النظام شبه الرئاسي لا يناسب العراق

النظام شبه الرئاسي لا يناسب العراق
آخر تحديث:

بقلم:خليل ابراهيم العبيدي

بعد أن تأكد للجميع أن النظام البرلماني وفقا لمعطبات التجربة العراقية والتجربة اللبنانية غير مجد من الناحية السياسية ، لأن عملية اختصار إرادة الشعب بالوكالة النيابية تحولت إلى عملية انتزاع لهذه الإرادة وتحولها إلى أداة غاشمة في اختيار رئيس الوزراء أما من الحزبيين المتشددين أو من الزعماء الفاشلين أو ممن هو محسوب على الشيعة ولكنه تابع للغير ، ولقد كان البرلمان في العراق ومن قبله في لبنان عاملا قاتلا للديمقراطية بل ومحورا إياها بأتجاه تجميد الأحوال العامة في البلدين وبعدها تجميد الاقتصاد وخلق الفقر . وصار هذا النظام مفصلا على مقاسات النخب الفاسدة لكل الطوائف والمذاهب والأعراق

أن فشل هذا النظام دفع بالمواطن العادي للمطالبة بالنظام الرئاسي قبل أصحاب الاختصاص ، وذلك من باب تحديد المسؤولية بشخص الرئيس بعد أن ضاعت هذه المسؤولية في شخص رئيس الوزراء الذي تتبرأ منه الكتل عند الفشل ، وهم كلهم من الفاشلين ، وفي النظام الرئاسي يكون الرئيس مسؤولا أمام الشعب ، والشعب هو المسؤول عن خياراته ، والرئيس مسؤول عن وزرائه ، والنظام الرئاسي هو الأصلح للعراق ، أما النظام شبه الرئاسي الذي أخذت به فرنسا ومصر ، فإنه لا يصلح للعراق لانه سيقسم المسؤولية بين الرئيس المنتخب ورئيس الوزراء المعيين وعندها تضيع هذه المسؤولية ، لأن ابسط الأمور عند العراقيين إلقاء التبعات على الآخرين ، كما وان رئاسة الوزراء في ظل النظام الرئاسي المفترح للعراق يعد حلقة زائدة وعبئا ماليا لا مبررا له .

أن النظام الرئاسي الذي نقترحه اليوم يمر بعدة مراحل وهي .

اولا …أن يحصل المرشح على توقيع ما لا يقل عن الفين الى ثلاثة آلاف مواطن في جميع المحافظات وتسعة آلاف توقيع في بغداد .

ثانيا …أن لا يكون المرشح منتمبا إلى أي حزب أو تنظيم سياسي .

ثالثا …أن يكون قد تجاوز الخمسين وله خبرة إدارية واقتصادية والمام بمتطلبات تطبيق القوانين .

رابعا…تكون ولاية الرئيس اربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة .

أن انتخاب الرئيس يصح في حالة حصوله في الجولة الأولى على 50 زائد واحد ، وفي حالة عدم حصوله على هذه النسبة تعاد الانتخابات ويكون الرئيس الفائز هو من يحصل على أعلى الأصوات ومن يليه بعدد الأصوات يكون نائبا للرئيس.

أننا نرى في النظام الرئاسي نموذجا يناسب ميول العراقيين الباحثين دوما عن الرمز ، ولكن الرمز في هذه المرة هو من وافق عليه الشعب ، وهو لن يستطيع الانفراد بالسلطة بوجود البرلمان ، وبوجود أرادة التغيير لدى العراقيين ، وان تعيين رئيسا للوزراء الى. جانب الرئيس المنتخب يعد بمثابة الضحك على العراقيين…

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *