الهاشمي: الحل من خلال “طائف” عراقي برعاية عربية ودولية لإنقاذ العراق من محنته

الهاشمي: الحل من خلال “طائف” عراقي برعاية عربية ودولية لإنقاذ العراق من محنته
آخر تحديث:

إسطنبول – أحمد صبري

  في حوار مع نائب الرئيس العراقي الملاحق بـ 5 أحكام إعدام

·الفدرالية وصفة علاج لأزمة حكم وليست هدفًا

· الطالباني غير قادر على ممارسة مهامه رئيسًا للعراق

· الحراك الشعبي هو الأمل في إخراج العراق من محنته ومواجهة الاستباد وإلغاء الآخر

· نطالب بالتعويض وملاحقة من تسبب في غزو العراق واحتلاله

· المالكي لا يؤمن بالتداول السلمي للسلطة.. رحيله بات قريبًا

· إيران اخترقت دائرة صناعة القرار في العراق لينسجم مع موقفها مِن أزمات المنطقة

· موقف العراق من الأزمة السورية ليس حياديًا ويتطابق مع الموقف الإيراني

رغم ابتعاده عن العراق بسبب صدور خمسة أحكام اعدام بحقه، إلا أن طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقي لم ييأس، ويؤكد أن مهمته هي انقاذ العراق من محنته عبر مؤتمر شبيه بمؤتمر الطائف”للأزمة اللبنانية” برعاية عربية ودولية، مبررا ذلك بدخول العراق دائرة الاستبداد والابتعاد عن الديمقراطية.

ويؤكد الهاشمي الذي التقته ” في مقر إقامته في اسطنبول أن رئيس الوزراء نوري المالكي لا يؤمن بالتداول السلمي للسلطة، مشيرًا الى أن العد العكسي لرحيله قد بدأ.

ويرى الهاشمي في خيار الفدرالية أنه وصفة علاج لأزمة حكم، وليس هدفا بحد ذاته، بسبب تغول السلطة المركزية على أطرافها.

وكشف أن الرئيس العراقي جلال الطالباني، الذي يعالج في المانيا، غير قادر على النهوض بمهامه رئيسًا للجمهورية، داعيا إلى ترشيح بديل عنه.

وحمل الهاشمي الولايات المتحدة مسؤولية ما جرى ويُجرى في العراق بسبب غزوها غير المشروع لبلاده، وطالبها بالتعويض وملاحقة من تسبب في محنة العراق.

ووجه الهاشمي انتقادا لاطراف في إئتلاف العراقية الذي قال أنهم مازالوا يراهنون على المالكي، مؤكدا ان الحراك الشعبي هو الأمل في اخراج العراق من محنته.

واتهم ايران باختراق دائرة صناعة القرار العراقي، ليخدم وينسجم مع موقفها من التعاطي مع أزمات المنطقة، مفندًا حيادية موقف حكومة المالكي من الأزمة السورية.

وفي ما يلي نص الحوار:

* دعوتم إلى تدويل القضية العراقية .. هل هذا ممكن في ظل انشغال المجتمع الدولي بالازمة السورية والبرنامج النووي الايراني؟

– صحيح ان المجتمع الدولي منشغل بالازمات العالمية، وكذلك في ملفات اكثر سخونة من العراق في الوقت الحاضر، لكن ذلك لا يمنع من التحرك ، وأشعر اننا متأخرون، ذلك ان عودة العراق الى دائرة الاهتمام الدولي يستغرق وقتا ربما طويل نسبيا .

* هل الحملة الدولية للتضامن مع الشعب العراقي التي ستنطلق مطلع الشهر المقبل ، من تركيا تندرج في اطار هذه الدعوة ؟

– بالتاكيد ، وهذا م استتضمنه الرؤية التي مازالت قيد الدراسة .

* وجهتم نقدا للادارة الامريكية وأكدتم أنها تخلت عن مسؤوليتها تجاه العراق، ماذا تريدون من الولايات المتحدة ؟

– اصلاح ما خربته الولايات المتحدة بسبب غزوها غير المشروع للعراق وهذه مسؤولية قانونية وسياسية واخلاقية ، الشعب العراقي يطالب بالتعويض ، وملاحقة الجناة ورفع الدعم الذي وفرته الادارات المتعاقبة ومازالت لحكومة نوري المالكي على الاقل من أجل مقاضاته دوليا عن الجرائم التي ارتكبها الى جانب فضائح الفساد .

* في ظل الاستقطاب الاقليمي .. هل بتقديركم ان الحكومة العراقية ستستجيب لأي طلبات امريكية؟

– علينا ان نتذكر ان الولايات المتحدة قوة عظمى ولديها الكثير من أوراق الضغط ناهيك عن ان العراق يرتبط معها باتفاقية امنية واتفاقية الاطار الاستراتيجي، حيث التزمت الولايات المتحدة بتقديم الكثير من الخدمات للعراق في ظل شروط محددة .

الفدرالية

* في معرض تقويمكم للاوضاع السياسية قلتم إن النظام الفدرالي النموذج الذي يمكن اعتماده في العراق.. كيف ؟

– ضاعت جهود المخلصين سدى في الحد من تغول حكومة نوري المالكي وظلمه وفساده وتخلفه ولذا بات من الضروري ان تعتمد المحافظات على نفسها في ادارة شؤونها الاقتصادية والامنية والخدمية ، كوسيلة للحد من الظلم والفساد وترشيد استخدام الموارد . الفدرالية وصفة علاج لأزمة حكم وليست هدفا في حد ذاتها .

الحكم الطائفي

* أكدتم أن قرارات حكومة المالكي تاخذ طابعا طائفيا ..ماهو دليلكم ؟

– لدينا الكثير مما يمكن التدليل عليه سواء بالخطاب ، او الموقف ، او الممارسة..الخ. ماذا تسمي استهداف المالكي لسبعة من ابرز السياسيين جميعهم من العرب السنة من دون ان يتجرأ على توجيه اتهام لسياسي واحد من مكون آخر، رغم معرفة الجميع بتورط الكثير منهم بانشطة ارهابية وادارة مليشيات مخالفة للقانون ، ماذا تسمي سلوك المالكي عندما يهدد ويمنع اهالي الانبار من الصلاة الموحدة في جامع ابي حنيفة بينما هو يسخر جميع موارد الدولة لزوار كربلاء والنجف في مواسم العزاء ، ماذا تسمي غياب التوازن في مؤسسات الدولة ، بماذا تفسر تطبيق المادة 4 ارهاب وقانون المساءلة والعدالة على ابناء السنة حصرا ! كيف تفسر موقف المالكي التحريضي لعشائر الفرات الاوسط والجنوب ضد المحافظات الست المنتفضة ، كيف تفسر ان ما يزيد على 95 من المعتقلين على الشبهة هم من العرب السنة ؟ كيف تفسر اغتصاب مساجد وجوامع اهل السنة في عموم العراق ؟ كيف تفسرقتل 91 متظاهرا في الحويجة لمجرد انهم طالبوا بحقوق مشروعة ؟ حقيقة باستطاعتنا ان نؤلف كتبا عن التمييز الطائفي لحكومة نوري المالكي .

* بتقديركم ما هو السبيل لحل الازمة العراقية ؟

-العراق على مفترق طرق ، نحن بحاجة الى مؤتمر شبيه بمؤتمر الطائف يعقد برعاية دولية ، نذهب اليه مخيرين كي نحسم خلافاتنا بالسلام .

* هل يندرج نشاطكم السياسي في اطار سعيكم لتفنيد ما تعرضتم له .. أم انكم توليتم مهمة اصلاح النظام وتغيير نهجه الذي تصفونه بالطائفي؟

– قضيتي رغم حجم الظلم الهائل الذي وقع علي والقريبين مني، باتت جزئية في اطار ما تعرض ويتعرض له بلدي وشعبي ، لذا اجندتي اليوم توسعت لتشمل الوطن الذي لا بد ان تمضي فيه ارادة التغيير ، وهذا ما يشغلني في واقع الامر .

بدأ العد العكسي

·*أين تضع تراجع حظوظ ائتلاف المالكي في نتائج انتخابات مجالس المحافظات؟

– نتيجة طبيعية لأداء حكومة فاشلة . العد العكسي لرحيل المالكي بدأ .

* يلاحظ تراجع حدة حركة الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة .. لمَ .. هل بسبب رفض مطالب المحتجين … أم غياب المرجعية للحراك الشعبي ؟

-الحراك الشعبي مازال بخير وعزائم المنتفضين لم تفتر ولادامة زخم الحراك لفترات اطول لا بد في ظل توقعات ان حكومة المالكي لن تستجيب لاعتماد المنهجية والنشاط المؤسسي .

* ماهي مخاطر سعي بعض الاطراف السياسية إلى تشريع قانون تجريم البعث على المجتمع العراقي؟

– الخطورة تكمن في مزيد من الانقسام المجتمعي ، وهذا يعكس قصر نظر ، ونوعية نخبة سياسية لا تستطيع العيش الا في ظل ازمات و لا تريد الاستقرار للعراق .

المصالحة الوطنية

* هل تعتقد ان المصالحة الوطنية قابلة للتنفيذ لتجاوز مخلفات الماضي أم انها محاولة لكسب الوقت ؟

– ضحكت حكومة نوري المالكي كثيرا على الشعب العراقي عندما ضللته بمدى جديتها في تحقيق المصالحة وهي لم تكن جادة في يوم من الايام كما سرقت الكثير من قوت الشعب العراقي في هذا المجال ، لم نعد بحاجة لمثل هذه المشروعات الكاذبة، والاولى ان ناخذ بالمؤتمر الدولي برعاية دولية .

*أين تضع اصرار المالكي على تجديد ولايته للمرة الثالثة ؟

– اصرار رئيس حكومة فاشل في البقاء في السلطة اطول فترة ممكنة حتى في حالة فوز معارضيه في الانتخابات كما جرى في انتخابات عام 2010 دليل على النزعة الاستبدادية لنوري المالكي وعدم ايمانه بالتداول السلمي للسلطة لاغير. المالكي رغم ذلك فقد الفرصة بصدور قانون يمنعه من الترشح لولاية ثالثة .

* العراق من دون رئيس ووزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني والمخابرات تدار بالوكالة إلى أين يتجه العراق ؟

– العراق يشهد استقطابا للسلطة يقود تدريجيا للاستبداد والابتعاد عن الديمقراطية .

الطالباني الى أين؟

* هل أنتم مع اعلان عجز الطالباني عن اداء مهامه ومن ترشحون لخلافته؟

– لا املك معلومات عن حالته الصحية التي لو كانت طيبة لما غاب كل هذه الفترة ، في تصوري لم يعد الرئيس طالباني قادرا على ان ينهض بمهامه رئيسا ، لو كان في العراق من عدل لمارست انا وليس النائب الثاني مهام الرئيس بالنيابة ، مع ذلك منصب الرئيس من حصة التحالف الكردستاني وعليهم ترشيح شخصية مناسبة على عجل .

* أين تضيع التحالفات بين التيار الصدري والمواطن ومتحدون في تشكيل الحكومات الحالية وهل نحن أمام تشكيل خارطة تحالفات سياسية جديدة ؟

– آمل ذلك ، تجربة قد يكتب لها الديمومة والنجاح خصوصا اذا انضم لهم ائتلاف القوى الكوردية .

* هل ننعى القائمة العراقية بعد أن تشظت إلى عدة كيانات وهل نحن أمام مرحلة تشيكل سياسي جديد ؟

– يؤسفتي الاقرار بذلك . ويبقى الحراك الشعبي في المحافظات الست هو البديل المناسب .

* بماذا تفسر رفض بعض اطراف العراقية الانسحاب من الحكومة تلبية لمطالب المتظاهرين؟

– التخلي عن الزحف والحنث بالتزامات وطنية سيقود من دون شك الى خسارة فادحة في السمعة . على هؤلاء ان يتذكروا ان مشاركتهم في وزارة يقودها جزار اسمه نوري المالكي يقتل اهلهم صباح مساء انما يلحق العار بهم وهم بذلك يضعون بانفسهم نهاية لمستقبلهم السياسي .

*هل تعتقد ان الحكومة العراقية تلتزم الحياد في تعاطيها مع الازمة السورية؟

– كلا ابدا ، حكومة نوري المالكي اصبحت طرفا رئيسيا في المؤامرة على الشعب السوري وسببا في زيادة معاناته .

* وبِمَ تفسر رفض المالكي قرار مصر بقطع علاقاتها مع سورية ودعم المعارضة السورية ؟

– موقف متوقع ، الفارق ان موقف مصر منسجم مع قرارات القمة العربية بينما موقف المالكي منسجم مع موقف دولة ولاية الفقيه .

* اتهمتم المالكي بأنه يسعى لتقويض استقرار دول الخليج العربي كيف؟

– نعم.. ثبت ان الكثير من النشاط التخريبي الموجه ضد دول مجلس التعاون الخليجي يُجرى اعداده في العراق بعلم المالكي واشرافه ولا شك بالتنسيق مع ايران .

* أين يكمن النفوذ الايراني في شؤون العراق؟

– نفوذ ايران اخترق دائرة صناعة القرار السياسي في العراق الذي بات تابعا لايران التي طال نفوذها جميع الانشطة والمجالات لكنه الأكثر فاعلية في جانب غسل الاموال من جهة والخروقات الامنية الموجهة نحو زعزعة الاستقرار من جهة اخرى .

* وهل تعتقد أن فوز حسن روحاني سيحد من استمرار النفوذ الايراني في العراق؟

– ننتظر لنرى لكني لست متفائلا .

* تقويمكم للموقف العربي إزاء ما يُجرى في العراق وماهو الموقف الذي تسعون اليه؟

– مازال دون المطلوب ، يبدو ان الدول العربية لم تستفد للساعة من تجربة العشر سنوات الماضية . نحن في العراق بحاجة لمشروع ورعاية عربية وهذا غير متوفر حتى الآن .

*أين تضع دعوة المالكي الى طرد اعضاء منظمة مجاهدي خلق من العراق وبِمَ تفسر تغاضي السلطات العراقية عن تبني فصيل مسلح العجول على معسكر ليبرتي؟

– موقف متحيز ، الامم المتحدة عليها ان تجرم نوري المالكي الخسائر التي وقعت في معسكر اشرف عام 2011 وكذلك الخسائر اللاحقة في معسكر الحرية ( ليبرتي ) ، هذا الملف ينبغي ان ينقل الى محكمة الجرائم الدولية و المطلوب على عجل غلق هذا المعسكر ونقل القاطنين فيه الى معسكر اشرف وعلى المجتمع الدولي ان يتحرك .

 

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *