المعطيات الجديدة في العراق بقلم/ د. ضرغام الدباغ

المعطيات الجديدة في العراق    بقلم/ د. ضرغام الدباغ
آخر تحديث:

 

شبكة اخبار العراق :

 بقلم/ د. ضرغام الدباغ  الأمين العام للمجلس السياسي العام لثوار العراق

تتداخل صور عديدة في المشهد السياسي العراقي، حتى يبدو الأمر وكأنه لعبة متاهات محيرة، بيد أن الأمر في التحليل تتضح الصورة :

 أولاً : جاء التدخل العسكري الأمريكي لمتطلبات لإقليم كردستان العراق فحسب، وهذه إشارة مهمة لنظام بغداد.ثانياً : أما فيما يخص الوضع في العراق بأسره، فالولايات المتحدة لها موقف من العملية بأسرها، ولها رؤية تشمل أصعدة كثيرة، فهي تقترح إدخال تعديلات ربما جوهرية على سير العملية السياسية لتفادي تصعيد عسكري يحمل نتائج غير سارة لها ولنظام طهران وتابعه نظام بغداد.ثالثاً : بتقديرنا أن للولايات المتحدة ثقل سياسي في العراق، أكثر بكثير من ثقلها العسكري، فالسفارة الأمريكية في بغداد التي هي الأضخم في العالم، تدير عمليات سياسية، واقتصادية وأستخبارية واسعة النطاق، وتمتلك نفوذا مهماً على أصعدة مختلفة.

رابعاً : لا نظن أن التدخل العسكري الأمريكي الجوي سيكون فاعلاً بدرجة مهمة على سير المعارك على الأرض، ربما يساهم في إنقاذ موقف معين، وتخفيف الضغط، ولكن ليس لإبدال المعادلات.

بتقديرنا أن الساحة العراقية ربما على وشك أن تشهد تحولات مهمة، ليس بفعل التدخل السياسي / العسكري، بل وبسبب تداخل عناصر داخلية وخارجية عديدة، في مقدمتها اعتراف متزايد، بأن النظام الذي أفرزه الاحتلال قد فشل فشلاً ذريعاً في إقامة نظام سياسي وطني محترم، مقبول من كافة مكونات الشعب العراقي وأن المرحلة المنصرمة منذ 2003 وحتى الآن قد انطوت على أخطاء فادحة أرتكبها أطراف الاحتلال من القوى الخارجية والداخلية المتعاونة معها، لذلك فإن هذه المرحلة قد سقطت ولا سبيل إنعاشها بمواد تجميلية، أو مخدرة. وبداهة فإن مضاعفة جرعة القمع الميليشياوي ليس حلاً ناجعاً، فالمطلوب إذن وقفة، إذا كانت الأطراف تريد تفادي سقوط بغداد .الولايات المتحدة أدركت أن التحولات مقبلة، وهي تتصرف بحيث أنت تحول مسار التحولات لصالحها، فهناك نظام انتهى مفعوله، متهالك، وهناك نظام الملالي يريد الحفاظ على مكاسبه في العراق، وعلى صعوبة هذه الرغبة والإرادة، فهو مستعد للتنازل في ساحات وملفات أخرى.العائق الأكبر الذي يحول دون نجاح المشاريع الأمريكية هو الثورة، لذلك فالعمل السياسي والاستخباري ينصب في معظمه على أحداث الخلل في عناصر الموقف الداخلي بأي ثمن، وفتح صراعات ثانوية، ومواجهات تصرف النظر عن الجوهري إلى تناقضات ثانوية لا طائل منها.ولكن هذه أفعال لن تؤدي إلى حل الإشكالات القائمة، التي ستظل قائمة حتى تجد لها حلاً شاملاًالمثل البغدادي اللطيف، ولكن الذكي الحكيم ذو المغزى العميق : اللي يعيش بالحيلة يموت بالفقر

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المقال جزء من مقابلة تلفازية مع قناة التحرير القاهرية بتاريخ  9 / آب / 2014.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *