالوني.. وهل من حل .. بعد غيض من فيض و ( بركات ) الفساد / فأقول :