المراهنة الخاسرة … بقلم سلام الشماع

آخر تحديث:
إذا كان نوري جواد العلي يراهن على الوقت في مواجهة شعب العراق فهو واهم وعليه أن يراجع المستشفى الإيراني ويذهب مباشرة إلى مديرها خامنئي ليخبره كم طاول العراقيون إيران في حرب ضروس، فمن يزرع النخيل في ساحات اعتصاماته يزرع معها اليأس في قلب خصمه، فهو لن يتنازل ولن يتراجع ويعد نفسه للنصر الذي يراه قريباً ويراه خصمه بعيداً..
العراقيون منتصرون وسترفرف راياتهم بنجومها الثلاث على القمم قريباً، وسيتمنى خصمهم لو أنه يستطيع العودة إلى التسكع في شوارع بلده الأصلي الذي جاء منه.
 
 
الوطن أولى بالاستتابة
كتب أحد المنتمين إلى العملية السياسية الاحتلالية مقالاً في صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي “الفيس بوك”عن ولده يعتذر منه فيه ويستغفره ويخبره أنه جاء في أيام الحصار، وأنه كان ينتوي إسقاطه، وكأني به يضع مسوغات لما غمر به نفسه بعد انغماسه في عملية سياسية فرضها على الشعب محتل غاز، فيقول مخاطباً ولده: “في مطلع عام ١٩٩٥ قالت لي أمك بما صعقني وقتها: إنها حامل.. كان للحصار يومها أنيابا افترست الطبقة الوسطى وموظفي الدولة، حصار التهم كل مدخراتنا وجعلنا نخبز عجين الحصة السيال على المدافئ النفطية فيمتلئ البيت بالسخام الأسود. قلت لأمك كيف لي أن أتدبر معيشة طفل آخر؟ واقترحت عليها أن تسقطك وقد كنت جنينا بستة أسابيع، لكنها رفضت وزعلت وصرخت: هذا حرام وبان الله سيعاقبنا بابنينا (….) و(…..). قلت (بصوت منخفض طبعا) وماذا عن صرفياته وتكاليف معيشته؟ قالت أمك: يأتي الأولاد ورزقهم في قدميهم”.
ويقص على ولده كيف اكتشفوا في الأيام الأولى من عمره أنه يعاني من تكسر الكريات الحمر، وكيف ركضوا به إلى الأطباء الكبار (طبعاً لم يخبرنا كيف حصل على أجور الأطباء وثمن الأدوية).
وينقل لنا رأي ولده فيه ثم يكرر استغفاره له، وهو: (إن مفتاح شخصية (…..) هو الصدق حتى لو على نفسه).
وفي ختام المقال يكرر استغفاره لولده بالقول: “لكي أكون عند حسن ظنك كانت هذه لحظة صدق معك لعلك تغفر لي أني زهدت فيك يوماً ما، ولحظة استغفار مع ربي الرزاق”.
وكان تعليقي على هذا المقال: “الله.. الله.. نص رائع حقيقة وأبكاني وجعلني أتعاطف مع هاشم مرتين، مرة في نية إجهاضه وأخرى في معاناته مع المرض.. قصة إنسانية فيها حميمية وفيها صدق نادر.. تطفر دموعي من عيني مع كل صرخة لـ(….) في المستشفى ومع كل رضعة يلفظها، وتساءلت: إذن كيف ستكون دموعي إذا قرأت نصاً لأحد المتورطين بالعملية السياسية وهو يستغفر الوطن كما استغفر الدكتور (…..) ابنه (……)، ويعترف له بما جنته يداه بحقه واقترفه بحق شعبه.. أتمنى أن أقرأ لأحدهم نصاً فيه اعتراف واستغفار لوطن يقبل توبات أبنائه”.
أليس الوطن أولى بالاستغفار والاستتابة بعد رفع اليد في وجهه؟
 
اعتراف خائن
كتب الصحفي داود الجنابي في زاويته “سطرين ونص” على شبكة التواصل الاجتماعي “الفيس بوك”: “بعد أن أخزاه الله في واقعة المطعم التركي الذي كان مختبئاً فيه قرب ساحة التحرير، يطلع علينا كمال الساعدي بتصريح يقول أن الشعارات والتظاهرات هي تحفيز لمشاعر بدائية لم تستطع أن تتجاوز انتماءاته المحلية، وهي أيضا للاحتماء والتكور حول ذاته”.
ويتساءل الجنابي: “هل فهمتم شيئاً؟ أنا الآن أبحث في كتب التفسير لإيضاح الأمر”.
وأقول له: يا أبا محمد العزيز.. الأمر بيّن فهذا الخائن يعترف، بوضوح وصراحة، أن العراقيين متمسكون بعراقيتهم فعبّر عن ذلك بكلمة (المحلية)، ويعدّ هذا الانتماء بدائياً، لأن الخونة اكتشفوا انتماء “متطوراً غيره، وهو الانتماء إلى الأجنبي، وأن العراقيين مصممون على الدفاع عن عراقيتهم، وهو ما عبّر عنه بعبارة (الاحتماء والتكور حول ذاته)..

للعملاء والخونة قاموس يختلف عن قواميس الخلق جميعاً، فعباراته وجمله وكلماته غريبة على الأسوياء من البشر، لذلك من الضروري معرفة مصطلحاتهم ودراسة قاموسهم ليعرف الواحد منا عدو شعبه.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *