الفلوجة تقهر الارهاب و الطائفية!!

الفلوجة تقهر الارهاب و الطائفية!!
آخر تحديث:

 

  شاكر الجبوري  

لا يمكن النظر الى المعارك الوطنية و المصيرية في الفلوجة الا من زاوية الانتصار للوطن و آهله، حيث تناخى العراقيون على مختلف مشاربهم لقول كلمة الفصل في التاريخ الانساني قبل السياسي، ضمن مبدأ لا يعلى عليه وهو أن أرض العراق أمانة باعناق ابنائه المعروفين بثلاثية رفض التشدد و الانقسام و اثارة النعرات، ما سيؤسس لمرحلة جديدة من التعايش السلمي على انقاض الطائفية و ارهاب داعش و أخواته من المهووسين بايذاء العراق أرضا و شعبا.

سيكتب التاريخ عكس ما توهم به مزايدون بكل الاتجاهات، فاختلاط دماء العراقيين الطاهرة على أرض الفلوجة سيكشف عن فصيلة دم جديدة خاصة تحت مسمى ” أي عراق” ، التي يتقاسمها ابن الفلوجة مع شقيقه في المصير من آهله في الناصرية و كربلاء و صلاح الدين و ديالى و غيرهم من القابضين على الجمر لبقاء العراق بابا عاليا في التسامح و الكبرياء والرجولة و الكرم، و للمحافظة على الفلوجة بيتنا عراقيا لا بؤر فتن و أحقاد مثلما توهم داعش وخناجرغدره بمختلف الحناجر.

ستكون عملية تحرير الفوجة البوابة الرئيسية في القضاء على داعش و اذنابه الصغيرة و الجانبية، حيث سيقول العراقي كلمته النابعة من القلب و الضمير، بعيدا عن المعلن من مواقف سياسية أو طائفية، فعند مواجهة المصير لا يتصرف المواطن الا بقناعاته، و لأنه جرب المواجهة مع داعش بساحات مختلفة، فانه سيلقنه درسا بليغا في القضاء على حلم التخندق وراء مشاريع الفتنة لمسك الأرض، بالاستفادة من أبواق داعية مختلفة في الولاءات لكنها متفقة على ايذاء أخوة العراقيين، التي لم تكن يوما معول هدم للوطن عبر التاريخ.

لن يكون تحرير الفلوجة مشروعا دمويا مثلما يحلو للبعض تسويقه، ولن تكون هناك عمليات انتقام طائفي بالطريقة التي يتهم مزايدون فيها فصائل الحشد الشعبي، وكأن أبنائه لم يشربوا عذب دجلة و لم يغتسلوا بماء الفرات، أوكان بيوت اهلنا ليست عراقا مصغرا لا يقبل القسمة على غير الوفاء للمواطنة الحقيقية لا الشعارات مدفوعة الثمن، سنبقى عراقيون ما يفرقنا أقل من 1 بالمئة مما يوحد صفوفنا، شيعة العراق عنوان كبير في المواطنة الحقيقية و سنة الوطن ركيزة مهمة في التسامح و الولاء لآهل بيت رسول الله ” ع” الذين يرسلون دعاء الرحمة من ثرى العراق الذي يتشرف بهم عنوانا شامخا للعدل و التسامح و الخوف على العراق.

لم يسال المزايدون لماذا أختص العزيز القدير ثرى العراق ليكون بيتا كبيرا لهذه النخبة المتميزة بالشجاعة و الولاء لقيم بيت رسول الله” ص” و كأن شريحة المهووسين بالتفرقة لكل زمان و مكان يغمضون العين عن حقيقة رضا القدير عن آخوة العراقيين و تفاخره بصدق انتمائهم لقيم الأرض و السماء، فهم لم يختلفوا على وحدة القدير و لم يتنابزوا بألقاب الفتنة و الضغائن لأنهم يتباهون بتاريخ هو الأعمق بالانتماء الانساني و الحضاري لذلك لا خوف على أخوتنا فالعكس هو الصحيح فكلما أشتدت عواتي الزمن تعززت أركان البيت العراقي.

سينتصر العراقيون في الفلوجة بالقضاء على داعش و مشاريع الفتنة و التقسيم و تعدد الولاءات،فعندما يجد المواطنون أنفسهم في ساحة الشرف الكبرى صفا مرصوصا بحكمة رب العزة و الجلاله، فانهم سيرفعون البيت عاليا بقواعد و ركائز جديده أسمها العراق الكبير، عندها فقط سيعض الخائبون أصابع الندم بعد فوات الآوان.. فلا طائفية في الفلوجة ولا انتقام شخصي أو حزبي بل نخوة وطنية يخضبها دم الحسين الطاهر ” ع” السلام عندها فقط ستلتصق الالسن بالحناجر ليعلو فقط صوت العراق!!

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *