منذ عهد انكيدو وصوت الناس يردد انشودة الخلاص من الجوع والخوف ، وفي كل زمان يصعد الحلم من مدينة الناصرية ممزوجا بالأنين الموجع (يمه يايمه مانمت ليلي ) ..ويتكاثف الحلم فيمطر سؤال اللوعة والأستغراق بالأسى والحزن المقيد بسخف الأنظمة السياسية وجرائمها المحمولة بقطار الليل ، ويعاودنا النشيج ( مرينه بيكم حمد و احنه بقطار الليل ..) ..! غناء ونشيج واحلام مسروقة ، تلك هي الناصرية خميرة احزان المدن وروحها .
نوري المالكي يزور الناصرية في حملته الأنتخابية وسط حراسات مشددة ، ماذا سيقول لهم (الحجي ابو اسراء ) ليخدعهم مرة اخرى ..؟ مدينة يعيش 40 بالمئة من سكانها تحت خط الفقر ، وتلتقي على اجساد ابنائها كل انواع السرطانات والأمراض التي اغلق عليها قاموس الطب ، مدينة محرومة من كل شيء ، وتبتكر اسبابا لصبرها لايعرفه المالكي ، ولاكل المستبدين الذين امتصوا ارواح ودماء اهلها ….!
رغم حزنها تبقى الناصرية واحة وديعة وبيئة منتجة للشعر والثورة وهذا مالا يدركه الحكام المتغطرسون ، حينها ينزل الركاب من قطار الليل ويلتقوا (حمد) بنشيد الثأر على ضوء عيون نارية ستحرق الظلم واهله في حراسة مشددة من الله وارواح الضحايا …!