الفنان عبد الحميد:مسرحية “غربة”جسدت آلام الشعب العراقي والمظالم التي تعرض لها

الفنان عبد الحميد:مسرحية “غربة”جسدت آلام الشعب العراقي والمظالم التي تعرض لها
آخر تحديث:

بغداد/شبكة أخبار العراق- من بطولة الفنان العراقي سامي عبد الحميد، قدمت فرقة المسرح العراقي الحديث، مونودراما “غربة” وعلى مسرح الدسمة، في رابع يوم من عروض مهرجان الكويت الثاني للموندراما.وبحسب تقرير في صحيفة “الراي” الكويتية فأن احداث مونودراما “غربة”، دارت بسؤال، “أيهما أقسى على الإنسان غربة الموت، أم الغربة في وطنه وسط الأحياء؟!”.وكان هذا هو السؤال، المحور الذي حرك مونودراما “غربة”، التي قدمتها فرقة المسرح الحديث، وهي من تأليف جمال الشاطي وإخراج الدكتور كريم خنجر، وتمثيل الفنان سامي عبد الحميد، موسيقى سليم سالم وديكور سهيل البياتي.جسّد “غربة” آلام الشعب العراقي والمظالم التي تعرض لها، حيث مثّلت كل لوحة من لوحات المونودراما، صفحة من صفحات آلام العراقيين وصورة من صور معاناتهم.وتناول العرض مأساة إنسانية بمعنى الكلمة في بلد يحكمه نظام قمعي، ويتعرض فيه أحد المثقفين فيه للاعتقال والتعذيب، وتطلب منه السلطة أن يعترف عن أعماله المخلة بالنظام، وعن أشخاص يعمل معهم، فيبقى حائراً بين أن يعترف أو لا يعترف، وهو يدرك أن النتيجة واحدة، سواء اعترف أم لم يعترف، فإنه في الحالة الأولى لن يستطيع مواجهة الناس، وفي الثانية سوف يتعرض للقتل، فيردد أن “الموت غربة داخل الوطن، والغربة موت خارج الوطن”.وهكذا يجد بطل العرض نفسه أمام طريقين لا ثالث لهما، الأول الذهاب إلى المقبرة حيث المجهول، والثاني الذهاب إلى بلاد الغربة حيث هناك مجهول آخر، وهكذا يدخل في صراع نفسي، يكتشف فيه أن أحداثاً وأماكن وأناساً مرّ بهم طيلة رحلته، لدرجة أن المسرحية تنتهي ويرفض البطل أن يعترف، ويفضل غربة الموت على الغربة بين البشر.وقدمت مونودراما “غربة” سخرية لاذعة، من معاملة الدول العربية للمهاجر العربي بطريقة غير لائقة، كما سخرت من النظام العربي وطريقة تعامله مع مشاكله السياسية، فالقمم العربية لا تقدم ولا تؤخر، ولا أغاني فيروز أعادت القدس المغتصبة للعرب.وكان الفنان سامي عبد الحميد رشيقاً للغاية، بالرغم من حركته البطيئة وكبر عمره، ففي كل كلمة وحركة كان يقدم نموذجاً، وشحنة كبيرة مفعمة بالمعاني والدلالات، ونجح طيلة العرض في استثارة فضول المتفرج ورغبته في الاكتشاف، بالرغم مما يحمله النص من مونودراما حزينة ومكثفة.أما الموسيقى فكانت رائعة، وتتماشى مع أحداث المسرحية، وكذلك الديكور كان جميلاً بالرغم من بساطته، والإضاءة خدمت العرض المسرحي. الندوة التطبيقية،بعد العرض المسرحي مباشرة، أقيمت في قاعة الندوات ندوة تطبيقية لمسرحية “غربة”، أدارها الزميل عبدالمحسن الشمري، وشارك فيها من فريق العرض الفنان الدكتور سامي عبدالحميد، والمخرج الدكتور كريم خنجر. استهل الندوة الشمري قائلاً: “نحن اليوم نحتفي بهامة من هامات الفن العربي، ولي الشرف أن أقدمه، كونه أستاذي ومعلمي الذي تعلمت منه الكثير”، مشيراً إلى أن “الفنان سامي عبدالحميد دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كأكبر ممثل عالمي يؤدي فن المونودراما، ومنوهاً إلى أنه من خلال عرض “غربة”، جدد تألقه في عمل مميز ورائع، مشيداً بتاريخه الطويل على مختلف الأصعدة الفنية”. وتحدث الكاتب القدير عبدالعزيز السريع فقال: “لم أتفاجأ بما رأيته، ولكنني أشعر بالفرح عندما أرى الفنان سامي عبدالحميد على خشبة المسرح، فأنا أعرفه منذ العام 1966، وتابعت مسيرته، ولا أستطيع أن أصف عمله الذي قدمه، سوى أنه قصيدة مليئة بالإنسانية، يتضمن مواقف مدهشة وقدرة كبيرة على التواصل ونقل الأحاسيس في جميع الحالات، من معلم وفنان يجسد صورة مشرقة للمسرح العراقي الذي عاد من جديد”.وفي مداخلته قال الدكتور عبدالحق الزروالي: “لقد أخرجني سامي عبدالحميد من سكوني، لأنه بهذا الجهد قام برد الاعتبار إلى نشوة المسرح، ولأن المونودراما فن رفيع، فقد قلت سابقاً (اعطوا المسرح لمن يستحقه)، وسامي عبدالحميد هو من يستحق المسرح الذي وهب حياته له”.أما الناقد حسام عبدالهادي، فتمنّى أن “يكون طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية متواجدين، للاطلاع على تجارب العمالقة وأصحاب الخبرة، مثمناً مساهمة المخرج بقوة في العرض، وبراعته في استخدم أدواته، خصوصاً العصا، التي وجد لها أكثر من استخدام”.بدوره، أكد الفنان عبدالعزيز الحداد أنه “يشعر بالرعب، عندما يرى فناناً بحجم سامي عبدالحميد على خشبة المسرح، معلناً أنه سيتعلم من جديد، وأن العمل أكبر من أن يتحدث أحد عنه”.ووصفت الفنانة القديرة سميحة أيوب “العرض بأنه عظيم، مؤكدة أنها للمرة الأولى التي ترى فيها زميلها سامي عبدالحميد مؤدياً لـ “المونودراما”، حيث تعاونت معه سابقاً في التلفزيون، وأعاد إليها الأمل في المسرح، حيث كان يعزف خلال العرض ببراعة على أوتار المشاعر والأحاسيس”.وجاء دور الفنان سامي عبدالحميد، ليتوجه بالشكر إلى كل من امتدحه في الندوة، وقال: “عندما أصعد خشبة المسرح، أشعر بأني شخص آخر، وأتذكر أنني خلال السنوات الماضية أديت دور المتنبي، وعشت أجواءه، والملك لير، وأود أن أعلن من خلال وجودنا هنا، أننا سوف نسعى إلى إنجاز (غربة 2) للكاتب حسن السوداني، وأتمني أن تكون هناك فرصة لرؤيتها”.بدوره، توجه المخرج كريم خنجر بالشكر إلى الجميع على ملاحظاتهم، مؤكداً أنه يتشرف بأن يكون تلميذ سامي عبدالحميد، حيث لم يعمل مع غيره، ومشيراً إلى أن نص المسرحية تم العمل عليه لثلاث سنوات، وما زال يتذكر أنه عندما قدم النص إلى الفنان سامي عبدالحميد قرأه وبكى، وتمنى أن يمتع المسرح العربي والعراق بفنه.

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *