النفاق المعمم!!

النفاق المعمم!!
آخر تحديث:

بقلم:صادق السامرائي

تنتشر على شبكات التواصل الإجتماعي تسجيلات لخطب وأحاديث لوجوه معممة قد تكاثرت وتنوعت , وتعددت ألقابها وأوصافها , وتشترك في أنها ذات وجوه كالحة مكفهرة , وقد تلحت وتطررت , وتظاهرت بأنها تمثل الدين وتنطق بلسان عباده المقهورين المعدومين المحرومين , وأنها تهاجم الحكومة والكراسي , وكأنها مع الناس المسلوبين الحقوق , والمحكومين بالحرمان من الحاجات.

أرسلت ما وصلني لأحد الأخوة المطلعين على الأحوال ومن العارفين بسلوك العمائم , فأجابني بأنه “الدجل الفتان” , ولم أقتنع بما قاله , لأن المتحدث يبدو وكأنه فعلا يتكلم عما يختلج في أعماق الناس , ولكن بعد فترة وصلني تسجيل له وهو ينفث سمومه وأحقاده , وينطق بمفردات الكراهية والبغضاء , والدفاع المستميت عمّن يهاجمهم ويبرر ظلمهم وفحشهم وفسادهم , وقد إندلع ما فيه من مطمورات النفس الأمّارة بأسوأ من السوء.

ومعمم آخر يعجبك الإستماع لخطبه , التي تقول عنها بأنها لسان حال الناس الذين يقاسون شظف العيش , والعدوان عليهم وإمتهانهم من قبل الكراسي الحاكمة بدين , ويمضي الأخ المعمم بلغته التحريضية وأفكاره التي تبدو هي البلسم الشافي من أوجاع التداعيات والقاسيات , النازلات على شعبٍ لا يعرف ما ذنبه أو جريرته , لكنه يواجه صنوف العذاب المادي والمعنوي.

وتحسب أنهم حقا يؤمنون بما يقولون , ويسعون لمساندة الشعب , لكنك تفاجأ بأنهم يعيشون في ثراء ويتنعمون بما يدره عليهم الفساد وما يساهمون فيه من إفساد , وتتعثر ألسنتهم فتكشف عن سرائرهم وأكاذيبهم وخداعاتهم وأضاليلهم.

وتقف متحيرا أمام هؤلاء المتاجرين بالدين , والذين يتخذون من الحق باطلا ومن الباطل حقا , والذين يكذبون ويخدعون الناس بإسم الدين أو المذهب والطائفة , وغيرها من دواعي الدجل وتمرير المشاريع التي منها يكسبون.

إنهم أبواق خطيرة ممولة ومحمية وموجهة لتعزيز الفساد , وتخدير الناس وإخماد إرادتهم وتعطيل تطلعاتهم وتحويلهم إلى دمى , وضمهم إلى القطيع الذي به يتحكمون وبواسطته يفسدون ويغنمون , ومنه يأخذون وبكله يتاجرون , وما كلماتهم إلا للتشويش والتعمية والإهلاك الطوعي والتدمير الذاتي الإنتحاري المهين.

وهم أكبر المجرمين بحق الإنسانية والوطن والدين , فهم أعداء البشرية والمنتهكون لحرمات الدين , الذي صار عندهم مطية لتمرير الرغبات وتبرير المفاسد والمظالم , وتسويغ الخطايا والتعبير عن الإنتقامات والأحقاد.

إنها مصيبة مجتمعات مرهونة بعمائم الدجل والخداع والتضليل , ومعضلة دين صار مطية للحاقدين على الدين.

فهل من دين قويم يا أمة الصراط المستقيم؟!!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *