بغداد/شبكة اخبار العراق- تؤدي الفنانة هزار بسام، تفاصيل حياتها اليومية، عزفا على آلة الجوزة، كما لو كانت اطراف المشي والاكل في حياتها؛ منطبعة السلوك، بأصالة الأنغام التي تطلقها.. نابعة من عمق بغداد وطيبة أهلها.. كرماء اليد واللسان. عشقت هزار «الجوزة» منذ بواكير عمرها، وهي لم تزل صغيرة.. تدرسها أكاديميا، في معهد الدراسات الموسيقية، التابع لدائرة الفنون الموسيقية، في وزارة الثقافة. سبرت أغوار «الجوزة» مستقصية الإمكانات النغمية الكامنة في تكويرتها الخشبية الصغيرة، تتصل بعصا تكاد لا تثبت على الفخذ، وهي تحمل اربعة اوتار، مكنت هزار من مداعبة ذوق الدنيا كلها، متنقلة بين المقامات الاصلية والمتفرعة عنها، بل تنافس العازفين الغربيين، في إجادة عزف موسيقاهم، نافذة الى «عقر نوطاتهم!» وتلك ميزة تفردت بها هزار، وسط عازفي الالات الشرقية في العالم كله. تحدثنا معها عن تأطير العازف بأربعة أوتار في الجوزة، فردت: بأن «كلا.. الآلة ليست هي المصدر المطلق في العزف، إنما السر يكمن في العزف نفسه؛ فحركة على الصعيد الفيزيائي لا تتجاوز مليما واحدا، تصدر ربع «كروش – وحدة زمنية نغمية» من شأنها الانعطاف بذائقة المتلقي من نطاق عاطفي الى آخر، بتفاوت حاد» موضحة: «ما يريده العازف تستجيب له الآلة، ومتى وجدت إتساعات موسيقية خارج السلم المألوف، فلا ضير من إضافة وتر خامس او سادس للجوزة وسواها من آلات؛ لذا فهي كافية الآن للسلم الموسيقي الجامع والمانع، الذي لم يتخطه أحد.. من زرياب للآن». أشارت هزار الى ان المعزوفات التي تقدمها على «الجوزة» تكفي لشد الجمهور نحو بهاء فننا المقامي والريفي اللذين تعمل عليهما، ضمن فرقة «عشتار» من جهة وبتواصل شخصي مع محاولاتها المستمرة، في بلوغ الافضل والاجمل. لا تتأثر حياة هزار بتفرغها للموسيقى، وهي زوجة وأم لطفلين، إنما تنظم وقتها من دون خلل في عطائها الابداعي، ولا تلكؤ في حياتها الاسرية، كما قالت لـ «الصباح»إنها تشي بأسرار المحبة العائلية التي يغدقها زوجها عليها وبناتها وموسيقاها بتفهم ابوي عالٍ. بينت ان «شخصية المرأة ـ ربة البيت ـ لا تنقطع عن فنها النبيل، مثلما الفنانة لا تدخر وسعا في الحفاظ علي صحة اولادها وتربيتهم، ورفاه زوجها وسعادة أسرتها من الوجوه كافة، وحين يتطلب الامرــ لا سمح الله ــ المفاضلة في الاختيار، فإن البيت والعائلة والزوج والاولاد، أهم ومن أجلهم مستعدة للتضحية بكل شيء}. بشأن جديدها قالت: «أتواصل مع التمارين المستمرة لفرقة «عشتار» منتظمة الى جانب زميلتي رويدة حنا وشقيقي هلال، بقيادة هلا بسام. تأمل هزار بتخطي عتبة المحلية، مع الفرقة، متجهة نحو العالمية، التي تريد النفاذ اليها من خلال موسيقانا والحاننا الشرقية، التي تطرب الذوق الغربي لسحر غنائنا العراقي، من خلال صوتيهما.. هي وشقيقتها هلا وزميلتهما رويدة، الذين يحافظون على الجذر العراقي للألحان، وهم يعيدون توزيعها على الآلات الموسيقية وأدائها بأصواتهم، على طرق متجددة ذات نسج عالمي التنغيم. الفنانة هزار فضلا عن دبلوم الموسيقى من معهد الدراسات، تحمل بكلوريوس من كلية الفنون الجميلة، في جامعة بغداد، وتعمل أستاذة في مدرسة الموسيقى والباليه والمعهد، التابعين لدائرة الفنون الموسيقية.
