الفصل السابع … ما هو الثمن؟
احمد الربيعي
عذرا لكل من دخل على قلبه السرور ولكل فرد استبشر خيرا بخروج العراق من “عقوبات” الفصل السابع، واطلاق الارصدة العراقية وعودة السيادة على الاموال العراقية في البنوك الاجنبية…عذرا للجميع ، لانني لا اريد ان اكن متشائم …أو من الذين يرزحون تحت وطئة “نظرية المؤامرة”، ولا اريد أن أكون ذو نظرة محدودة …لكني اتحدث وفق معطيات واقعية ، وأنا على علم ويقين من كافة المعلومات التي سوف ادرجها “وبأختصار” ، وكما يقال “ليس كل ما يعرف يقال”.وكما اسلفت لا اريد ان اكن متشائم واطلق الاحكام بشكل جزافي او من دافع سياسي، بل اشخص حالات واقعية ، ومن دافع الامانة الملقاة على عاتق كل فرد يكن في قلبه حب واخلاص للارض والوطن والشعب، العراق ليس حكرا على احد، ولا يملكه احد، وكما قيل ومتعارف عند العرفاء، أن العراق هي ارض الله وبالاخص هي ارض الامام المهدي الحاكم العادل، فلا يمكن باي حال من الاحوال التصرف بهذه الارض على وفق الاهواء والامزجه ، على وفق المصالح والمساومات، من اجل البقاء على كرسي زائل لا محالة في يوم من الايام، ونبقى نحن ومحاكمة التاريخ التي سوف تطارد كل فرد “خان” و “باع” ارضه، لانه من باع ارضه فقد باع وتخلى عن شرفه، ولا اعتقد ان اي فرد يرضى ان يكون بلا شرف، لانك مهما تكن والى اي منصب وصلت، فمصيرك الموت والفناء، وتبقى تلاحقك لعنات التاريخ والناس ، لانك لم تحرك ساكنا بالدفاع عن ارضك، ولو بكلمة تعبر بها عن رفضك ، لاننا محاسبون امام الله اولا والتاريخ ثانيا.وبالرجوع الى التاريخ القديم ، ليس البعيد، بل الى ولايات الدولة العثمانية، العراق كان يتالف من ثلاث ولايات( الموصل، بغداد، البصرة)، تمتد ولاية الموصل من سامراء جنوبا الى حدود مدينة ديار بكر شمالا، شرقا تصل الى مهران، وغربا تضم حدود مدينة دير الزور السورية (بالاضافة الى اربيل ،دهوك، سليمانية، صلاح الدين، مهران، نينوى، خرم اباد)، ولاية بغداد فبالاضافة الى بغداد العاصمة ، تضم ولاية بغداد كل من ديالى والانبار والحلة وبابل وقسم من كربلاء والكوت، ولاية البصرة تضم كربلاء والنجف والمثنى والعمارة ومدينة البصرة والمحمرة والاحواز وسيف سعد وزين القوس ومدينة الكويت والظهران والمنطقة الشرقية بالاضافة الى الرصيف البحري الممتد الى مشارف دولة البحرين.بعد انهيار الدولة العثمانية، وتقاسم الغنيمة ، حيث التركي المذبوح تقاسم لحمه الفائزين في الحرب، ولا يمكن تبقى الدولة كما هي، فجاءت سايكس بيكو وتم “نهب” وسرقة ارض العراق ، ولاية الموصل وصل حجمها الى الربع، بغداد الى اقل من 5% من حجمها الاصلي، اما البصرة، فكانت “مصيبتها” اعظم من اختيها “بغداد،الموصل”، حيث قام المحتل البريطاني بتقطيع اوصالها، والسبب معروف وغير مبهم، واحب اضافة نقطة معينة اثبتتها الوقائع التي نعيشها حاليا، أن تحجيم دور “العراق” من خلال نهب ارضه وسرقة امواله وتسليط العملاء على سدة الحكم فيه، هو موروث قديم، فمنذ العصور الاولى للبشرية كان العراق “ارضا،شعبا” يمثل تهديد للقوى الظلامية، فكان لابد من تحطيم قوته وتحجيم دوره و “وتكسير” كل مقوم يؤدي الى الاخذ بدوره الحضاري في الاقليم والعالم، ولست ابالغ اذ اقول ، انهم لا ينظرون الى الحاضر”اي الماسونية العالمية واعداء العراق” ، بل هم على يقين ان مصير العالم سوف يقرر يوما ما من العراق وسوف يكون اليوم الموعود منطلقا من العراق، فكان لا بد من انتهاج ستراتيجية محددة المعالم ولكن تختلف شخوصها ، والهدف من هذه الاستراتيجية “العالمية” هو ابقاء العراق ضمن دائرة السيطرة ولا يمكن السماح له بالقفز الى ابعد ما هو مرسوم له، فبالامس صدام ، واليوم عملاء الغرب الذين قدموا على ظهور الدبابة الامريكية، لانني وبصريح العبارة لا احسن الظن باي فرد مهما يكن ومن اي اتجاه كان هو قادم على ظهر دبابة محتلة للعراق.و لا يحدثني احد حول قدوم “هؤلاء” من صناديق الاقتراع، اقول وبصريح العبارة “ان تزوير الانتخابات هو اوضح من عين الشمس في ظهيرة احد ايام شهر تموز”، التزوير في الصناديق وفي المفوضية، والجميع يعلم بهذا الامر و “مغلس”.
اقولن اليوم وبعد إقرار مجلس الأمن موافقته على خروج العراق من عقوبات الفصل السابع، هل تعلمون ما هو الثمن، أقول وبشكل مختصر…
1) معبر صفوان الحدودي ادخل ضمن الأراضي الكويتية.
2) حقول الرميلية الشمالية والجنوبية أصبحت تابعة للكويت.
3) مدينة ام قصر وميناء ام قصر انتهكت وأصبحت كويتية.
وإذا أراد إي فرد التأكد فعليه ان يذهب إلى البصرة وليرى بام عينيه، كما رايتها الإعلام الكويتية ترفر على أرضنا….
4) استثمار أراضي خور الزبير الى شركة إسرائيلية والمساحة 11 هكتار ، ولفترة 20 سنة.
5) إيقاف وإلغاء مشروع ميناء الفاو الكبير.
6) إبعاد الدعامات الحدودية الى داخل محافظة المثنى ، و اعطاء اكثر من 15 كيلو متر من الاراضي العراقية الى السعودية، مع التاكيد ان هذه الأراضي هي أبار غير مكتشفة ومحظور الدخول إليها كون أبخرة البترول والغازات تخطي المنطقة .
7) تزويد إسرائيل بـ300الف برميل نفط خام يوميا وبدون مقابل، هذه ، وكما قال وزير الاقتصاد الإسرائيلي عندما افتتح محطة كهرباء النقب ، “ندين بالفضل إلى النفط العراقي كونه من أفضل أنواع البترول في العالم لتشغيل هذه المحطة”.
لا أريد الإطالة …وكما قلت …ليس كل ما يعرف يقال، وهذا قطرة من بحر…والمعلومات سوف تنشر لاحقا
والبقية في المقال القادم …إذا بقيت في الحياة