الفنان هاشم تايه:وزارة الثقافة غير مهتمة بالفن التشكيلي
آخر تحديث:
بغداد/ شبكة أخبار العراق- الفنان هاشم تايه الذي عُرف عنه بأنه يعنى بالمواد البسيطة يقدّم من خلالها أعماله الفنية، مثل علب الماء الفارغة، والكارتون، والفلين، فضلاً عن الحبال التي يعثر عليها في الطرقات، حاول في معرضه هذا أن يقدّم اسكيتشات لمشاريع ربما ستنفذ مستقبلاً، مؤكداً في حديث خاص لصحيفتنا أنه يسعى من خلال هذه اللوحات إلى أن تكون بدايات لمشاريع كبيرة بعد أن يرى ردود فعل المتلقي حولها. تايه أكد أنه سعى لتقديم معرضه الجديد في الوقت الراهن نتيجة لما يعانيه الفن التشكيلي في البصرة، وعدم وجود قاعات للعرض، ولا اهتمام من قبل الحكومة ولا وزارة الثقافة بالفن التشكيلي، فضلاً عن إهمال الفنانين وجعلهم غير مؤثرين في البنية الثقافية العراقية. مبيناً أن معارض كهذه يمكن أن تنشّط الحركة التشكيلية، وهو مصر على عرض لوحاته في جمعية التشكيليين في المدينة من أجل لفت النظر إلى هذه المؤسسة التي قدّمت ويمكنها أن تقدّم الكثير. وفي معرض جوابه عن تساؤلنا حول اهتمامه بالمهمل وما يعثر عليه في أي مكان من مواد، في الشارع أو في البيت أو في الساحات المهجورة، قال تايه إنه لا يبحث عن الجمال بأي شكل كان، فالجمال يمكن أن يوجد في نصبٍ عالٍ كما يوجد في علبة ماءٍ مرمية على قارعة الطريق، لا حدود لهذا الجمال ما دام أننا نستطيع أن نعيد إنتاجه وتأطيره في سياقات جديدة غير التي وجد فيها، “كل لوحات معرضي هذا نفذتها على الورق باستخدام خامات مواد رسم متواضعة وبسيطة وهي أقلام أحبار جافة وأقلام خشب ملونة، فأنا أراهن جداً على إنتاج أعمال فنية بقيم إبداعية جمالية باستخدام خامات وأدوات عمل بسيطة/ وأمامكم صور مطمورة في الذاكرة أو محتجبة أو متخفية في اللاوعي وقد تسلق إليها الرسم بشكل خاص وأعاد خلقها بشكل جميل جديد وقسم منها ردات فعل فنية أو جمالية غير مباشرة على ما وقع حولنا من مشاهد عاصفة وقسم منها محدود بتمثيل رمزي لرغبات سرية أو لهواجس او مخاوف معينة… وفي كل منها يوجد موضوع، لكنه غير محدد وهو خاضع لجماليات الرسم وكل تفصيل من تفاصيل الموضوع يتكيف أو يخضع لاعتبارات جمالية وليس للموضوع نفسه وهي مقاصدي الجمالية في التعبير”. تايه شارك قبل سنتين في بينالي فينيسا، بالاشتراك مع الفنان ياسين وامي، وكانت كل أعماله التي شارك فيها عبارة عن بنيات فنية مشكلّة من الكارتون، موضحاً أن تلك المشاركة جعلت من الفنانين العالميين والمهتمين بالفن يشاهدون تجارب جديدة على طرائق الفن المعروفة، غير أن السؤال الذي غالباً ما يراود زوار معارض تايه، هو: ما الذي يجعله يبحث عن مواد سريعة التلف ليقدم بها أعماله؟ وكيف يمكن أن تقف أعماله بوجه الزمن. تايه يرى أن العمل الفني من الممكن أن يبقى لقرون طويلة، كما أن هناك أعمالاً يكمن جمالها في لحظة عرضها فحسب، الجمال يبقى عابراً في كل زمان، فما كان جميلاً في السابق ربما لا أحد يراه بالنظرة نفسها الآن، والعكس أيضاً صحيح.. “إننا نعيش لحظات الجمال، ولا نعبأ ما يمكن أن يخلّفه فيما بعد، فالذي يبقى هو ما يردده المتلقي، وليس ما يفرضه الفنان”. تميزت أعمال تايه في معرضه هذا بأمرين واضحي المعالم: الغرائبية والتوحّش، فقد كانت الأعمال المعروضة تنحى نحو التغريب والعجائبية والعبث، وفي الوقت نفسه نلحظ التوحّش الذي حاول تايه تقديمه من خلال تمزّق الإنسان وتحايله على الحياة وعلى الطبيعة. ربما تتقارب أفكار معرض تايه هذا مع أعمال أخرى عراقياً، مثل أعمال الفنان صدام الجميلي والفنان كريم رسن والفنان سنان حسين، وفي كلام تايه عن هذا التقارب شيء من الواقعية التي نعيشها، فهو يرى أن ما نعيشه يفوق الخيال، ولا يمكننا أن نشعر بكل هذا التمزق والعبث والموت المجاني والتفكك الاجتماعي من دون أن يكون هناك تأثير على الفنان، وهو ما يلاحظ على أعمال هذا المعرض، أما التشابه مع فنانين آخرين، فلأن الجميع يمرّون بالظروف نفسها، ويمكن أن يكون الإحساس بالأشياء متقاربا، إلا أن لكل فنان طريقته وأسلوبه الذي يتميز به.