اللجان الفنية في اتحاد الكرة بحاجة إلى خبرات أجنبية

اللجان الفنية في اتحاد الكرة بحاجة إلى خبرات أجنبية
آخر تحديث:

بغداد: شبكة اخبار العراق- مرة أُخْرى، يتم الحديث عن اللجان الفنية العاملة في اتحاد الكرة التي ما زالت منهجيتها تحاكي العقود السابقة من حيث الأداء والآليات المتبعة والتخطيط والغرض من اجتماعاتها الدورية، اذا ما تمت مقارنتها باللجان التطويرية في الاتحادات الخليجية التي أحدثت قفزات شاسعة لاسيما في العقد الأخير بسبب اعتمادها المناهج الحديثة المستقاة من تجارب أكاديمية وبرامج متطورة تدخل في صميم التخطيط والرؤى المستقبلية التي سيتم التطرق لها لاحقاً. رغبة التدريب لا التخطيط إن معظم اللجان الفنية التي تم تشكيلها ما بعد حقبة التغيير في العام( 2003) وحتى يومنا هذا لم تقدم أي شيء ملموس يضاهي ما هو معمول في الاتحادات القارية والعالمية، رغم انها تعج بعشرات الأسماء الأكاديمية التدريبية من أصحاب الشهادات العليا والمدربين الأكفاء، بسبب ان طموحاتهم كانت تنصب فقط على تدريب أحد المنتخبات الوطنية وباعتراف اكثر من عضو، عادين مراكزهم في تلك اللجان لا تتقاطع ابداً مع رغبتهم وطبيعة عملهم قبل تسنمهم هذه المناصب الحيوية وبالتالي فأن هذه الرغبة اكلت كثيراً من جرف التخطيط والتفكير بالمستقبل وتطوير واقع اللعبة. طرق بدائية ورؤية قاصرة إن قراءة الملفات الذاتية المتعلقة بالمدربين الاجانب الذين يرومون التعاقد معهم من قبل تلك اللجان تتم بطريقة بدائية تعتمد على تجميع المعلومات فقط عن طريق محرك البحث ( الانترنت) او من خلال موقع «ويكيبيديا»، وكان لنا في السابق اكثر من تحقيق محوره الرئيس هذه النقطة الجوهرية وهو بخلاف  اللجان الفنية في العالم ، والانكى من هذا وذاك ان جل اعضاء  اللجنة غير مشاركين في المواقع  الالكترونية العالمية الرصينة التي تعنى بتحديث المعلومات التدريبية وتسهم بتزود المنتمي لها بمعلومات ثمينة ونبذ أكاديمية عن أي مدرب في العالم من حيث أسلوبه وطريقة لعبه وستراتيجيته وبصمة الأداء التي يحاول صنعها مع المنتخبات او الفرق السابقة التي أشرف عليها، وبالتالي فأن رؤية لجاننا الفنية قاصرة ولم يبذل اي جهد لتطوير واقع اللعبة والتعامل. تجربة وينكل في السعودية لعل أفضل مثال يوضح أهمية وفعالية اللجان الفنية هو استعانة الاتحاد السعودي لكرة القدم بالمدرب والمخطط الاكاديمي الشاب البلجيكي جان فان وينكل بفضل نصيحة ثمينة من قبل يورغ نيفير رئيس اللجنة الفنية والتعليم بالاتحاد الدولي لكرة القدم  الذي أشاد بكفاءة المدرب الشاب وما يحمله من رؤية واسعة بشأن المشاريع التطويرية التي قدمها خلال ورش العمل التي أقامها الفيفا في السنوات الماضية، علما انه عمل مدربا مساعداً مع المدير السابق لنادي الهلال السعودي الهولندي ادي موس في العامين (2003/2004)، وعاد ثانية إلى الخليج في العام 2012 ليتولى منصب إدارة البرامج  في نادي الاهلي السعودي، وقد اشتهر وينكل الذي كان مساعداً للمدرب العالمي مارسيلو بيلسا في كرة مرسيليا في الموسم الماضي، بعلاقاته المتعددة بالمدراء الفنيين في دول الخليج بحكم المحاضرات و ورش العمل ومشاريعه المشتركة الخاصة لتطوير المدربين السعوديين واستقطب العديد من الكفاءات لإلقاء المحاضرات وإعداد البرامج التي تهدف لرفع واقع اللعبة على غرار مدير نادي العين الإماراتي الاسكتلندي الدكتور كينيث مكميلان ومدير تعليم المدربين في الاتحاد البلجيكي لكرة القدم فان دير هايغن المخطط الرياضي في نادي الكمار الهولندي، أرني كاسبرز، و المدرب المساعد في النادي الأهلي السعودي لورن هاجست وزميله لاعب منتخب بلجيكا الدولي السابق ومدير الرياضية الحالي في نادي هاسلت البلجيكي، شتين شتينين. تحسين التصنيف العالمي ركزّ وينكل في مهماته المتنوعة على اختيار الجهاز الفني بقيادة الهولندي فان مارفيك ومساعديه كابتن منتخب هولندا في العام 2010 مارك فان بومل الذي حصل على شهادة التدريب الاوروبي (بروفشينال) أخيراً، والمدرب والمحلل أدري كوستر مدرب نادي اياكس السابق وقد وضع لهم منهاجاً طويل الأمد يهدف أولا إلى الارتقاء بتصنيف المنتخب الاخضر عن طريق جمع النقاط من المنتخبات العالمية التي يلاقيها ضمن( يوم الفيفا) وخلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018، بالفعل تحقق له ما أراد، إذ قفز المنتخب السعودي 30 مركزا اي من المرتبة 90 الى 60 على المستوى العالمي. تقويم مؤهلات المدربين الشق الآخر الذي اجتهد فيه كثيراً، النهوض بواقع المدرب المحلي عبر زجه بأكبر عدد من المدربين الشباب والأكاديميين في برامج تخطيطية وإعدادية تسهم بترقية اساليب اختيار المواهب واعتماد رابطة خاصة بهم تعنى بعرض مجموعة الأفكار والخطط وأنظمة اللعب الحديثة بواسطة المحاضرات النظرية والعملية وتقييم النتائج وأساليب التدريب، كذلك طالب بعمل يوم خاص يسمى بيوم(المدرب الوطني) يتم فيه تكريم المدربين المميزين واستعراض نتائجهم ، علاوة على إنشاء لجنة متخصصة بتقييم ودراسة المؤهلات الاكاديمية التي يحملها المدربون الاجانب من الجنسيات العربية والأوروبية والتعاقد مع المميزين فقط علاوة على تزويد الاندية السعودية بآراء فنية عن مستوى الاطقم التدريبية وكفاءة اللاعبين المحترفين بشكل دائم. مطبوع دوري متخصص بيد أن أهم ما ميز عمله الحالي هو اصدار مطبوع خاص نظراً لاتساع عدد المدربين السعوديين الحاصلين على شهادات التدريبية الآسيوية (A,B,C) وأخيراً الـ (Pro.)، حيث قام وينكل باصدار صحيفة رياضية دورية تعنى بالمقالات الاكاديمية والمعلومات الحديثة عن علم التدريب وستراتيجيات اللعب وفسلجة الجهد البدني بالتعاون مع احدى الاكاديميات الكروية في امستردام اشرف هو شخصياً على تحريرها واختيار المواضيع التي يحتاجها المدرب السعودي باللغتين العربية والانكليزية يتم توزيعها فقط بين المدربين المعتمدين في اتحاد بلاده . هيكلة جديدة إن مشكلة الاتحاد الحالي وما يمر به من أزمات متواصلة لا تكمن في القرارات المرتجلة لحظة اختيار المدربين للمنتخبات أو السرعة بقرار تسريحهم، و تقاعس ادوار لجنتي المنتخبات والفنية. انما تكمن في غياب التخطيط المبرمج الذي لا يقع على عاتق اعضاء الاتحاد، بل يدخل ضمن صلاحيات اللجان التي يجب ان تتعدد بأدوارها، مع ملاحظة بسيطة إن تجديد هذه اللجنة لا يعني إطلاقاً حصرها بالخبراء، بل جعلها مفتوحة لكل كفاءة رياضية شابة تسلحت بسلاح العلم والمعرفة وبإمكانها المساهمة في رفع الواقع الكروي من مكان اقامتها، علما ان الاتحادات الأوروبية لا تزال تعتمد هذه الآلية. لجان فنية أجنبية وازاء ما تقدم نطالب اتحاد اللعبة بإعادة النظر في تقييمها للجان وتشكيلها من جديد وبروح أخرى على غرار ما فعلته اتحادات قطر والإمارات والبحرين وأخيراً السعودية بعدما أدركوا أن الخلل ليس في المدرب الأشقر الأجنبي وخبرته الكبيرة أم بالأسمر المحلي، إنما بالتأسيس المنهجي الذي يتلاءم مع ظروف البلد، لذا بات تواجد الخبراء الفنيين (الأجانب)، ضرورة ملحة في العراق لرسم سياسة واضحة لمستقبل الكرة وإلزام جميع الأندية المحلية بتنفيذ وتطبيق رؤى تلك اللجان التي ستسهم في تحقيق الطفرة أو النهضة وهذا ما نحتاجه حالياً لأن التخطيط الصحيح أهم من الشروع بالتدريب في ظل غياب اي اجندة عمل واضحة.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *