المسخرة بعينها

المسخرة بعينها
آخر تحديث:

 بقلم:محمد حسين المياحي

هل سمعتم يوما أن وزير خارجية بلد ما في العالم زار دولة معينة ثم إجتمع بوجهاء”محددين”من ذلك البلد وعمل مامن شأنه ممارسة ضغط بحقهم کي يخدموا مصالح بلده کما فعل وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف عندما عقد إجتماعا مع عدد من شيوخ ووجهاء جنوب العراق، في القنصلية العامة الإيرانية في محافظة كربلاء.
هذا التصرف الاخرق والمشبوه من جانب ظريف، أثار حفيظة الکثير من الاوساط السياسية العراقية والعربية وإعتبرته تصرفا مرفوضا وأخرقا لأنه خرج عن نطاقه وتعدى حدود العلاقات الدبلوماسية وخطوطها العامة المتعارف عليها، والذي يثير السخريـة المقترنة بالاشمئزاز هو إن ظريف قد قام بتصرفه الاخرق والمرفوض هذا تحت أنظار الحكومة وخارج المنطق الدبلوماسي والسيادي، وهو مايجسد مرة أخرى مدى إستهتار وإستخفاف قادة ومسٶولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالسيادة الوطنية للعراق ويتصرفون وکأن العراق مجرد تابع ذليل لهم وليس أکثر من ذلك!
خروقات وإنتهاکات الساسة الايرانيين المختلفين أثناء زياراتهم للعراق صارت من المسائل الملفتة للنظر، خصوصا وعندما يوغلون ويتمادون في تدخلاتهم وعبثهم بالشٶون الداخلية للبلاد ويتصرفون وکأنهم هم المسٶولون عن البلد بل وحتى کأنهم يمتلکونه، رغم إن ماقام به ظريف يختلف عن أقرانه من جهة إنه يسعى لممارسة ضغط على شريحة هامة من الشعب العراقي عبر شيوخ العشائر والوجهاء حتى يضمن”توريط” العراق في مواجهة محتملة بين إيران والولايات المتحدة حيث لاناقة للعراق فيها ولاجمل.
لايمکن القول بأن الشعب العراقي قد إکتوى بنار تدخلات ومخططات النظام الايراني أکثر من الشعب الايراني، لکن من الصحيح جدا بأن العراق قد ناله شر مستطير من هذا النظام الديکتاتوري وأثر سلبا على أوضاعه المختلفة، وإن الزيارة الاخيرة المشبوهة لوزير الخارجية الايرانية قد حملت معها أغراضا ونوايا عدوانية مشبوهة ضد العراق وشعبه، ذلك إن النظام الايراني وبعد أن صار في وضع وموقف حرج جدا وصارت مخاوفه من المستقبل المجهول کثيرة جدا، فإنه يسعى وبکل الطرق والوسائل من أجل جعل العراق ليس عمقا وإنما خط المواجهة الامامية له في ‌أي مواجهة أو حرب محتملة.
من حق الشعب العراقي أن يرفض هکذا تدخل سافر ويضغط على حکومته النائمة أو المنصاعة لنفوذ وهيمة النظام الايراني، کي تقف بوجه هذا النظام ولاتسمح له بأن يواصل دوره ونهجه المشبوه هذا في العراق.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *