الوطن ليس فندقاً !

الوطن ليس فندقاً !
آخر تحديث:

 

 بقلم:تمارة عماد

قرأت ذات مرة عبارة تقول ” الوطن ليس فندقًا نغادره عندما تسوء الخدمة ”

أي فندق هذا الذي تتحدثون عنه وأي وطن !!

هل تبقى وطن من الأساس !

وهل لنا قرارٌ بمغادرتهُ أو البقاء فيهِ ، الكثير غادروا أوطانهم مجبرين مشردين مذعورين من هول الصدمة التي مروا بها وأخذوا خطوات الرحيل من خلالها واقدامهم تحط على أرضٍ مقدسة غارقة بدماء الشهداء الطاهرة ، غادروا وهم يعرجون بخطوات أثقلها حزن الحروب الجائرة .

دعوني أحدثكم عن الوطن

في وطن البقاء فيهِ للأقوى والأعتى لهؤلاء الغليظة قلوبهم لا يعرفوا معنى الرحمة هؤلاء المجرمين الذين لا يحكمهم دين ولا إنسانية أما عما يسمى القانون فهم لم يسمعون اساساً ولا يعترفون بهِ مطلقاً .

قانونهم سلب حياة الناس دون ذنب ، سرقة حقوقهم بكل فخر وممارسة وحشيتهم على الجميع بدون وجود أي قوة ردع توقفهم عند هذا الحد فالدمار تمكن من عقول الناس وأرواحهم وممتلكاتهم ولم يبقى شيء في هذا الوطن يصلح لبقائهم فيه .

الوطن ليس فندقاً ، ولا أرواح الناس وقود لأشعال نيران تمدكم بالدفئ والأمان والأموال .

بينما يعيش في الضفة الأخرى من الوطن من يتقاتلوا لكي يحصلوا على لقمة ليسدوا رمق جوعهم وخيمة تقيهم من حرارة الصيف وأمطار الشتاء ، أو دواء يقضي على هذا الوباء الذي أصبح بالنسبة لدول العالم المتقدم من الأمراض القديمة جداً ونادرة الحصول ، لكن في دول العالم الثالث هو مازال من الأمراض التي تنتشر دون وجود علاج يحد من إنتشارها في سبيل تحقيق الغاية التي تقضي في التخلص من أكبر عدد ممكن من أرواح البشر .

الوطن ليس فندقاً ، ولا ثرواتهُ وخيراتهُ هبات لرفاهية المجرمين الذي يتاجرون بأرواح الناس و الدين معاً بصفة إنهم حُكام عادلين و شعوبهم هم الذين يؤخذوا بذنبهم ، ويجري لهم ما يجري لا أحد يأبه لهم ومن يلتفت وينتبه لأحوالهم ، حال ما تحل الكارثة يبدأ التفكير بأستثمار مصائبهم ومشكلاتهم ودمائهم لحسابات شخصية وصفقات تحت مسمى المساعدات الإنسانية بملايين الدولارات يتم أنفاقها هنا أو هناك بأسم المؤوسسات الحقوقية والمنظمات الإنسانية العالمية لحقوق الإنسان والحملات الخيرية التي نكتشف فيما بعد تسيس أعمالها والخضوع لرغبات الدول الممولة لها وأزدواجية المعايير الَتِي تتبعها في تسليط الضوء على قضايا وتجاهلها لآخرى في ذات الأهمية والسياق لكن لا تلائم تطلعات السياسة التي تتبعها خارج إطار الإنسانية ،فالكثير من القضايا الإنسانية اليوم خاضعة لسياسة معينة وأهداف يمكن تحقيقها من خلالها .

نحن هنا لا نسعى لأن نقلل من شرف ونزاهة هذهِ المنظمات في مزاولة نشاطتها لكننا نعلم ما تخفيهِ وتعمل من أجلهُ خلف كواليس المساعدات التب سوف تستمر بالتدفق أمام عدسات الكاميرات مازال صمام النهر الأسود يجري ويعبر الحدود ويخترق كل السدود ويمد المستفيدين بالوقود .

ما فائدة بقاءك إن كان ثمن البقاء باهض جداً أو ربما لا يقدر بثمن ، قد يكون خسارتك لحياتك وحياة عائلتك وكل الاسس التي يقيم عليها فندقك هذا ،الخدمات ليس كل شيء ..لتسوء كل الخدمات ان كان هناك من يشاركك اوقاتك الصعبة فيه،من يحاول ان يصنع من الحطام حياة ،ومن الغبار والنار اسس قوية تقيم من جديد عليها وطنك ..تقيم وطناً فوق أرضك ..خيراً لك من ان تجد نفسك لاجئ في شوارع مدينة لا تعرف عنها وعن ساكنيها شيء ،فقط بالكاد تكون تعرف اسمها …!هذا الوطن البيت ، المسكن ، الفندق كما يسمونه البعض مهدم

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *