المربد الجديد

 د. حسين القاصد
  وعود كثيرة وأنباء سارة وخطوات جميلة تلك التي خطاها القائمون على مهرجان المربد الشعري لهذا العام ، فقد تكثفت الجهود بين اتحاد ادباء البصرة والاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ووزارة الثقافة فضلا عن دور يبدو مميزا لمحافظة البصرة بحسب مانسمعه من تصريحات، وكان من نتائج هذه الجهود أن المربد سيعود مربدا شعريا ناصعا بعد أن مر بكبوات كبيرة ودورات كان بعضها يقام على طريقة اسقاط الفرض، فلقد سمعنا من اللجنة المنظمة أن الدعوات هذا العام شملت كبار الاسماء العربية بل أن اللجنة ذهبت إلى وصف هذه الدورة بالمربد العالمي، فضلا عن الاهتمام بتفاصيل دقيقة كانت قد أهملت طيلة الأعوام التي تلت التغيير عام ٢٠٠٣ . 
فلقد غاب كما يعلم الجميع كتاب المربد الذي يوثق جميع القصائد والجلسات النقدية والمداخلات لكن اللجنة المنظمة بشرت هذا العام بعودة التوثيق بكتاب المربد ليبقى مرجعا للباحثين والمهتمين بالشعر العربي ونقده. المربد الشعري ليس مهرجانا عابرا انما هو أشبه بجامعة علمية تعنى بالشعر ونقده، يقصدها القريب والبعيد ليقف على الجديد شعرا ونقدا ادبيا فضلا عن كونه هذا العام يأتي متزامنا مع انتصار العراق على الظلام الصحراوي الداعشي لقد اختار المنظمون أن تكون هذه الدورة باسم كاظم الحجاج ، والحجاج هوية شعرية لا يختلف عليها اثنان وهذه التسمية تبشر بمربد كبير يختلف عن دوراته السابقة، كما أن جهدا كهذا لابد من انه يستحق ثناء مبكرا فلقد تابعت شخصيا التواصل الحثيث بين بغداد والبصرة ولمست مدى الحرص للانتقال بمهرجان المربد إلى جادة الابداع والألق بعد أن ظل لسنوات عدة مربد قراءات شعرية بعضها بسيطة لا تمت للابداع بصلة ، لذلك لابد من تثمين كل الجهود الجبارة التي تسعى إلى إعادة وجه العراق الشعري المشرق والف تحية لمن يعمل جنديا مجهولا لكي يوثق للأجيال القادمة مرحلة حرجة من الشعرية العراقية بكل ما رافقها من عبء سياسي القى بظلاله عليها وأراد لها الاندثار والتحجر ، فألف تحية لمن يعمل ليل نهار لإظهار الوجه الإبداعي وصياغة رسائل الابداع والمحبة من بصرة الطيبة والعذوبة من بصرة اللغة التي هي احدى مدرستيها الساهرتين على حراستها، إلى كل العالم الذي صار لا يعرف عن العراق شيئا سوى الاخبار الامنية والسياسية العاجلة.. الف تحية مقدما لكل الجهود المبذولة لإنجاح المربد الشعري لهذا العام واظهاره بحلة تليق بمكانة العراق الإبداعية.