الى الأخ قائد عمليات بغداد / كفوا عن أذيتنا لابارك الله لكم

الى الأخ قائد عمليات بغداد / كفوا عن أذيتنا لابارك الله لكم
آخر تحديث:

 بفلم :فلاح العراقي

أدري أنك تدري بأن لكل فعل ردة فعل ، تساويه في المقدار وتعاكسه في الإتجاه ، وأدري أنك لاتدري بما يحصل في السيطرات وخاصة تلك التي زرعها سئ الصيت والفعل نوري المالكي والغشيم قاسم المكصوصي تحت ذريعة فرض القانون ، صحيح إن الأوضاع آنذاك كانت سيئة بسبب تغول جيش المهدي وجيش الكعبة وثار الله وباقي المسميات وما إرتكبوه من هتك للحرمات وقتل للأبرياء ناهيك عن الجرائم البشعة الأخرى.. ولكن ماهكذا تؤكل الكتف حضرة القائد .. وعلى الرغم من عدم قناعتي بقيادة عمليات بغداد ، كونها حلقة زائدة في السياقات العسكرية ، إلا أنني مضطر للكتابة بهذا الصدد فعسى ان اجد منكم آذانا مصغية وتفهما آدميا لمعاناتنا اليومية جراء تلك السيطرات والتي أشبهها بالسرطان الذي بدأ ينخر اجسادنا ويسبب لها الويل والثبور ، وكل ذلك نتيجة للتصرفات الصبيانية التي يقوم بها المنتسبون ، والذين هم عبارة عن هياكل لاتنفع لكن شرها مستطير طال كل شرائح المجتمع ، وكنت أتمنى لو تمكنت سيطرة واحدة من بين مئات السيطرات أن تلقي القبض على مجرم واحد أو شبه مجرم لتشفي صدورنا ومن ثم تقيم الحجة على من يعترض على تلك السيطرات ، وكل إعتقادي ومعي الكثيرون يرون أن هذه السيطرات أنشأت لمضايقة العالمين وقض مضاجعهم والتسبب في الإزدحامات المرورية الخانقة في البرد والزمهرير .

فمنتسبو السيطرات يعاملون المواطنين حسب امزجتهم الخاصة فلو كانوا متعاطين للكبسلة تجدهم يضيقون الخناق على المركبات من خلال التكلم مع سائق كل مركبة لمدة من 10 – 15 دقيقة ولكم ان تتصورا الزحام الناتج عن تلك التصرفات ، فما ظنك لو كان المنتسب صاحيا ؟ اما إذا كان في المركبة عدد من النساء الجميلات فحدث حينها ولا حرج وأظن أن الجميع يتفقون معي قلبا وقالبا فكم من مرة حصلت فيها شجارات بين النساء ومنتسبي السيطرات ( الأدب سزية ) ممن لا اخلاق لهم على الإطلاق ، وهناك العشرات من القصص أرى من الضروري عدم التطرق لها تجنبا للإطالة . والبعض من هؤلاء المنتسبين يظل مشغولا بالهاتف المحمول مع تحرك يده جيئة وذهابا قائلا : ( روح للتفتيش ) ومن هذه السيطرات أضرب لك مثالا لسيطرتين الأولى سيطرة مدخل بغداد الجديدة ، والثانية سيطرة الزعفرانية الكائنة في معسكر الرشيد ، وكلتا السيطرتين متفقتان على إذلال وإزعاج المواطنين من خلال غلق كل منافذ الحركة والإبقاء على منفذ واحد فقط مما يؤدي الى تشكل طوابير من المركبات وكلها تنتظر دورها في المرور عبر ذلك المنفذ الوحيد ولك أن تتصور حجم المعانات الناتجة عن الإنتظار في هذا الجو اللاهب وخاصة لكبار السن والأطفال . أما إذا مر مسؤول من هناك فتفتح الممرات على مصارعها وكأن ذلك المسؤول قد هبط عليهم من كوكب فيكا ! وهنا أؤكد لكم ان فتح تلك المنافذ لم يأت نتيجة للوطنية وحب المسؤول إنما تجنبا لغضبه وغضب حمايته فضلا عن أصوات ( الويق واق ) التي ترافقهم من الباب الى المحراب .

أخي القائد

أستحلفك بالله هل أنت مقتنع بتلك السيطرات التي حولت العاصمة الى شبه معسكر تحيطه الكتل الخرسانية والأسلاك الشائكة ناهيك عن المرافقات الصحية المنصوبة وسط الشوارع والتي تثير القرف والإستهجان ؟ قد يبدو إن الأمر لايعنيك لأنك غير مشمول بتلك الإجراءات لكن الواجب الأخلاقي يدعوك الى التفكير مليا بجدوى هذه السيطرات اللعينة . ودعني أخبرك شيئا : لو إفترضنا أن أحدى السيطرات تمكنت من كشف عجلة مفخخة يقودها مجرم إنتحاري ، هل سيترك هذا المجرم منتسبي السيطرة دون أن يدمرها ويدمر كل المركبات المتواجدة هناك فضلا عن المارة ؟ بالتأكيد لا ، لأنه سيعمل وفق القاعدة التي تقول : { عليَّ وعلى أعدائي } وإلا فهو ليس غبيا ليترك المنتسبين يوسعونه ضربا لدرجة مهلكة . إذن مالجدوى من تلك السيطرات ، وما الذي تحقق من إنشائها ؟ لاشئ البته ، اللهم سوى الفساد والسرقات التي رافقت عمليات إنشائها . وبالنتيجة فأن تلك السيطرات لاتدل إلا على ضحالة خططكم الأمنية وإستهلاكها وعدم فعاليتها ، والدليل هي التفجيرات التي ضربت العاصمة شرقا وغربا دون أن يكون لتلك السرطانات دورا فاعلا . لا قول عندي إنها – أي السيطرات – أنما أنشأت لشن الحرب النفسية على المواطنين وإزهاقهم وتعريضهم للإذلال والأذى على أيدي ثلة من سقط المتاع وقليلي التربية .

قبل مدة كانت هناك سيطرة قرب { كراج الأمانة } في منطقة الصناعة في الحافة الشرقية لجسر المرور السريع ، وكانت تسبب الإختناقات التي لاتوصف ، وقد تفتقت قريحة أحد الفطاحل فتم نقلها الى الحافة الأخرى قبل صعود الجسر مما يعني أن ذلك الفطحل حلل الماء بالماء . وكذا هو الحال في سيطرة مدخل جسر ديالى القديم .

أناشدك ومعي الآلاف – بل الملايين – من إعادة النظر في تلك السيطرات وإزالتها نهائيا والإستفادة من المنتسبين الذي يشغلونها في مكان أشد حاجة اليهم وأعني بها سوح القتال ضد زمر داعش المجرم مع تفعيل الدور الإستخباري ليقوم بمهام تلك السيطرات الغبية ..

ختاما أرجو من المكتب الإعلامي لقيادة عمليات بغداد إيصال رسالتي هذه الى من يهمه الأمر ، كما أرجو من الزميل العزيز ” أياد الزاملي ” بالتدخل الشخصي لإيصال الرسالة خدمة للصالح العام ومن أجل التخفيف من معانات المواطنين الكرام ، والله من وراء القصد .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *