المطرب الخافر وآلية تشكيل الاحزاب العراقية

المطرب الخافر وآلية تشكيل الاحزاب العراقية
آخر تحديث:

  عبد الخالق الشاهر 

نعلم كلنا ان تسجيل الحزب في العراق يحتاج الى عشرات الملايين من الدنانير،  ولكن القليل منا يعرف ما تحتاجه الدعاية والاعلان وشراء الاعضاء لينتقل الامر الى شراء المزورين والمروجين والممثلين في مراكز الاقتراع .ذكر لي احد السياسيين قبل اقل من عقد من الزمن كيف انه تمكن من كسب حوالي 200 شخصية محترمة بينهم فلان وفلان الا ان لا احد منهم مستعد للدفع لتسجيل الحزب …تذكرت حينها قصة من يسمي نفسه (مطرب خفر) فقصصتها على صاحبنا في ان ذلك الخفر شرح لي معنى مطرب الخفر بأنه مغمور ولديه فرقة عزف من الجائعين مثله ونصفهم عميان يجلسون في الملهى س يوميا بانتظار ان لا يحضر احد المطربين لتقديم وصلته فيضطر صاحب الملهى ان يقدم صاحبنا الخفر وصلته بدلا عنه وقد يمر شهر او اكثر دون سنوح هذه الفرصة

احد ايام الخميس – حيث يصبح المطربون عملة نادرة – اتصلت شخصية قوية ومؤثرة بالملهى مطالبة بارسال المطرب فلان للمزرعة وبعد اخذ ورد لم يتم العثور على اي من المطربين فاعتذر صاحب الملهى حيث لا يوجد الا  مطرب الخفر فحصلت الموافقة وتم ارساله للمزرعة ليجد تلك الشخصية لوحده في المزرعة فقال لهم غنو …بعد ربع ساعة قال للمطرب (صلخهم) ولم يكن هناك مجال للمناقشة فبدأ هو وشيابه العميان بخلع ملابسهم الى ان جاء الامر ( ربي كما خلقتني) فنفذو الامر ..طلب منهم الغناء بهذه الحالة ففعلو.. بعدها بدقائق جاء الامر (لبسهم) وبعدها نثر عليهم (شدات العملة) فاخذوها فرحين وجاء الامر ان يغنوا بملابسهم  ففعلو وبعد دقائق همس احد العازفين في اذن المطرب قائلا ((استاذ بلكي تطلب منة يصلخنا مرة اللخ))فقلت للسياسي ان موضوعه لا يشكل مشكلة …ابحثو عن من (يصلخكم )ويدفع عنكم اجور تسجيل حزبكم العتيد..

قبل انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة حضرت نقاشا حول تحالف في احدى المحافظات كان فيه شخصية رسمية وكان الحديث حول كيفية كسب الجماهير والشباب وغير ذلك فحسم الشخصية الرسمية النقاش قائلا ((كلامكم كله قديم فلا جماهير ولا شباب اسالوني انا الخبير مانحتاجه هو 200 مليون دينار نعطيها ل200 مزور وينتهي الامر))

الوضع اليوم هو ان هناك احزاب حيتانية كبيرة وقديمة بدأت في العام 2003 يقول عنها السيد فايق الشيخ علي ان احدها وارده من (خاوة) صالات القمار فقط نصف مليون دولار يوميا  ، وهناك حزب آخر يسيطر على خاوات البارات وآخر على خاوات الملاهي وآخر على زراعة الخشخاش والمخدرات وحبوب الكبسلة

وهناك احزاب تتشكل حديثا سيعبر عددها المئات لا تبحث عن (المخلص) بتشديد الخاء بل عن (مصلخ) بتشديد الصاد …المتصلخين يبحثون عن التغيير بعد ان بلغ السيل الزبى او يبحثون عن دور طبيعي لهم كمواطنين بعد ان اختزلت مواطنتهم  واستلبت حتى حقوقهم المدنية ، وهناك المهرولين خلف الممولين ، ووصل الامر الى درجة بالغة التعقيد حيث ان هناك ممولون هم يهرولون على احزاب جاهزة ليمولوها فيتصلون برئيس الحزب الفقير عارضين ما لذ وطاب مقابل ان يسجل الحزب بأسمهم ..خصوصا وأنهم يعلمون ان امنائنا العامون هم باقون مدى الحياة بعدها يرثها ابنائهم رغم ان الحزب الشيوعي العراقي كسر هذه القاعدة الذهبية وكانت الاولى وستكون الاخيرة

كل هذا الحماس المسعور لتاسيس الاحزاب والانخراط فيها سببه الفساد المقنن فلو كان راتب الوزير والنائب وحماياتهم  مثل دول العالم لما حصل مثل هذا الامر ..ولو لم يكن الناس يعلمون كم يسرق النائب والوزير لما جرى الذي جرى …القصة اذا هي ان السياسة في العراق باتت افضل مردودا من حتى تجارة المخدرات وافضل من مرابح (سامكو) خصوصا وأن السراق هم في الجانب الامين دائما…..لك الله يا وطني

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *