المشتركات الغرائبيَّة في أعمال بن لوري

المشتركات الغرائبيَّة في أعمال بن لوري
آخر تحديث:

اعداد وترجمة : عبد الصاحب البطيحي 

بن لوري كاتب اميركي استمدَّ سمعته كواحد من كتاب القصة القصيرة الأكثر طموحاً في الوقت الحاضر من خلال كتبه التالية 

1- قصص الليل والنهار: مجموعة قصصية تتألف من أربعين قصة قصيرة، (2011)  ترجمتها إلى اللغة العربية. 

2- حكايات السقوط والارتقاء: مجموعة قصصية تتألف من أربعين قصة قصيرة (2017) ترجمتها الى اللغة العربية.

3 – لاعب البيسبول وحصان البحر: قصة مصورة للأطفال (2015). يضاف الى ذلك تلك القصص القصيرة التي تظهر على صفحات الصحف والنت بين آن وآن والتي لم تأتلف في كتاب بعد. 

وكما يقول الناقد اسماعيل ابراهيم عبد في مقدمة كتاب “حكايات الليل والنهار “ فإن “بن لوري مجدد في الأدب الأميركي، مبتكر لعوالم متاخمة للعالم البشري، يتصل بالقوى الغائبة والغامضة والقدرية كأنها في متناول الطفل والكبير والميت والعاقل وغير العاقل، محيطات فضائية، كائنات سماوية، أحياء برية وبحرية، كلها تقوم بالسرد وليس من فواصل بين مخلوقات الذهن ومخلوقات العيش”.  لا يمكن لأي أحد أن يكتب كما يكتب بن لوري فهو يتناول الخيال كصحفي يدوّن التفاصيل بلغة واضحة، يمتلك القدرة على تحويل ما هو غير ممكن الى ممكن. ينبهر المتلقي حالما يقرأ الجملة الأولى من الحكاية. دعونا نقرأ من كتاب “حكايات الليل والنهار” البدايات التالية حيث تبعث كل جملة على الدهشة “ أحب البط صخرةً .. “ “يعتقد التلفاز أنّه يعلم أكثر مما تعلمه العائلة التي تجلس هناك تحدق به”. “ يشغل الاخطبوط نفسه بتحريك الملعقة في اناء الشاي”. ومن كتاب “حكايات السقوط والارتقاء” دعونا نقرأ البدايات التالية:  “يستيقظ الرجل عند الصباح ليجد أنّه فقد قدميه” “كان هناك حبار أحب الشمس” “حدث لصبي، ينظف خزانته، أن وجد في داخلها وحشاً غاية في الصغر”  وهكذا تبهرك الإصالة وأنت تقرأ أول جملة، ناهيك عما تجده من فكاهة وخيال وخوف طفولي. وهذا ما يشير اليه الكاتب الأميركي “جارلس دوفي” في مقالة عن العجائبية في حكايات السقوط والارتقاء المنشورة عام 2018. وفي السياق نفسه يذكر الكثير من السمات الباعثة على البهجة، ففي حكاية “الحبّار الذي أحب الشمس” يولد الحبّار بعين كسولة ومجسّة مشوّهة، يقضي جلَّ وقته وحيداً لأن الجميع يسخرون منه، مرةً يرى الشمس فيحاول الوصول اليها بلا جدوى لأنها بعيدة، يرى الطيور فيشرع بصنع جناحين لنفسه… “ ويخلص الى القول بأن هذا يمكن أن يكون له أكثر من اتجاه أخلاقي ويمكن أيضاً أن لا يكون له أي اتجاه. لم يطلب لوري من شخوصه البحث عن أي غرض يبعدها عن ذواتها أو أن يكشف عن رأيه في القرارات التي تتخذها، في الواقع تهرب تلك الشخصيات من تأثيره على نحو مطلق فتأخذ طريقها في الحياة على نحو غير مألوف: التفاح ينمو على اشجار الليمون، السيوف تصل عن طريق البريد، الغرباء يهبطون على الأرض ويسألون النعامة كيف يجدون أرض الميعاد. غالباً تبدأ القصص مليئة بالحركة، ينعدم فيها الوصف المسهب، تأخذك كما يأخذك مصعد الى عالم مجهول بما فيها من ايقاع يظهر في طول الحكاية، حيث لا تزيد أغلب القصص على خمس صفحات وفي اللغة، حيث بهاء الكلمات والجمل وحتى في ترتيب الفقرات على الصفحة بما يبدو أنه نوع من التنويم المغناطيسي، وبهذا تبدو القصة عنده نصاً مقدساً وليست حكاية خرافية.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *