المالكي منتصر لا محالة … بقلم أحمد عبد الحسين

المالكي منتصر لا محالة … بقلم أحمد عبد الحسين
آخر تحديث:

أصبح الجميع تقريباً مع المالكي حين وجّه الجيشَ إلى الوديان التي يتحصن بها مقاتلو القاعدة وداعش، مع ان الفعل متأخر، ومع اني، وأنا مجرد كاتب ومتابع، أعرف أماكن تواجد القاعدة، وقد بين لي برلماني يوماً قبل شهور مواقعهم على الخارطة، مع ذلك التمس كثيرون العذر لتأخر المالكي، لأن “كل تأخيرة بيها خيرة” ولأن الرجل كان بانتظار طائرات روسيا التي أتت مؤخراً.

لكن المالكي لم يصدّق ان الجميع أصبح يسانده، أسكره ذلك الأمر، شرب من خمر السطوة حتى تعتعه السكر، فقرر أن يتخلص من أحد خصومه، وهو يعرف انه لن يخسر شيئاً، فإذا مرّ الأمر بسلام صار بطلاً وغنى له الشبوط وقناته أغاني النصر أغاني تذكر بأغاني صدام، وإذا جوبه بردة فعل عنيفة من قبل الأهالي، وهو ما حصل فعلاً، فسيضمن عودة الرافعة الطائفية التي ستحمله مجدداً إلى ولاية ثالثة، وإذا تفاقم الوضع أكثر سيخوله ذلك إلغاء الانتخابات والبقاء رئيس حكومة.

حسبها المالكي وهو يفرغ آخر قطرة خمر في جوفه انه لن يخسر شيئاً. ما تبثه قناة الرافدين من أغاني معارك صدام في صالحه، ما تبثه العراقية من أغانٍ تتغزل بشواربه في صالحه، طبول الحرب تقرع لولاية ثالثة، عودة الملثمين الذباحين للأنبار خبر مفرح له، حريق يلتهم بضعة آلاف، شيء هيّن أمام هدف ملحميّ واحد: ولاية ثالثة.
كانت أمام المالكي فرصة لكسب المنطقة الغربية كلها ، لكنه لا يريد، لأنه يعرف انهم ليسوا ناخبيه حتى لو رأوا يوماً فيه حاكماً عادلاً، وهو ليس بعادل ولا عاقل، عيونه على الشيعة، على سواد الشيعة، يخوفهم بالقاعدة والارهابيين، يضرب هؤلاء الإرهابيين دون أن يكمل مهمته، فيصبح بطلاً من جهة في نظرهم، ويبقيهم في خوفهم من جهة أخرى.

كان يقال لبعض الكتاب الأحرار ان لديكم مشكلة شخصية مع المالكي، في الأيام المنصرمة تضامن هؤلاء الكتاب مع المالكي حين ضرب داعش، فأثبتوا أنهم وطنيون أكثر منه ومن عبيده ومطوبيه مختاراً للعصر.

اليوم، أظن أن كلّ من لديه حرص على العراق يجب أن تكون له مشكلة شخصية مع مجنون السلطة هذا، مع هذا السكران الذي يجب أن يصحّيه أحد ما بأسرع وقت.

في الأنبار طائفيون يقطرون سماً وهم تلقفوا هبة المالكي هدية ربانية واستثمروها، هؤلاء أغبياء لأنهم يستخدمون الطائفية ذريعة للقتل فهم مجرمون، أما سكران الحكم المالكي فليس طائفياً ويحتقر الطائفيين لكنه يستخدمهم أداة لهدفه الأسمى: البقاء رئيس وزراء بأي ثمن.

مهما كان المشهد الذي ستنجلي عنه الغبرة فانّ في نهايته انتصار المالكي، لأن المالكي كصدام تماماً لا يخسر إلا حين يموت.

لكن هذه “الحرب” ليست أسوأ سيناريو ممكن، أسوأ منه أن يفوز المالكي بولاية ثالثة، ويستمر في تخيّر الأزمات وأماكن ومواقيت تفجيرها وفتح ملفات وإخفاء أخرى في صراع يعانيه الرجل مع نفسه أمام المرآة، لنصطلي نحن بها.

لا أعرف لمن أوجه هذا النداء، للساسة، لقادة الجيش، للبرلمانيين، لمستشاري المالكي: احجروا على هذا الرجل قبل فوات الأوان.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *